يعد مضيق هرمز واحداً من أهم الممرات المائية الطبيعية في العالم، وهو ممر دولي، تتمتع فيه جميع الدول بحقوق الملاحة من دون شروط. ويقع المضيق في الجزء الشرقي لمياه الخليج العربي، والجزء الشمالي الغربي لخليج عُمان، ويحده من الشمال والشرق إيران، كما تحده من الجنوب سلطنة عُمان.
وغير بعيد من الخليج العربي توجد عدة جزر هي:
ـ جزيرة قاسم (وتسمى اليوم قشم)، وقد سميت قاسم نسبة إلى قبيلة القواسم العربية. ويبلغ طول الجزيرة 115كم، وعرضها 18كم، ومن ثم فهي أكبر جزر الخليج العربي، كما أنها غنية بالنفط والملح، وقد اكتشفت فيها احتياطيات ضخمة من الغاز الطبيعي.
ـ جزيرة هنغام، وتتكون من ثلاثة أقسام: هنغام العتيقة، هنغام الجديدة، وهنغام العرب، وتقع جنوب جزيرة قاسم.
ـ جزيرة هرمز، وهي من الجزر التابعة لبندر عباس، وتتميز بموقع مهم، الأمر الذي أطلق اسمها على المضيق، كذلك، وللسبب نفسه، نقلت إيران مركز قيادة الجو البحرية إلى بندر عباس لتكون قريبة من هذه الجزيرة الاستراتيجية.
ـ جزيرة لارك، وتقع شرق جزيرة قشم، وتتصف بمركز مهم في وسط المضيق.
ـ مجموعة جزر صغيرة، منها أم الغنم وفارور و«بني فارور» وسري وأبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى، وهذه الجزر هي مكونات مضيق هرمز جغرافياً واستراتيجياً، ولهذا سيطرت إيران على جزر أم الغنم و«أبو موسى» والطنبين، لتعبر باطمئنان إلى الجانب الآخر.
الأهمية الاستراتيجية للمضيق:
يبلغ طول الخليج نحو 800كم، ويصل عرضه إلى 300كم تقريباً في بعض المناطق. أما عرض مضيق هرمز فيبلغ 48كم تقريباً. وتحيط به من الناحية المطلة على عُمان جبال صخرية تعد عنصراً مهماً للمحافظة على بقاء المضيق، إذ تعد عُمان أكثر الدول إمكانية من حيث الموقع الجغرافي، للسيطرة على المضيق؛ ولذا كان أمن الخليج منوطاً بها أكثر من غيرها من دول المنطقة، حيث تشكل أراضيها مايشبه الرأس لمياه المضيق، وخصوصاً المسماة رأس مسندم التي تتكون من جبال صخرية عالية.
صورة بالأقمار الصنعية لمضيق هرمز
وتأتي إيران بعد عُمان من حيث الموقع الجغرافي، حيث تحيط أراضيها بالمضيق من أكثر من ناحية، وتشكل المياه ما يشبه الخليج في داخل الأراضي الإيرانية. ويمكن لها أن تسيطر عليه من الناحية الشمالية، إذ تمتد سواحلها الجنوبية على مياه المضيق الشمالية الشرقية، ثم تأتي مجموعة الجزر التي تسيطر عليها إيران، والتي تقع في مدخل الخليج، وكذلك الجزر الواقعة بجانب الساحل الإيراني، وخصوصاً التي تقع في الناحية الشرقية من المضيق.
ويعد مضيق هرمز باب الخليج العربي إلى العالم الخارجي، والمدخل الرئيسي إلى نفط هذه المنطقة، الأمر الذي يربط أمن الخليج العربي بحرية الملاحة عبر هذا المضيق، إذ إن أي اعتداء على هذه الحرية من شأنه أن يعزل الخليج ويجعله بحراً مغلقاً؛ مما يعرض أمن شعوب المنطقة ومصالحها، وكذا المصالح الاقتصادية العالمية لخطر كبير، فالمضيق منطقة ضيقة تسهل السيطرة عليها ومنع أو عرقلة المرور فيها، ويمكن أن يحدث ذلك إما عن طريق زرع الألغام وإما إغراق السفن في المضيق، كما يمكن أن يحدث عن طريق القوة العسكرية. ومن المؤسف حقاً أن الأوضاع المتوترة في هذه المنطقة من شأنها أن تزيد من المخاطر المُشار إليها.