بقلم: نارام سرجون
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب 14-12-2022 - 2630 في المنطقة حائكا سجاد .. واحد قديم هو ايران وآخر امتهن حياكة السجاد مؤخرا هو الامريكي .. والسجادة الامريكية المفروشة على الخليج العربي منذ ثلاثينات القرن الماضي غطت العراق في التسعينات بعد عمل دؤوب وصبر استراتيجي بدأ مع اول قذيفة في الحرب العراقية الايرانية .. ومن يومها بدأت حياكة سجادة امريكية جديدة للمنطقة .. وظل الاميريكيون يحيكون سجادتهم بهدوء طوال الحرب العراقية الايرانية وكانوا قد استعدوا للخطوة التالية في حرب الكويت لأن حرب الكويت لم تكن صدفة بل كانت حرب العارف بامكانات العراق وأسلحته والفخ الذي يحب ان يقع فيه .. ثم صبر حائك السجاد المريكي 13 سنة حبس فيها صدام حسين في اقامة جبرية اسمها الفصل السابع للأمم المتحدة .. وعندما تختخ العراق في السجن الاممي واهترأت ثيابه قام الامريكي بفرش سجادته التي حاكها على مدى 25 سنة فكان سقوط بغداد .. وبمجرد ان السجادة الامريكية فرشت على أرض العراق فقد خبأ تحتها الجرذان التي ترعرعت وتكاثرت مثل جرذان الفساد وجرذان الانفصاليين الاكراد وطبعا جرذان داعش وجرذان الحرب المذهبية الشرسة في العراق .. وكان كل من يعتقد ان حائك السجادة الامريكي قد استراح خاظئا .. فقد كان الحائك الامريكي ينسج سجادة جديدة لسورية من نوعية سايكس بيكو ولكن بنسخة أكثر تفصيلا .. اسمها سجادة الدم .. تمددت السجادة الامريكية نحو سورية وهو يفاوضنا ويجاملنا بعد تهدئة ومهادنة ومصافحات ووعود بالسلام .. وعندما يفاوضنا الاميريكي فانه يفعل ذلك فقط لأن السجادة لم تكتمل حياكتها بين يديه .. فقبل الحرب على سورية والربيع العربي مررنا بحالة ازدهار المفاوضات بيننا وبين الاميريكيين الذين وعدونا بالتفاوض في تركيا مع اسرائيل من أجل الجولان .. وجاء جون كيري في زيارةعائلية وتناول عشاء عائليا مع الرئيس الأسد .. وكانت مخدرات الماكينة الاعلامية العربية والجزيرة تروج لانقلاب اميريكا على نفسها .. ولكن الحقيقة هي ان حائك السجاد الامريكي كان في الظلام يحيك ماسماه (الثورة السورية وداعش وقسد والمعارضة الثورية الارهابية) ليكمل بها سجادته التي غطت العراق .. وفعلا غطت السجادة والحياكة الامريكية كثيرا من الاراضي السورية وهي لاتزال بجزئها الاقتصادي تخيم على معظم مفاصل البلاد .. ولكن حائك السجاد الايراني القديم والماهر تمكن بهدوء وصبر قل نظيره من تقطيع السجادة الأمريكية وتخريبها في العراق وفي سورية وكان ماهرا في تفكيك السجادة الامريكية وتمزيقها .. وكان حاذقا في بناء سجادة من الانتصارات مع شريكه السوري .. ولكنه ارتكب خطأ واحدا وهو انه لم يكمل احراق السجادة الامريكية واتلافها ورميها خارج المنطقة .. ومنذ عام 2018 لم تتعرض السجادة الامريكية لأي ضرر او تلف او هجوم .. وعادت الجرذان الامريكية للعمل تحت بقايا السجادة الامريكية في العراق وسورية وظهرت مجموعات عراقية متمردة تثبت السجادة الامريكية وتطالب بابقائها .. وظهر الصدريون وغيرهم وهم يرتقون ويرقعون السجادة الامريكية الممزقة .. فيما ان السجادة الامريكية التي بقيت فوق الجزيرة السورية ولم تتعرض للاتلاف والتخريب تحولت الى مأوى للخفافيش الانفصالية الكردية .. ولكن حائك السجاد الامريكي لم يكن يضيع الفرصة فقد دعا حائك السجاد الايراني لشرب القهوة في مقهى جنيف ليفاوضه ويعده بتوقيع الملف النووي .. وبصمت وفيما ثرثرة جنيف مستمرة انتقل الحائك الامريكي لينشر سجادته فوق ايران نفسها عبر اطلاق الربيع الايراني وهو الشيء الذي يستعمله الامريكي كلما اراد فرش سجادته فوق منطقة يريد السيطرة عليها .. لم يكن هدوء صانع السجاد الايراني حصيفا عندما أعطى حائك السجاد الامريكي فرصة التقاط الانفاس .. وقبل ان يفاوضه في الملف النووي لأكثر من سنتين فيما ان القاصي والداني كان يعرف ان عدم توقيع الاتفاق منذ الاسابيع الاولى لحكم بايدن كان المقصود به تشتيت انتباه حائك السجاد الايراني عما يتم تدبيره وتخطيطه لايران .. مايحدث في ايران هو ماحدث في سورية .. فما هو الفرق بين أظافر اطفال درعا وبين أظافر وحجاب مهسا اميني؟ .. فالقصتان ملفقتان ولكنهما حملتا أمر عمليات واضحا .. فكما نعلم اليوم ان قصة أظافر أطفال درعا غير حقيقية وهي خيال ولم توجد صورة واحدة لهذه الاظافر رغم ان الثورجيين كانوا في الايام الاولى يصورون حركة النمل في درعا ..وكانوا مستعدين لتصوير كل شيء .. الا أظافر الاطفال المقتلعة .. لأنها لم تقلع ولاتوجد قصة الأظافر منذ الاساس .. ومع هذا فقد فشلنا في اقناع الناس شرقا وغربا ان الحكاية ملفقة وانها كذبة سخيفة.. ولانزال ندفع ثمن تلك الحبكة في السجادة الامريكية التي هيمنت علينا منذ ذلك اليوم .. وفي ايران رأينا جميعا ان قصة مهسا اميني قصة ملفقة وان مهسا ماتت ميتة طبيعية ولم يقص أظافرها أحد ولم يقص شعرها أحد .. ومع هذا كانت الحبكة الامريكية تنتظر لتقلع الماكينات وتنسج ربيع ايران .. عبر العميل المخلص .. الانفصاليون الاكراد والاسلاميون الوهابيون .. اذا وقعت ايران في فخ حائك السجاد الامريكي فالسبب هي انها أعطته الوقت الكافي ليستريح ولم تكمل عملية اقتلاعه من الجوار الايراني .. فالاميريكي في العراق موجود في الاجواء العراقية التي هي اجواء امريكية ولايسيطر عليها العراقيون .. وفي العراق قواعد ومتعاقدون امنيون .. وفي العراق رئيس الوزراء والوزراء مخترقون .. والكتل السياسية مخترقة وبعضها ذو هوى امريكي .. وفي العراق كردستان وهي اكبر قاعدة اميريكية واسرائيلية وهناك يتم حياكة السجاد الامريكي الجديد .. وفوق هذا تموضعت اميريكا في عمق آخر في الجزيرة السورية وأيضا تريد تكريس اكبر قاعدة لها عبر صناعة كتلة كردية جديدة .. وهاتان الكتلتان الكرديتان في العراق وسورية مكلفتان بتخريب السجادة الايرانية في ايران نفسها وثقبها في زاويتها الكردية .. حيث ستعمل الكتلتان الكرديتان على تقديم الدعم والتدريب وحتى التمويل الذي تحصلان عليه من سرقة نفط سورية والعراق .. وهما ستعملان على التحول الى قاعدة خلفية للتحرك الكردي في ايران كما كانت تركيا هي القاعدة الخلفية للاخوان المسلمين والدواعش والقاعدة وكل الارهابيين أصحاب مشروع (على منهاج النبوة) .. واما دول الخليج فهي ممول و”كاش ماشين” للحروب الامريكية الاسرائيلية كما هي العادة .. وهذه هي طريقة حياطة السجاد الامريكي .. أي اموال غير امريكية .. وجهد غير امريكي .. ودماء وتضحيات غير امريكية .. في صناعة سجادة امريكية خالصة .. منذ سجادة افغانستان التي مولها العرب ودفعوا دمهم فيها .. ومثل سجاد الخرب الاعرقية الايرانية .. وسجادة الحرب الاهلية اللبنانية .. وسجادة العراق وسجادة السودان وليبيا .. وحتى سجادة اوكرانيا الحالية .. ايران صديقتنا ولكنها أرتكبت خطأ كبيرا انها لم تكسر هيبة اميريكا في وقت كانت قادرة على ذلك في لحظة اغتيال قاسم سليماني التي كسرت هيبة ايران أمام كل خصومها في الداخل الايراني وفي الخارج .. وكسر هيبة اميريكا كان سيردع العرب الخلايجة .. وسيردع اسرائيل .. وسيردع كل حركة ارهابية وانفصالية تجد ان اميريكا ترضعها وتحميها .. ولو كسر انف اميريكا في سورية والعراق .. لما تجرأ الانفصاليون في ايران على هذه الجسارة والوقاحة .. ولكن الانفصاليين ينظرون الى ان اميريكا واسرائيل تجرأتا على ايران عدة مرات واكتفت ايران بالمفاوضات في جنيف .. ولأننا نحب ايران ونعلم انها تدفع ثمن موقفها المقاوم فاننا سنخلص لها النصيحة ونقول .. ان مجاملة الارهابين ليست في مصلحتك .. وان الضرب بقسوة هو امر سيفيد في منع ازياد النار في ايران .. ولكن ماهو لكسر شوكة الانفصاليين الكرد وغير الكرد وكل الارهابيين في ايران فانه افضل شيء هو كسر شوكة اميريكا في سورية والعراق .. واقتلاع هذا الوجود بأي ثمن .. وانظروا الى كل مكان تحيك فيه اميريكا سجادتها فانها تردع ايا من خصومها بضربه حيث يؤلمه .. ولذلك نجد ان جرذانها في لبنان يفعلون مالايصدقه العقل من العمالة والخيانة والخدمة المجانية لأنها تمنع ايران وسورية وحزب الله من تلقينهم درسا والقائهم في البحر .. فيتطاول سمير جعجع على السيد حسن ويطيل وليد حنبلاط لسانه على سورية وشعبها ويلعق بكل وقاحة منطقة السويداء .. ويتنزه السفير السعودي بين صناديق الانتخاب اللبنانية ليلدلي بدلوه وكأنها انتخابات السعودية حيث لاتوجد هذه الكلمة في اي قاموس او منهج تدريسي في كل الخليج المحتل ..
لا يوجد صور مرفقة
|