لا يوجد ادنى شك حول ازمة النظام السياسي اللبناني الذي اجل ازماته منذ التأسيس اي منذ النظام الاساسي١٨٦٠ الذي شكل القاعدة الاساسية للبنان الكبير وقام على التسويات حتى انتفاضة ١٩٢٥ -١٩٢٧ والتي آلت الى خضوع المهزوم الى تفاصيل مقررات سايكس بيكو. الذي دخل في مبدا التسويات التي تجلت بوضوح في دستور ١٩٤٣ .ادى تراكم التسويات الى انفجار الصيغة المسماة ميثاق ال١٩٤٣ تحت وطأة التطورات الاقليمية والمتغيرات المحلية الديمغرافية والسياسية والاجتماعية وتمترس فرقاء الصيغة كل في خندق احدهما رأى ان اتباع الغرب الذي انتقلت سلطته من اوروبا الى اميركا في سياساته هو في مصلحته ومصلحة لبنان الذي يريد .اما الآخر فأعتبر ان الغرب خصم يدعم العدو الاسرائيلي ويقف ضد التغيير وضد اي تطور يمكن ان يخرج لبنان من دائرة هيمنته .
ضرب القوة العسكرية لمنظمة التحربر الفلسطينية التي جعلت من لبنان قاعدة انطلاقها لمحاربة اسرائيل والاحتراب الداخلي على القاعدة المذكورة اديا الى حرب اهلية ،١٩٧٥ انتهت بتسوية رحيل منظمة التحرير بعد ضرب قاعدتها العسكرية و تجديد الصيغة اللبنانية التي تحتفظ بكل الاسباب التي تؤدي الى الانفجار وهي صيغة اتفاق الطائف ١٩٨٩ .
قسم كبير من القوى اليسارية والقومية خضع للامر الواقع دخل الطائف وتخلى وانتمى قسم منها الىى منظومة القطب الواحد وقوى مسيحية ايدته وساندته اما شقيقتها حاربته لانه يبدد قسم كبير من سلطتها اما البورجوازية الاسلامية الخليجية الهوى فهي اعتبرته عادلا بحقها لكن شقيقتها الاسلامية الاخرى انقسمت حوله الاولى اعتبرته لا ينتقص من سلطتها والثانية تساءلت لماذا نقبل بتسوية لا تعطينا حقوقنا بعد متغيرات. انفجارات الصيغة لا زالت تتوالى لبنان تحول الى ساحة فعلية للصراعات الاقليمية والدولية منذ ١٩٥٨...ولم يخرج بل دخلت المنطقة في هذا النفق .تقسيمات سايكس بيكو او الفخ الكبير القابل للتفجير الدائم وصيغة التسويات الطائفية لا غالب ولا مغلوب غلبت على مصير لبنان لن اقول انقساماته لانه بني على انقسامات طائفية-سياسية وتوجهات مختلفة وانفجارات تعيد تركيب الصيغه المستندة على التحاصص تكبر وتصغر حسب قوة الاقليمي الداعم للقوى والطوائف والتدخل الاميركي الاقتصادي والعسكري بواسطة وكلائه .هذا هو لبنان .....