جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

بعد الانسحاب من أفغانستان وقريباً العراق.. ماذا سيفعل كرد سوريا؟ | بقلم: حسني محلي
بعد الانسحاب من أفغانستان وقريباً العراق.. ماذا سيفعل كرد سوريا؟



بقلم: حسني محلي  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
29-08-2021 - 1459

على الكرد أن يستعجلوا في فهم خفايا المرحلة القادمة من دون أخطاء، وإلا سيبقون ورقة في مهب الرياح الإقليمية والدولية التي ستعصف بهم.
بعد الانسحاب من أفغانستان وقريباً العراق.. ماذا سيفعل كرد سوريا؟

لم ينتبه أحد إلى حجم المؤامرات التي تستهدف الجميع، ولم يستخلص أحد العبر والدروس من تجارب اليوم والماضي القريب.

من دون العودة إلى التاريخ البعيد، خذلت أميركا الكرد أكثر من مرة في العراق وتركيا وإيران، فقد ساعدت الشاه للقضاء على جمهورية مهاباد الكردية في إيران وإعدام رئيسها قاضي محمد في 31 آذار/مارس 1947، فيما هرب الملا مصطفى البرزاني إلى العراق.
وبعد سنوات، خذلت البرزاني من جديد عندما طلبت من الشاه إيقاف الدعم له ولكرد العراق بعد اتفاقية الجزائر التي وقع عليها صدام حسين ورضا بهلوي في 6 آذار/مارس 1975. ولم ينجُ كرد تركيا من غدر واشنطن، إذ قامت المخابرات الأميركية، ومعها الموساد الإسرائيلي، باختطاف زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان من السفارة اليونانية في نيروبي، وتسليمه لتركيا في 14 شباط/فبراير 1998، وهو لا يزال في السجن منذ ذلك التاريخ.
لم يمنع ذلك أتباع وأنصار أوجلان "الثوري الماركسي" من الولاء لواشنطن التي استنجدت بهم في حربها ضد "داعش" بعد احتلالها الموصل في حزيران/يونيو 2014، فضحّى الكرد "بالغالي والرخيص" خدمةً لأميركا التي استغلَّت ولاءهم لها، فنشرت قواتها في شرق الفرات. ويعرف الجميع أنَّ نياتها تختلف تماماً عن حسابات الكرد ومن معهم من العشائر العربية التي تآمرت أيضاً مع الأجنبي ضد وطنها بمسميات مختلفة، حالها حال كل الفصائل الأخرى التي عملت لحساب دول ومنظمات وأجندات أجنبية أوصلت سوريا ومعها المنطقة إلى ما أوصلته إليه الآن. ولا شكّ في أنّ السبب في ذلك ليس هذه الفصائل والعشائر والوحدات فحسب، بل أيضاً تآمر أنظمة بعض دول المنطقة، وهي جميعاً في خدمة واشنطن و"تل أبيب" بشكلٍ مباشر أو غير مباشر.
ولم ينتبه أحد إلى حجم المؤامرات التي تستهدف الجميع، ولم يستخلص أحد العبر والدروس من تجارب اليوم والماضي القريب، من دون أن يخطر على بال أحد من هؤلاء أيضاً أن واشنطن التي تخلت عن أفغانستان بعد 20 عاماً من الاحتلال سوف تتخلى عنهم بشكل أو بآخر، وهو ما جرّبه الرئيس دونالد ترامب في الماضي القريب، عندما قال في 30 آذار/مارس 2018 "إننا سننسحب من سوريا قريباً جداً، بعد أن أنفقنا 7 تريليون دولار في الشرق الأوسط"، ولكن من دون أن يتذكر أو يذكرنا كم ربحت أميركا مقابل ذلك.
الرئيس ترامب، وبعد 8 أشهر من هذا التصريح، وفي 19 كانون الأول/ديسمبر 2018، أعلن رسمياً انسحاب بلاده من سوريا، ليقول بعد ذلك بأسبوعين "إن سوريا ضاعت، ولم يبقَ فيها إلا الرمال والموت". وفي 4 شباط/فبراير 2019، عاد ترامب إلى حرب الأعصاب مع حلفائه الكرد، فتحدّث عن الانسحاب، ليس من سوريا فحسب، بل من أفغانستان أيضاً، مع الاحتفاظ ببعض القواعد في العراق، لينتهي به المطاف بالحديث عن بقائه في شرق الفرات من أجل النفط فقط، ومن دون التطرق، ولو بكلمة واحدة، إلى الحقوق القومية أو الديمقراطية للكرد وحلفائهم من العرب داخل ما يُسمى "قوات سوريا الديمقراطية".
