سيشهد التاريخ بالحق حين يكتبه المنصفون والشرفاء ..بأن ثورة 30 يونيو 2013 كانت ضرورة وطنية كبري إستدعتها نداءات الوطن الذي كان يتعرض لواحدة من أشد واقصي مؤامرات التفكيك والفوضي والارهاب ..مؤامرات تولت جماعة الاخوان الارهابية ومعها الدواعش الجدد زمام قيادتها ونشر فكرها الاقصائي والشاذ وسط الامة..ولولا يقظة جيش مصر وإدراكه لابعاد المؤامرة وأطرافها وأسرار اللاعبين الدوليين الذين يخططون لتدمير الوطن وبذر الحروب الاهلية في تربته الطاهرة ..لولا تلك اليقظة لكانت مصر الان في مكان آخر من الضياع والفوضي والخراب وهو ماتم إجهاضه وبقوة في 30 يونيو 2011 والحمدلله! ******* ولكي نلم بالاسباب الحقيقة لنجاح وإنتصار ثورة 30 يونيو نذهب الي وقائع ووثائق تلك الفترة القلقة من تاريخ مصر لنتعرف علي الاسباب الحقيقية للثورة والتي مثلت في ذات الوقت الاسباب الحقيقية للانتصار ...فماذا عنها ؟ ******* * وفقا للتقارير والوثائق الرسمية المصرية والدولية ومنها دراسات صادرة عن الهيئة العامة للاستعلامات في مصر فإن ثمة أسباب استراتيجية كبري كانت وراء ثورة الشعب والجيش ضد هذا الحكم الفاشستي و علي رأسها تهديد الامن القومي والهوية الوطنية لمصر وتحويلها الي مجرد (ولاية ) من ولايات (دولة الاخوان الاسرائيلية والامريكية الجديدة )و أسباب آخري إقتصادية وسياسية مباشرة أدت لثورة الشعب علي حكم الاخوان ومن أبرزها : أهم أسباب ثورة 30 يونيو
انهي الشعب المصري حكم محمد مرسي، بعد عام وثلاثة أيام فقط قضاها في الحكم. ارتكب خلالها أخطاء فادحة أنهت العلاقة بينه وبين الشعب في خلال هذه المدة الزمنية الضائعة من عمر مصر التي كانت البلاد فيها أحوج ما تكون لاستثمار كل يوم للبناء والتقدم والنمو والاستقرار.
ونستعرض أبرز هذه الأخطاء التي تسببت في استياء الرأي العام الشعبي:
السياسية الخارجية:
1- المعروف أن حكم الاخوان الفعلي بدأ منذ تنحي حسني مبارك عن الحكم في 18/2/2011 وليس فترة تولي محمد مرسي لرئاسة البلاد والتي لم تستمر سوا عام واحد وثلاثة أيام ... وفي تلك الفترة (من فبراير 2011- 30 يونيو 2013) فشلت السياسة الخرجية المصرية تماما وكنموذج للفشل ...فشلت كل الزيارات المتعددة التي قام بها مرسي شرقاً وغرباً في فتح آفاق التعاون البناء بين مصر ودولاً عديدة في العالم، وبات واضحاً ان علاقات مصر الخارجية إنحصرت في دول بعينها تدعم حكم الإخوان في مصر .. وتراجعت علاقات مصر بدول محورية عديدة خاصة في العالم العربي.وفي مقدمتها سوريا والعراق والسعودية
2- إنفجرت في وجه مصر أزمة سد النهضة والتي لازلنا نعاني آثارها السلبية حتي اليوم وكان للمعالجة الخاطئة للازمة في بدايتها تأثيراتها الاستراتيجية بعيدة المدي مستقبلا علي الامن المائي للبلاد وجميعا يتذكر ذلك المؤتمر السياسي الموسع الذي عقده محمد مرسي مع بعض القوي السياسية الحليفة واذيع علي الهواء وكان فضيحة سياسية ودبلوماسية بكل المعايير في معالجة الازمة ا واستغلته أثيوبيا أفضل إستغلال من أجل الترويج مطامعها للاستلاء علي مياه النيل وكشفت إدارة الاخوان للازمة عن الافتقاد لأسس التعاطي مع الأزمات الممتدة منها أو الناشئة. فضلاً عن سوء إدارة الحوار مع القوي السياسية وبثه علي الهواء بما ساهم في توتر العلاقات مع الجانب الاثيوبي وأجهض أسس الحوار السياسي معه.
