جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

السياسة الإسرائيلية تجاه الأغوار | بقلم: محمد علي فقيه
السياسة الإسرائيلية تجاه الأغوار



بقلم: محمد علي فقيه  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
10-07-2021 - 1107

تكشف السياسة الإسرائيلية التي تتمسك بأغوار الضفة الغربية عن سعي "إسرائيل" المتواصل لعدم قيام دولة فلسطينية مهما كان شكلها وقد عبّر عن ذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرييل شارون بقوله: "لا مجال لإقامة دولة ثالثة بين إسرائيل والأردن، فالأردن هو فلسطين".

تعتبر دراسة "السياسة الاسرائيلية تجاه الأغوار وآفاقها" للدكتور أحمد حنيطي، من الدراسات القليلة التي تناولت سياسة الاحتلال الإسرائيلي في منطقة الأغوار باعتبارها جزءاً من المنطقة “ج” التي تخضع، بحسب اتفاق أوسلو، لسلطات الاحتلال الكاملة، وتعتبرها "إسرائيل" بوابة الدفاع عن "حدود الكيان" الشرقية.

اعتمد حنيطي في إعداد دراسته، التي أصدرتها مؤسسة الدراسات الفلسطينية في بيروت، على الإحصاءات الفلسطنية والإسرائيلية والدولية المتعلقة بالموضوع، والخطط والبيانات والتقارير والتصريحات الإعلامية، ودراسة حالات من سكان الأغوار الفلسطينيين وإجراء مقابلات مع الاهالي.

يؤكد حنيطي في دراسته بأن أيدلوجيا الأرض وتخليصها من الأغيار تحتل مكانة متجذرة في الفكر والعقيدة الصهيونيين. فقد وصف أحد اَباء الإستيطان في فلسطين المحتلة أوشسكين هذه الإستراتيجيا في سنة 1904 كما يلي:

"من أجل تأسيس حياة مستقلة للطائفة اليهودية أو الأصح، تأسيس دولة يهودية في فلسطين من المحتم بالدرجة الاولى أن تكون جميع أراضي فلسطين أو معظمها ملك شعب إسرائيل. ومن دون حق ملكية الأرض، لا تكون فلسطين يهودية أبداً، مهما يكن عدد اليهود في المدن والقرى.. ولكن كيف يمكن الحصول على ملكية الأرض حسب الأساليب المتبعة في العالم؟ بإحدى الطرق الثلاث التالية فقط: بالقوة بواسطة الاحتلال العسكري أو بمعنى اَخر اغتصاب الأرض من أيدي أصحابها، ثانياً: بالقسر أي مصادرة الأراضي على أيدي الحكومة، وثالثاً بشراء الأراضي من أصحابها باختيارهم".

تتمسك "إسرائيل" بالأغوار لدواعٍ أمنية على الرغم من اتفاقيتي السلام مع الأردن في الشرق ومع مصر في الجنوب. فبعد احتلال الأغوار في حرب 1967، تم طرح خطة يغال اَلون وزير العدل الإسرائيلي حينها. والتي تم تعديلها من دون المس بجوانبها الأساسية:

"أما الحد الغربي لشريط غور الأردن فيجب أن يستند إلى سلسلة من المواقع الطوبوغرافية الملائمة. من خلال حد أقصى من تجنب ضم نسبة كبيرة من العرب، وبما أن الأكثرية الحاسمة من السكان في الضفة تتركز في المرتفعات الجبلية.. وبينما تكاد تكون السفوح الشرقية للجبال وغور الأردن خالية من السكان العرب، فإنه يترتب علينا تأمين سيطرتنا الكاملة القانونية والإستراتيجية على امتداد الشريط الأمني الذي أقترحه كشرط مطلق لازم لأية تسوية".

يوضح مؤلف الكتاب أن الأسس التي بنيت عليها خطة اَلون ليست أمنية بحتة بل تستند أيضاً إلى توسعة أرض دولة الاحتلال الإسرائيلي بضم مزيد من الأراضي وفق المعادلة الصهيونية: أرض أكثر وعرب أقل". وتعتبر منطقة الأغوار وفق هذه المعادلة منطقة حيوية للكيان الإسرائيلي.

تكشف السياسة الإسرائيلية التي تتمسك بالأغوار عن شيئين: الأول سعي "إسرائيل" المتواصل لعدم قيام دولة فلسطنية أياً يكن شكلها وقد عبّر عن ذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون بقوله: "لا مجال لإقامة دولة ثالثة بين إسرائيل والأردن، والأردن هو فلسطين".

والثاني: شكّلت الأغوار شريطاً أمنياً في بداية الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية في وجه أي محاولات عربية لشن حرب عليها. فبعد نحو أقل من عقد على الاحتلال، أصبحت تقام فيها مستوطنات مدنية واقتصادية مع تمكينها من تحقيق الأمن: إذ كان النشاط الإستيطاني في بدايته يتمثل بإقامة مراكز أمنية عسكرية لحماية المنطقة، لكنها سرعان ما تحولت إلى مستعمرات مدنية زراعية توسعت على حساب الأراضي القلسطينية التي تم طرد سكانها الفلسطينيين منها.

وينقل المؤلف عن العديد من المصادر، بأن الإدعاء الإسرائيلي بشأن الإحتفاظ بوادي الأردن لضرورات أمنية هي بمثابة حجج واهية. ويذكر أن "المجلس الإسرائيلي للسلام والأمن" كان أصدر وثيقة بعنوان "وثيقة المجلس في موضوع الحدود القابلة للدفاع" وهي عبارة عن النقاش بشأن التهديدات التي تواجه "إسرائيل" حالياً، ومكانة غور الأردن ضمن هذه التهديدات. وقد جاء فيها "أن الميزان الإستراتيجي في الشرق الأوسط تغيّر كلياً واختفى تقريباً تهديد الهجوم البري الواسع".

