لم يعد خافيا تحالف اردوغان زعيم حزب العدالة الفرع التركي للاخوان ، الساعي لتحقيق الحلم العثماني الاخواني بالهيمنة واقامة دولة الخلافة الاسلامية " ،مع قطر التي تتطلع لمد خطوط الغاز عبر الرمادي الى نينوى , فدهوك الى تركيا التي ستتزود به بدلا من الغاز الروسي الذي توقف , ثم الى اوروبا بعد ان جوبه مشروع خط الغاز القطري الى المتوسط عبر حمص بنهاية مبرمة .
كان مشروع المنطقة العازلة في شمال العراق سيحقق جملة الاغراض المجتمعة من تمرير خطوط الغاز القطرية , الى الحلم التركي بالمنطقة العازلة , ودولة الخلافة الاسلامية , الى تمدد النفوذ ,والهيمنة الاميركية بعد انفصال الدولة الكردية من اوراسيا للشمال العراقي والسوري , وخلق فكى كماشة تحيط بالعراق , وسورية من الدولة الكردية التي كان من المنوي اعلان استقلالها , والعدو الصهيوني .
جاء تحرير الرمادي مقدمة للقضاء على الارهابيين في العراق ، وضربة موجعة لاردوغان المعزول جيوسياسياً بفعل سياساته التي افضت لعزلة من دول الجوار وعدائها كايران , والعراق , وسورية ، والعداء من قبل الروس حلفاء واصدقاء الامس وللمشروع برمته .
برغم محاولته كسر هذه العزلة بتعزيز علاقاته مع قطر والارتماء في الحضن الصهيوني والاعلان عن النية لتمديد خطوط لتزويد تركيا بالغاز الفلسطيني المسروق من قبل العدو الصهيوني , واقامة امارة عثمانية في غزة بالتنسيق مع حماس تمتد الى سيناء وتهدد وحدة مصر وامنها واستقراراها , ثم نيته زيارة السعودية "الصديق اللدود الذي ينافس اردوغان على زعامة العالم الاسلامي " , لكسر العزلة التي تعمقت باقامة روسيا قواعد عسكرية في قبرص , وبحر ايجة , واليونان اضافة للقواعد في سورية اي انها استطاعت عزل تركيا عن حلف الاطلسي واضعاف كلا الحليفيين تركيا، وحلف الاطلسي .
قوضت المساهمة الروسية احلام حزب العدالة واردوغان الاخوانية والعثمانية , فاندفعوا الى المزيد من الاتماء بالحضن الصهيوني , و قصمت ظهر العدوان الاميركي , الصهيوني , والرجعي العربي على سورية ، وبددت حلم المنطقة الشمالية العازلة , او الدولة الكردية في شمال العراق , وسورية , او مناطق النفوذ والهيمنة الاميركية الممتدة من اوراسيا , لشمال سورية والعراق كما وجه تحرير الرمادي ضربة موجعة اخرى للمشروع , كما جائت تفاهمات الفوعة , وكفريا , والزبداني ثمرة للانتصارات السورية الروسية التي افضت لتصدعات وانهيارات دراماتيكية في بنية الارهاب واظهرت استحالة مجابهة كل هذه التحولات في موازيين القوى والانتصارات التي تتحقق .
لم يعد ممكنا مواصلة السيناريوهات الاميركية كما خُطط لها ، فاوباما يستعد لمغادرة البيت الابيض مثقل بالازمات الاقتصادية ، والعسكرية ، وبالافول الاميركي , ونهاية الهيمنة والتفرد بقيادة العالم ونهبه ، ثم عجزه عن الاحتفاظ باوراسيا والتمدد للشمال العراقي , والسوري ، ومجابهته تحالفاً صلباً في بحر الصين وجنوب شرق آسيا من الصين ، وروسيا ، وكوريا الشمالية ضيق الخناق على اوباما ودفعه للقيام بالتفاهمات مع روسيا وتمرير قرارات مجلس الامن التي :
حسمت مسألة وحدة الاراضي السورية .
والقرار واستقلال سورية الوطني .
ودور الرئيس الاسد المرهون بارادة الشعب السوري .
والموقف من الارهاب وادانته برغم انه من صنع واشنطن نفسها , برغم أن الا دارة الاميركية هي من صنعه و عمل على استثماره وتوظيفه على مدار عقود في افغانستان ، والبوسنة ، والهرتسك وباقي دول يوغسلافيا ثم في العراق ،وسورية، ومصر واليمن ،وليبيا ، والجزائر، وتونس ، والسودان ، والشيشان , الايغوريين في الصين .
هذا المناخ الدولي مهد للنصرالعراقي في الرمادي ، ولسقوط علوش الورقة السعودية الذي كبل يد السعودية واربك مشروعها ومهد لاغلاق ملفه وفرض التسويات في الزبداني , والفوعة , وكفريا .
شارف الدور التركي في سورية على النهاية بشكل نهائي , وسينتهي بالعراق ، وقبول روسيا بدخول الخمسة الاف مقاتل من الناتو الى اوكرانيا مقايضة لوحدة اوكرانيا الجغرافية بنهاية العدوان على سورية .
سيشهد المستقبل طي ملف الارهاب وتصفيته والمضي الى تفاهمات وتسويات تفكك الوضع الدولي المركب وتحقق لاوباما انجازا" في نهاية ولايته الوشيكة , وللروس استتباباً للدور الدولي المحوري , وثبات الاتحاد الروسي ووحدة اراضيه , والحفاظ على مصالحه وتحالفاته الاستراتيجية , ونهاية هيمنة القطب الاميركي المبرمة .
عمان 30 / 12 / 2015