3-خلق حكم الاخوان حالة شاذة من الاستقطاب الحاد، وقسم المجتمع بين مؤيد للمشروع الإرهابي الداعشي الذي يمثله الرئيس وجماعته ، وبين مناهض له يوصف في أغلب الأحيان بــ "العلماني". وبدلاً من أن يتفرغ الشعب للعمل والانتاج، اتجه الي التناحر والعراك وأنتشرت الفوضي في البلاد وعم الفساد وهاجر عشرات الالاف من المصريين (خاصة المسيحيين ) من مصر خوفا ورعبا من هذا المشروع الاخواني الطارد للشرفاء والذي بدأ يفرض نفسه بقوة البلطجة وليس بالانجازات الاقتصادية والاجتماعية ..فكرهه الناس وتمنوا الثورة عليه !
4- تفنن الاخوان وخلاياهم النائمة واليقظة في افتعال الأزمات الرامية الي تشتيت جهود الأمن والجيش المصري والحد من اكتمال البناء الأمني،وجميعنا يتذكر ألاحداث الدامية في إستاد بورسعيد و شارع محمد محمود وغيرها ! 5- محاولات شرسة ل(أخونة) القضاء والنقابات المهنية والصحافة الوطنية ومؤسسات الدولة القومية مما أفشل التجربة الديمقراطية وخلق الفوضي في المجتمع وأشاع الفتن والاضطرابات 6- إصدار العديد من القرارات والإعلانات الدستورية التي تسببت في زيادة الضغط الشعبي علي الجهاز الأمني بالخروج في مظاهرات عارمة الي الاتحادية والتحرير وعمت الاضطرابات ربوع الوطن
7- الإفراج عن دواعش من الارهابين في سيناء والذين نشروا العنف في تلك المنطقة لاحقا وكانوا علي علاقات تنظيمية وسياسية ووظيفية مع مكتب الارشاد الاخواني ومع رأس الحكم الاخواني و لعلنا نتذكر مقولة اليوم مقولة ( محمد البلتاجي ) عندما قال أنه إذا أفرج نظام السيسي عن الاخوان المعتقلين سيتوقف العنف في سيناء فورا ..وكأن ثمة علاقة شرطية بين صعود العنف والاخوان أكدها بوضوح تصريح هذا الاخواني الشهير !! ، 8- تفاقم الازمات المعيشية والغذائية والارتفاع المتواصل في أسعار السلع والخدمات دون تدخل حكومي يسعي لوقفها
9-إفتعال ازمات كبري مع المثقفين والمبعين ومع رجال المسرح والفن مع التهديد الدائم لهوية مصر الثقافية،
10 محاصرة رجال القانون والعدل ولعل أبرز مثال لذلك إقصاء النائب العام المحترم المستشار عبدالمجيد محمود وإستبداله بآخر إخواني فاشل مما أثار حفيظة جكوع قضاة مصر الشرفاء ..ثم قام الاخوان عبر البلطجية من سياسيهم بمحاصرة المحكمة الدستورية العليا ومحاولة تحجيم دورها في دستور ديسمبر 2012، ثم قام الحكم الاخواني الفاشل بإصدار إعلانات دستورية وقرارات تمس بالسلب القضاء والحريات العامة ومؤسسات الدولة، مما تسبب في إثارة غضب الرأي العام، الذي عبر عن ضيقه بإحراق مقارات الاخوان وحزبهم ( حزب الحرية والعدالة
11- تنامي مشكلة المواصلات وخلال عام حكم محمد مرسي شهدت البلاد كوارث يومية للطرق ابرزها حادث مصرع 50 طفلاً علي مزلقان بأسيوط.
ولم يشهد العام من الحكم تشييد أي من الطرق الجديدة، أو اصلاح الطرق القائمة، فضلاً عن تراجع أداء مرفق السكك الحديدية.
12 توقف النمو الاقتصادي في البلاد وحدث .. تآكل كبير في الاحتياطى النقدى.. وتهاوت مؤشرات البورصة..وتراجع تصنيف مصر الائتمانى.. إلى جانب أخونة المناصب الاقتصادية فى الدولة مثل وزارة المالية ووزارة الاستثمار، دون أى اعتبار لمعايير الكفاءة وأشارت إحصاءات البنك المركزى إلى العديد من الأرقام الكارثية، في تلك (الفترة الاخوانية) فارتفع الدين العام خلال فترة حكم الإخوان بنحو 23.36% بعدما سجل مستوى 1527.38 مليار جنيه مقارنة بفترة المقارنة فى عام 2012 والتى كانت مستويات الدين عند 1238.11 مليار جنيه، كما زادت نسبة الدين العام المحلى إلى الناتج المحلى بنحو 10%، بعد أن ارتفعت من 79% إلى نحو 89%، إلى جانب استمرار تآكل الاحتياطى النقدى من الدولار لدى البنك المركزى فوصل إلى نحو 14.93 مليار دولار بدلا من 15.53 مليار دولار بنسبة انخفاض قدرها 3.8%.....
