هُم أنفسهُم يعايرونها بالضعف والجُبن أمام الضربات الجوية الصهيونية وعدم الرد!
وهؤلاء هُم أنفسهم مَن شَنُّوا عليها حرباِ كونية وجائوا بالإرهابيين من كُل حدبٍ وصَوب،
سوريا تحكمها الحِكمَة والرأس المُدبِر والحسابات الدقيقة والأمر الواقع، إقتصادياً وإجتماعياً وأمنياً وجغرافياَ على إمتداد 186000 كلم مربع،
سوريا التي تعايرونها ليست جبانة، فهي قاتلت بأقل من نصف جيشها بداية الأحداث وحُشِرَت في أقل من 20 بالمئة من أرضها، قواتها كانت مقطعَة الأوصال ومستشفياتها بقيت شهوراً بلا أمصال وجنودها بلا إمدادات الماء والغذاء وسجن حلب أكبر شاهد في التاريخ، حتى وصلَ الإرهابيون إلى أسوار المالكي وقاسيون،
لم يفر الأسد ولم يحزم حقائبهُ على غرار زين العابدين بن علي، ومعمر القذافي، وصدام حسين، وحسني مبارك، إنما بقيَ في عرينه يقاتل ببسالة وشجاعة ويدير عملياته العسكرية بحنكة وجدارة،
سوريا هذه حوصِرَت بقانون قيصر ومئات ألآف الإرهابيين من جهة الجولان والجنوب المحاذي للأردن وصولاً إلى الصحراء، أقفلَت عليها حدودها الشرقيه مع لبنان، والشمال من جهة حمص وتدمر ولم يبقى إلَّا دروباً ضيقة شبه مستحيلة الأمل والحياة لكي تصمد وتبقى وتستمر،
تركيا إحتلت جزءً من أراضيها والولايات المتحدة الأميركية إحتلت قسماً آخر بدعم من منظمة قسد، وداعش سيطرت على ما تبقى من البلاد في شمال وشرق سوريا،
ومع ذلك كانَ رأس الدبلوماسية السورية آنذاك وزير الخارجية وليد المعلم يضرب في كل عاصمة ضربة معلم، ومندوب سوريا في مجلس الأمن السيد بشار الجعفري يُعَرِّي الإرهابيين والخوَذ البيضاء ورعاتهم من القطريين والإماراتيين والسعوديين والأميركيين والأتراك والصهاينة ومَن يقف خلفهم مثل نظام عبدالله الثاني ومصر والمغرب،
صحيح أن لسوريا حلفاء صادقون مدوا لها يد العون والمساعدة لكن ما ساعد سوريا على الصمود والأنتصار هو تصميم قائدها بأنه لن يغادرها وسيبقى يقاتل فيها حتى الرمق الأخير،
إيران الإسلام الحليفه والصديقة الصدوقة التي قدمت المال والسلاح والمستشارين والمعدات الطبية والادوية وإمدادات النفط والغاز كانت قمة الوفاء مع دمشق،
روسيا التي جائت بطائراتها كانَ لها الدور الرئيس في وقف زحف الإرهابيين ووقف تقدمهم من ناحية الشمال والشرق،
حتى كان الدور الأبرز على الارض جنباِ إلي جنب مع قوات الجيش العربي السوري البطل، لقوات حزب الله اللبناني ولواء فاطميون وفصائل الجهاد من العراق الحبيب،
حيث قاموا جميعاً بالتصدي ووقف تقدم الإرهابيين وتابعوا محاصرتهم في ارياف دمشق ودرعا وحمص وحلب وجعلوهم محاصرين داخل المدن الصغيرة على أشكال قوالب الجبن من دون أي خطوط إمداد تجمع بينهم،
وهذا ما ساعد دمشق أخيراً على التقاط أنفاسها بعد كسر عقدة القصير الإستراتيجية من قبَل قوات حزب الله التي أجتاحتها إنطلاقاِ من الأرض اللبنانية المحاذية لسوريا،
سوريا اليوم متعافية وبألف خير رغم إستعادة إشارة الإنطلاق لداعش في الجنوب بأمرٍ عملياتي أميركي وما يزيد عن 70٪ من أراضي سوريا أضحَت محررة وبالأمان والدولة تفرد بجناحيها عليها من سواحل اللاذقية شمالاً إلى حدود طرابلس البحرية والقلمون لبنان،
لكن أيضاً لا زال الإحتلال التركي يُمعن في التمادي شمال سوريا وفي غرب وشرق مدينة حلب ويقصف المدنيين ويهدم ويحرق مؤسسات الدولة النفطية التي تسيطر عليها قسد،
والأميركي أيضاً يمعن بسرقة النفط والغاز السوري بشكلٍ علني بلا حسيبٍ أو رقيب، وإسرائيل تعربد من ناحية لبنان بإتجاه الداخل السوري عبر عمليات القصف الجوي والبحري لمطارات دمشق ومَا حولها وصولاً إلى البوكمال،
الحكومة السورية حددت اولوياتها واعتبرت ان ما يجري هو جزء من الإستهداف المنظم ضدها وهي تضع نصب أعينها تحرير اراضيها البرية من تركيا وأميركا والإرهابيين اولاً،
ثم استعادة عافية الإقتصاد وعودة النازحين، وبعدها سيكون الرد المُلزِم على الإعتداءآت الخارجية صهيونية كانت أم غير صهيونية وسيدفع الثمن كل من سيوجه سلاحه الى صدر دمشق،
نحن كمراقبين نقول لو ان دولة عربية أخرى غير سوريا قلب العروبة النابض عانت ما عانت منه عاصمة الياسمين لكانت قد سقطت وأنهارت وما تبقى منها ألا إسمها،
سوريا صمدت وقاتلت ودفعت أثماناً كثيرة لأجل عروبتنا ولأجل كرامتنا جميعاً ولولاها لما بقيَ عرب او عروبة ولكانت فلسطين في خبر كان،