بقلم: عماد مرمل
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب 09-05-2023 - 402 قفز تحدّي النزوح السوري مجدداً إلى صدارة الأولويات الداخلية، منافساً الاستحقاق الرئاسي على المركز الأول، بفعل ما يختزنه من تهديدات للأمن القومي اللبناني. يحاول لبنان منذ عام 2011، تاريخ اندلاع الحرب في سوريا، ان يتعايش مع قنبلة النزوح السوري الموقوتة التي كادت تنفجر في مرات عدة. لكن هذا التعايش مع الخطر لا يمكن ضمانه باستمرار، وليس في كل مرة تسلّم الجرة، خصوصاً انّ وجود نحو مليوني نازح في بيئة مشحونة وتحاصرها الأزمات، يترك المجال مفتوحاً أمام كل أنواع الاستثمار في هذا الملف الذي يتداخل فيه العامل الإنساني بذاك الأمني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي. ولعلّ التظاهرات المتقابلة (النازحون والمقيمون وجهاً لوجه) التي منعتها وزارة الداخلية لأسباب امنية، تعطي مؤشراً واضحاً إلى انّ الوقت ينفد، وانّ هناك ضرورة ملحّة للتعجيل في تفكيك صاعق التفجير قبل أن تفلت الأمور من السيطرة، خصوصاً انّ منسوب الاحتقان ارتفع الى معدلات غبر مسبوقة في المخيمات وجوارها اللبناني. وهناك على المستوى الرسمي من يعوّل حالياً على خيوط التقارب السعودي - السوري، من أجل نسج مظلّة اقليمية لعودة آمنة للنازحين، بعدما تبيّن انّ «أوكار الدبابير» الدولية لا تزال تصرّ على «لسع» محاولات إعادتهم، انطلاقاً من اعتبارات سياسية يجري تغليفها بقشرة إنسانية. وإلى حين اختبار جدّية القرارات الاخيرة الصادرة عن الاجتماع الوزاري في السرايا برئاسة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ينبّه المطلعون إلى انّ الحملة التي تُشنّ على المؤسسة العسكرية من قِبل بعض الاوساط ليست بريئة، «بل هي توحي بأنّ كلمة سر انطلقت من مكان ما لتوزيع الادوار على المنخرطين في هذه الحملة وصولاً إلى الدفع نحو حصول فوضى». وبهذا المعنى، يؤكّد المطلعون على مجريات أزمة النزوح، ان ليست هناك مصلحة في الانزلاق إلى العنف في مواجهة النازحين، «وأي اعتداء ضدّهم سيكون مفعوله ضاراً بلبنان، وبالتالي على الساعين إلى الشعبوية والمزايدات ان «يهدّوا البال» ويخففوا من غلوائهم».
لا يوجد صور مرفقة
|