قيادات "قسد" ووحدات حماية الشعب الكردية اعتبرت تصريحات الرئيس ترامب في البداية "طعنة من الخلف"، واستنجدت بفرنسا وبريطانيا، وأيضاً "إسرائيل" وبعض الأنظمة الخليجية، لإقناع واشنطن بضرورة عدم الانسحاب من شرق الفرات، تارة بحجة "أن ذلك سيعرقل محاربة داعش"، وتارة أخرى بذريعة "أن ذلك سيدعم التواجد الإيراني في العراق، وعبره في سوريا ولبنان، ما سيهدد أمن إسرائيل المهم جداً بالنسبة إلى ترامب شخصياً"، وهو ما أثبته ترامب بالتراجع عن قرار الانسحاب وزيادة المساعدات العسكرية الضخمة لـ"قسد" وجناحها الكردي، ليكونوا ورقة مهمة في مساومات واشنطن مع دمشق وروسيا وإيران وتركيا؛ الطرف الأهم في مجمل الحسابات الكردية.
ولم يمنع هذا الدعم الأميركي، ومعه الفرنسي والبريطاني، وحتى الألماني والإيطالي، الرئيس ترامب من إضاءة الضوء الأخضر للجيش التركي للتوغل شرق الفرات في 9 تشرين الأول/أكتوبر 2019، ليسيطر على شريط حدودي يمتد بطول 110 كم من رأس العين إلى تل أبيض، وبعمق 30 كم. واضطر مسلحو الوحدات الكردية إلى الانسحاب إلى جنوبها، من دون أن يتسنى لهم الاعتراض على القرار الأميركي، لأنهم يعون جيداً أن واشنطن التي تجاهلت وجود قيادات حزب الشعوب الديمقراطي الكردي في السجون التركية منذ 5 سنوات، قد تتخلّى عنهم في أي لحظة، بل قد تسلم قياداتهم إلى تركيا، كما فعلت مع عبد الله أوجلان.
كما تخلّى ترامب شخصياً عن الحليف الكردي الآخر، وهو مسعود البرزاني، عندما أعلن رفضه الاستفتاء على استقلال كردستان العراقي في 25 أيلول/سبتمبر 2017، ليثبت بذلك سلوك من سبقه من الرؤساء الأميركيين الذين خدعوا والده الملا مصطفى البرزاني، وكل الشعب الكردي في المنطقة عموماً، منذ أن تخلَّت أميركا، ومعها الدول الاستعمارية، أي بريطانيا وفرنسا، عن فكرة قيام الدولة الكردية التي أقروها في اتفاقية "سيفر" للعام 1920، لأنهم رجَّحوا عليها وعد "بلفور".
ولم تهمل هذه الدّول الاستعمارية تشجيع الكرد واستفزازهم في الدول الأربع، ليقاتلوا بعضهم البعض، حتى تمنعهم من الاتفاق على الحد الأدنى من المصالح القومية التي يتحدثون عنها، وآخر مثال على ذلك الوضع الحالي بين الوحدات الكردية في سوريا والبشمركة الموالية لمسعود البرزاني الَّذي تحالف دائماً مع أنقرة ضد الكردستاني التركي، من دون أن تعي القيادات الكردية إقليمياً أنَّ واشنطن والعواصم الغربية لا يهمها حقوق الكرد القومية والديمقراطية، بل ما يهمها هو استخدامهم ورقة في مجمل حساباتها ومخططاتها السرية والعلنية، وكان الهدف منها دائماً هو خدمة اليهود ومشروعهم الصهيوني، فقد تخلَّت واشنطن وحليفاتها عن الملايين من كرد المنطقة، ورجَّحت عنهم الآلاف من اليهود الذين نقلتهم من مختلف أنحاء العالم، فأعطت فلسطين وطناً دينياً لهم، ولكنها خدعتهم، وهم أهل المنطقة في كل مرة.
وقد استخدمتهم كما تشاء، ومن دون أي مقابل، وهذا هو حالهم الآن في العراق وسوريا وتركيا، مهما كان الحديث عن مكاسبهم التكتيكية التي ستضحي بها واشنطن بين ليلة وضحاها، وهم يعودون في كل مرة إلى نقطة الصفر في نضالهم من أجل حقوقهم بالكم والكيف الذي تحدده لهم العواصم الغربية فقط، من دون أن يستخلص أحد من الكرد ودول المنطقة أي درس من تجارب الأعوام المئة الماضية، ويبدو أنها ستتكرر ما دامت ذاكرة الإنسان معلولة بالنسيان!
ويبقى الرهان الأخير على تطورات المرحلة القريبة القادمة بعد الانسحاب الأميركي من العراق وفق الاتفاق الأخير، بانعكاسات ذلك على الوضع شرق الفرات. وما على كرده إلا أن يستعجلوا في فهم خفايا المرحلة القادمة من دون أخطاء، وإلا سيبقون ورقة في مهب الرياح الإقليمية والدولية التي ستعصف بهم، وهذه المرة من دون رجعة، لأنهم ليسوا "طالبان"!

