منذ أن أنجز الروس مهمتهم الأساسية في العملية الخاصة في أوكرانيا بتحرير الدونباس بمحافظاته الأربع ذات الأكثرية الروسية، وهم يقاتلون بأسلوب بديع وفريد… إذ يحصرون القتال في مربعات صغيرة، يطوّقونها ويحاصروها ثم يحرّرونها قطعة قطعة، وهم يستدرجون أسلحة وعتاد الناتو الى تلك المربعات ليدفنوها في أرض أوكرانيا بأقلّ الخسائر البشرية وبأقلّ حجم من الأعتدة والأسلحة الثقيلة من طرفهم.
هكذا يعملون منذ أشهر في باخموت (حلب أوكرانيا)، وكذلك يفعلون في سائر المناطق التي يستطلعونها بأنها غاية نهائية لذخيرة وعتاد وأسلحة لدول وجيوش ومرتزقة الناتو.
واحدة من أهمّ العمليات وأخطرها وأدقّها، كانت في مدينة خليمنيتسكي.
وتعقيباً على قيام الجيش الروسي أخيراً بتدمير أضخم مستودع ذخيره في أوكرانيا، افاد مصدر خاص بما يلي:
1 ـ إنّ هذا المستودع، الواقع غرب مدينة خليمينتسكي، يقع ضمن منطقة عسكرية كبيرة جداً وكان يحتوي على ما مجموعه: اثنين وخمسين ألف قذيفة مدفعية، من عيار 155 ملم، تحتوي على مادة اليورانيوم المنضب، قامت الولايات المتحده بتزويد أوكرانيا بها خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
2 ـ تمّ قصف هذا المستودع بصواريخ بعيدة المدى وعالية الدقه، مما أدّى الى إزالته عن وجه الأرض تماماً، إضافةً الى منشآت عسكرية أخرى قريبةً منه.
3 ـ يظهر من الفيديوات المرفقة، التي نشرها موقع: ذي وور زون / The war zone / الأميركي المتخصّص بالشؤون العسكرية والأمنية، ان كتلة اللهب والدخان، الناجمة عن انفجار المستودع، قد صعدت بشكل عمودي ثم تحوّلت تدريجياً الى شكل قرص من الفطر، وهو الشكل التقليديّ المعروف للتفجيرات النووية.
4 ـ كان من المفترض، حسب خطط غرفة عمليات حلف شمال الأطلسي في العاصمة البولندية وارسو، المخصصة لإدارة العمليات العسكرية في أوكرانيا، أن يجري نقل هذه الذخائر لألوية مدفعية الميدان الأوكرانية، المعدّة لتغطية قاطع جبهتي زاباروجيا وخيرسون، حيث كان من المفترض أن يتركز الجهد الأطلسي الرئيسي على هاتين الجبهتين، لمحاولة قطع التواصل البري بين روسيا وشبه جزيرة القرم، وربما عبور القوات الأوكرانية لحدود شبه الجزيره الشمالية والشمالية الشرقية.
5 ـ شكلت هذه الضربة الصاروخية الاستراتيجية، ضدّ القدرات التسليحية الأطلسية في أوكرانيا، ضربة قصمت ظهر جنرالات الأطلسي، الذين أشرفوا على عمليات حشد الأسلحة والذخائر والقوات الضرورية، لتنفيذ الهجوم المُشار إليه أعلاه، تحت إشراف غرفة العمليات المذكوره آنفاً إضافة الى غرفة عمليات متقدّمة، مقرّها مدينة لفوف الواقعة غرب أوكرانيا قرب الحدود البولندية وغرفة عمليات ميدانية، مقرّها مدينة نيكولاييڤ، التي لا تبعد عن خطوط الجبهة سوى ما يقارب عشرين كيلومتراً.
6 ـ وهذا يعني أنّ الجيش الروسي قد قضى نهائياً والى غير رجعة، على اية احتمالات لتنفيذ الجيش الأوكراني عمليات هجومية، ربما كانت تهدف الى تغيير موازين القوى في الميدان. الأمر الذي يعني حسماً استراتيجياً، لنتيجة المواجهة الروسية مع حلف الأطلسي على ارض أوكرانيا، دون ان تخسر القوات المسلحة الروسية جندياً واحداً او قطعة سلاح واحدة، مع ما يعنيه ذلك من تداعيات على خطط حلفها الأطلسي، بقيادة واشنطن، على الصعيد الاستراتيجي الدولي.
بعدنا طيّبين قولوا الله…