بقلم: نبيه البرجي
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب 31-01-2023 - 2697 الاشكالية الكبرى: كيف يمكن لـ "الموساد" أن يضرب بكل تلك السهولة، الأهداف الأكثر حساسية، بما في ذلك المفاعلات النووية، في دولة يوصف نظامها، ان ببنيته الايديولوجية أو ببنيته الأمنية، بالنظام الحديدي؟ في هذه الحال من تراه يأخذ بالتبريرات وبالتهديدات التي تطلق عقب كل عملية من تلك السلسلة الرهيبة؟ دأبنا على القول أن القيادة الايرانية السياسية والعسكرية تعاملت بحرفية عالية، أيضاً بمنتهى العقلانية، مع السياسات الهيستيرية لبنيامين نتنياهو الذي حاول، بكل الوسائل البهلوانية، استدراج الادارات الأميركية الى شن عمليات عسكرية صاعقة، وواسعة النطاق ضد ايران. لا مجال للكلام عن الطوباوية في الرؤية الأميركية. أكثر من مرة وضع "الاسرائيليون" تقارير استخباراتية على درجة عالية من الدقة أمام كبار المسؤولين في واشنطن، حتى اذا جرى تدمير الأهداف المدرجة في التقارير، يغدو حتمياً تقويض النظام الذي امتهن، منذ قيامه في عام 1979، تهديد المصالح الأميركية في الشرق الأوسط... وكان لنتنياهو أن يلجأ منفرداً الى العصا الخفية. ضربات استخباراتية مدوية لأهداف ايرانية لا بد أن تستدعي رداً من آيات الله. حتماً بالصواريخ الباليستية ما يمكن أن يلهب أعصاب البيت الأبيض. الآن وقد "بلغ السيل الزبى". أين المنظومة الأمنية الايرانية حين يفجر "الموساد" المفاعلات النووية، ويحرق مراكز تكنولوجية، ويغتال في وضح النهار، أهم دماغ نووي في البلاد، ناهيك عن الدخول الى الأرشيف النووي والاستيلاء على نصف طن من الوثائق السرية؟ الضربات المتتالية أثبتت وجود اختلال في المنظومة العسكرية والمنظومة الأمنية. هذه مسألة طبيعية اذا أخذنا بالاعتبار مدى وتاريخ التعاون بين أميركا و"اسرائيل" في المجالات التكنولوجية والالكترونية و... الاستخباراتية ! لعل السؤال (السؤال الغبي): اذا كان بالامكان تجاوز تداعيات الصدمة المتعددة الأبعاد في أصفهان، ما هو رد واشنطن، لا ما هو رد طهران...؟
لا يوجد صور مرفقة
|