*** تلك كانت أسباب مباشرة للثورة ضد حكم فاشل وإقصائي ومعادي للقضاء وللثقافة والاعلام ..!
وإنتصرت الثورة قبل ثورة 30 يونيو 2013 والتي خرج فيها أكثر من 30 مليون مصري يطالبون بإسقاط حكم الدواعش والاخوان ..قبل هذا التاريخ المجيد كانت مصر تحكم من (مكتب الارشاد ) وكان (الوطن ) مختطف ومسجون بداخل جماعة ..ولم تكن (جماعة ) في وطن !لذا ثار الناس وإنتفضوا وطالبوا جيشهم الوطني بالتدخل لانقاذ الهوية والوطن ..فلبي النداء .. ولعلنا نتذكر اليوم للتأكيد علي إختطاف الاخوان للوطن أنه فى عام 2014، خرجت جريدة الشرق الأوسط، بتفاصيل حول اجتماعات كانت تعقد داخل القصر الرئاسى فى عهد محمد مرسى، بحضور أعضاء مكتب الإرشاد، وجعل طاولة اجتماعات الرئاسة جزء من اجتماعات أعضاء مكتب الإرشاد، وجلوس محمد بديع مرشد الإخوان على الكرسى المخصص للرئيس فى طاولة الرئاسة، فجميع الشواهد والقرارات التى كانت تخرج من محمد مرسى كانت تذهب أولا لمكتب الإرشاد، ولعل أبرز هذه الأمور كانت حركة المحافظين والتعديلات الوزارة التى كانت تخرج من مكتب إرشاد الإخوان إلى مكتب الرئاسة مباشرة لتعلن فى قرار رئاسى بعدها فى عهد مرسى...
وجميعنا يتذكر أيضا احتفالات أكتوبر 2012، حين تم إستضافة قتلة السادات صاحب قرار حرب إكتوبر 1973 ليحتفلوا هم بالنصر وكان علي رأسهم عاصم عبد الماجد عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية وطارق وعبود الزمر، وقيادات بارزة بالجماعة الإسلامية.
ومن التاريخ الكيئيب للاخوان ذلك تلك الفتوي والخطاب الشهير لأحد شيوخ السلفية المتحالفة مع الاخوان وقتذاك وهو المدعو محمد عبد المقصود خلال خطبة محمد مرسى فى استاد القاهرة فى يونيو 2013، عندما وصف من سيخرجون فى 30 يونيو بأنهم أعداء للدين وأنهم كفرة مما أشاع حالة من الغضب في ربوع الوطن وبين القوي السياسية التي كانت تعد الشعب للثورة علي هذا الحكم التكفيري ! ولعل أخطر ما إرتكبه الاخوان ومحمد مرسي بخاصة هو التورط في أحداث سوريا وليبيا وإرسال مقاتلين من عناصر الاخوان ومن الجماعات المتحافة معهم الي تلك البلاد لنشر الفوضي وتفكيكها خدمة للمشروع الاسرائيلي والامريكي ولعلنا نتذكر هنا صيحة محمد مرسي الشهيرة في إستاد القاهرة ( لبيك سوريا !) ودعوته للجهاد هناك رغم أن ( الجهاد في فلسطين أولي )وهي علي مرمي حجر منه ..ولكنه الدور الخدمي والوظيفي التاريخي للاخوان في خدمة الامريكان والاسرائيلين في تفكيك الدول المركزية في المنطقة وفي مقدمتها سوريا ومصر ***** لكل هذة الاسباب ..ولغيرها رفض الشعب حكم الجماعة الارهابية والدواعش المتحالفين معها وطالب بالثورة لاسترداد مصر وعودتها الي ذاتها بعد طول إختطاف ...وتحقق له ما أراد بفضل التحاف العظيم بينه وبين جيشه الوطني وشرطته المضحية ...فكانت 30 يونيو 2013 ثورة وتصحيحا للمسار وعيدا