مع تسارع عجلة الحسم في موضوع انتخابات رئاسة الجمهورية اللبنانية، وما بات معلوماً من دور سعودي أساسي في هذا الاستحقاق، لناحية التعطيل أو التسهيل. تم إثارة موضوع سلاح المقاومة مجدداً، عندما تحدثت العديد من الوسائل الإعلامية، عن اشتراط سعودي ما يتعلق بمعالجة هذا الملف خلال المرحلة المقبلة، والذي على ضوئه سيتم حسم موقف الرياض بقبول أو رفض انتخاب رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية.
وزاد من احتمال صحة ما ذُكر أعلاه، تطرّق الوزير فرنجية في مقابلته الأخيرة الى هذا الموضوع، وتفصيله لرؤيته كيفية حلّ هذا الموضوع، من خلال رعايته لحوار وطني بنّاء يجمع كلّ الأطراف والقوى اللبنانية، حول استراتيجية دفاعية تُطمئن جميع اللبنانيين. وأشار فرنجية في حواره الأخير أيضاً، بأنه يتميز عن غيره من المرشحين، بالثقة التي يتمتع فيها لدى حزب الله، التي تُتيح له أن ينجز معه ما لا يستطيع أن ينجزه آخرون.
أمريكا بالترغيب والترهيب لم تستطع فرض شروطها
وفي هذا السياق، من المهم أن يعلم حكّام السعودية، أن ما طرحه الوزير فرنجية، هو ما يطلبه أصلاً حزب الله من القوى اللبنانية، وأن غير هذا الأمر لا يمكن تحققه لا بالترغيب ولا بالترهيب، وليأخذوا العبرة من الإدارة الأمريكية.
ففي مطلع الألفية الثالثة، وبالرغم من أن واشنطن كانت في ذروة طغيانها في المنطقة، بعد هجمات 11 أيلول / سبتمبر 2001، إلا أنها لم تستطع من فرض شروطها على الحزب بما يتعلّق بسلاحه، لا بترغيب نائب الأمريكي وقتذاك ديك تشيني، ولا بحرب تموز 2006 بيد الإسرائيليين.
وبالنسبة لترغيب نائب الرئيس تشيني، كشف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله خلال أحد لقاءاته غير العلنية الأخيرة، عن تفاصيل جديدة لم يكن قد ذكرها بشكل واضح سابقاً.
فعندما جاءه الوسيط الأمريكي الى مقر الأمانة العامة في حارة حريك، كان عرض تشيني مغرياً، لدرجة أنه قدّم لبنان بكل شيء فيه من سلطات ورئاسات بالإضافة الى مليارات الدولارات لحزب الله، مع احتفاظ الحزب بكل أنواع سلاحه، وحتى مع عدم اشتراط التطبيع مع الكيان المؤقت بل مع استمرار العداء الإعلامي للكيان أيضاً، بشرط إلقاء السيد نصر الله لجملة واحدة بالعلن – لأنهم يثقون جداً بصدق وعده وما يقوله – وهي: أن الحزب لم يعدّ مهتماً بتحرير فلسطين عسكرياً.
عرض تشيني هذا جاء ذاك الحين، ومحور المقاومة الذي يشكّل فيه حزب الله أحد الأركان الأساسية، لم يكن بعد قد خاض حرب تموز 2006، كما لم يشارك في الدفاع عن سوريا بوجه الحرب الكونية عليها بعد. وعليه فإن على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أن لا يتأمل كثيراً في فرض شروط ما على حزب الله، أو في محاولة لي ذراع حلفاء الحزب بالترغيب أو الترهيب، لأن ذلك لن ينفع إطلاقاً!!