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


قصة الكلب الوفي
بقلم: الدكتور محمد رقية

[ المخطط الصهيوأمريكي - السيسي و الخطيئة الكبرى ]
بقلم: المهندس حيّان نيّوف



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب حسني محلي |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2024
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       64 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       فلسطين- غزة:ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 41118//وزارة الصحة الفلسطينية: 13 شهيداً جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي مناطق متفرقة في قطاع غزة منذ فجر اليوم//وسائل إعلام فلسطينية: شهيدان جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلاً بحي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة//خمسة شهداء في قصف الاحتلال حي الزيتون ومخيم جباليا//       ندد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل باستهداف الاحتلال الإسرائيلي لموظفي الأمم المتحدة في غزة، واصفاً الحادثة بالمروعة.// سابق يوم جديد من عملية طوفان الأقصى.. أبرز التطورات التالي العدو الإسرائيلي يواصل اعتداءاته على الجنوب اللبناني//       القوات الروسية تطهر 10 بلدات وقرى من قوات نظام كييف في كورسك//تنديد دولي باستهداف الاحتلال الإسرائيلي لموظفي الأمم المتحدة في غزة//       أحبار الأمة والعالم :المقاومة اللبنانية تستهدف مستوطنتي روش هانيكرا ومتسوفا بالصواريخ//كوبا تدعو المثقفين السوريين لدعم الرسالة المناهضة لإعادة إدراجها على قائمة الدول الراعية للإرهاب//       ستشهاد مواطنين اثنين جراء عدوان إسرائيلي بمسيرة على ريف القنيطرة//       المقداد لـ مانزي: نرحب بالعمل مع الوكالات الأممية وتسهيل عملها//تمديد فترة قبول طلبات المشاركة في منافسات الموسم الجديد من الأولمبياد العلمي السوري//الزراعة تناقش آليات دعم بذار القمح والأعلاف واستبدال بساتين الحمضيات الهرمة//       الاحتلال الإسرائيلي يسلم الصليب الأحمر جثامين 84 شهيداً قتلهم خلال عدوانه على قطاع غزة//المقاومة الفلسطينية توقع عدداً من جنود الاحتلال قتلى ومصابين جنوب قطاع غزة// سابق المقاومة اللبنانية تستهدف العدو الإسرائيلي في مستوطنة (أفيميم) وموقع (بركة ريشا)// سابق المقاومة اللبنانية تستهدف العدو الإسرائيلي في مستوطنة (أفيميم) وموقع (بركة ريشا) التالي وسائل إعلام لبنانية: استشهاد ٤ أشخاص جراء غارة لطيران العدو الإسرائيلي على بلدة مفيدون جنوبي لبنان//       نزوح قسري لآلاف الفلسطينيين من شمال قطاع غزة//39653 شهيداً منذ بدء الاحتلال عدوانه على قطاع غزة//وزارة التربية الفلسطينية: أكثر من 10 آلاف طالب استشهدوا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//المكتب الإعلامي في غزة يطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية في اختطاف الاحتلال لجثامين الشهداء وسرقة أعضائهم//       فلسطين:شهداء وجرحى جراء عدوان الاحتلال المتواصل لليوم الـ 306 على قطاع غزة//حماس تعلن اختيار يحيى السنوار رئيساً لمكتبها السياسي//24 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       مذكرة تفاهم بين جامعتي البعث والبترول التكنولوجية الإيرانية // وضع مركزي تحويل كهربائيين جديدين بالخدمة في السويداء//صحة السويداء تستلم سيارات إسعاف لتلبية احتياجات المواطنين//