تابعت الكثير من الفضائيات وشبكة التواصل الاجتماعي، الكل يتكلم عن الرحمة والتراحم وصلة الرحم ... الخ
في الوقت ذاته ترتفع أصوات تشكوا ارتفاع اسعار الأضاحي في كافة الدول التي تحتفل بهذا العيد، وظهور ظاهرة مشاركة أعداد من الاصدقاء في ثمن ضحية واحدة، لعدم قدرة الفرد على تحمل ثمن الذبيحة،
شكوى من ارتفاع الأسعار وشكوى مقابلة من التجار من كساد يضرب السوق
والجميع يدعوا الى التراحم والأزمة تتعمق وتشمل كافة مناحي الحياة
من يقف خلف هذه الأزمة؟
وكيف يمكن تفسيرها
لا يغنى غني واحد إلا على حساب مئات من الفقراء وعلى حساب المئات من الهابطين من الشرائح الوسطى
لا تكبر شركة كبرى إلا على حساب المئات من اصحاب المشاريع الصغيرة التي تهدم
ولا تكبر سلطة وتمارس الفساد والبطش على شعبها إلا لأن المجتمع من الخوف وضع لجاماً في فمه ووضع حلساً على ظهره
ولا يتفشى الفساد في مؤسسات الدولة إلا بسبب غياب الرقابة والمحاسبة ويصبح الفساد والإفساد آلية حكم لتلك الأنظمة التي تفتقد القاعدة الاجتماعية ، فعبر آلية الفساد والإفساد يتم شراء قاعدة اجتماعية متكاذبة مع السلطة.
النخب التابعة والنخب المتكاذبة مع السلطة، المدعية الوطنية والتقدمية واليسارية، التي تنتقد بخجل، والتي تمجد كل خطوة تقوم بها السلطة وتضفي عليها صفة المقدس ، بغض النظر عن نتائجها التي قد تكون مدمرة للمجتمع والدولة، وما الإنفجارات الشعبية المتتاليه إلا مؤشر على أزمة يعيشها المجتمع ولم تلقى الاحتجاجات أذان صاغية من أصحاب السلطة، مما ادى إلى دمار يحتاج إلى معالجة طويلة الآمد،
لا ولن نغفلعن كون العدو يتربص من أجل إغتنام هكذا حالة، لا بل يكون غبياً إذا لم يغتنمها، وتكون النخب انتهازية إذا لم ترفع صوتها.
ولن يكون المجتمع واعياً ولا منتمياً إذا ما سمح لكل هذه الآفات بالتفشي في الدولة ومؤسساتها بالسكوت عنها تحت أي حجة، ومنها العدو المتربص واليد الخارجية حجة العجز عن مواجهة الحقيقة ،
حقيقة تزاوج السلطة والثروة وتقاسم الغنائم، بين السوق والسلطة ، على حساب الفقراء والمعوزين والمهمشين وأيضاً المنتجين