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو قد أعلن عام 2011 في خطابه في الكنيست قبل أسبوعين من خطابه في الكونغرس أن "حل قضية اللاجئين ستكون خارج حدود دولة إسرائيل كما ستبقى الكتل الإستيطانية تحت السيادة الإسرائيلية وسيواصل الجيش الإسرائيلي الإنتشار في منطقة الاغوار".

تضم منطقة الأغوار، وفق تقرير نشرته مؤسسة الحق سنة 2018، نحو 37 مستعمرة وبؤرة استيطانية يسكنها قرابة 10.000 مستوطن إسرائيلي أي نحو 25 في المئة من المستوطنات في الضفة الغربية.

حتى العام 1967، كان عدد السكان الفلسطينيين في الأغوار نحو 320 ألف نسمة، أما الاَن فإن عددهم حوالى 70 ألفاً بسبب إجراءات الاحتلال التعسفية ومنها: الإستيلاء على الأراضي، ومنع التطور والبناء بحجة تصنيفها مناطق مستوطنة تم تبرير إنشائها لأسباب أمنية.

هناك 35 تجمعاً فلسطينياً في الأغوار ولا يزيد عدد بعض هذه التجمعات على 5130 نسمة، ما يعني وجود ثغرة ديمغرافية لصالح الجانب الصهيوني، تعود بالأساس إلى سياسات الاحتلال التعسفية، ومنع البناء والحرمان من إمكانات التخطيط التنموي، وحجب الموارد من مياه ومساحات زراعية، ومنع الخدمات من ري وكهرباء، وغيرها في مقابل الإغراءات والتسهيلات غير المحدودة المقدمة للمستوطنين.

ووفق الخريطة السياسية للضفة الغربية والتي تتضمن البلدات الفلسطينية والكتل الإستيطانية والمناطق المصنفة (ج) وفق اتفاق أوسلو، فإن الكثافة السكانية الفلسطينية تتركز في سلسلة الجبال الوسطى الممتدة من جنين في الشمال حتى محافظة الخليل في الجنوب. ويوجد فيها أحد الخزانات الجوفية الرئيسية في فلسطين.

أما ما يسمّى إسرائيلياً "منطقة العزل الشرقية"، فإنها تضم مساحات واسعة من الأراضي ذات الكثافة السكانية الفلسطينية القليلة جداً، والتي تمتد إلى أكثر من 25 كيلومتراً عرضاً، بمحاذاة المرتفعات ذات الكثافة السكانية الفلسطينية. وبناء على هذا التصور، فإن منطقة الأغوار تشكّل الإمتداد الحيوي والإستراتيجي لـ"إسرائيل"، بما تتضمنه من خزانات مائية جوفية وموارد غنية ضرورية لاستثماراتها.

تستثمر "إسرائيل" في منطقة الأغوار في قطاعين أساسيين هما: القطاع الزراعي والقطاع السياحي. وتبلغ إجمالي المساحة المزروعة التي تستغلها المستعمرات في الأغوار 32 ألف دونم.

وعلى الرغم من ألرئيس الراحل ياسر عرفات أصدر عام 1996 أمراً رئاسياً أعتبر فيه الأغوار منطقة تطوير (أ) أي أنها يجب ان تحظى بأولوية تنموية واستثمارية. وبناءً عليه تم تشكيل "اللجنة الوزارية لتنمية الأغوار"، إلا ان هذه اللجنة لم تقم بتنفيذ أي مشروع على الارض".

تُعرف الأغوار بأنها منطقة فريدة من نوعها على المستوى العالمي من زاوية درجة الحرارة الموسمية في الشتاء والربيع والخريف، وهي أكثر جهات العالم انخفاضاً تحت مستوى سطح البحر، حيث يصل انخفاضها عن مستوى سطح البحر إلى أربعمئة متر تقريباً، وتعتبر أرضها الزراعية من أكثر الأراضي الزراعية خصوبة.

يطلق على الأغوار خزان الأمن الغذائي الفلسطيني، فهي أكبر مصدر رئيسي للدولة الفلسطينية المستقبلية. وقدر البنك الدولي أنه "إذا سمحت السلطات الإسرائيلية للفلسطينيين بالوصول إلى 500 دونم من الأراضي غير المزروعة حالياً مع تخفيف القيود الأخرى (بما في ذلك القيود على الحركة من خلال الحواجز والحصول على المياه)، فإنه يمكن لذلك أن يولد إيراداً سنوياً مقداره مليار دولار".

تبلغ مساحة الأغوار حوالى 400 كيلومتر مربع أي نحو 30 في المائة من مساحة الضفة الغربية التي احتلت عام 1967، ونحو 50 في المائة من مساحة (ج) فيها. وبحسب خطة اَلون، هو "ذلك الشريط الشرقي للضفة الغربية، إلى سهل بيسان شمالاً".

 

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


الديمقراطية الأمريكية في أفغانستان وكلفتها بدءاً من عام الغزو ٢٠٠١م.
بقلم: أ.د علي حكمت شعيب

بايدن مضطر لتجرع كأس السم على طاولة فيينا
بقلم: كمال خلف



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب محمد علي فقيه |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2024
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       64 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       فلسطين- غزة:ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 41118//وزارة الصحة الفلسطينية: 13 شهيداً جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي مناطق متفرقة في قطاع غزة منذ فجر اليوم//وسائل إعلام فلسطينية: شهيدان جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلاً بحي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة//خمسة شهداء في قصف الاحتلال حي الزيتون ومخيم جباليا//       ندد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل باستهداف الاحتلال الإسرائيلي لموظفي الأمم المتحدة في غزة، واصفاً الحادثة بالمروعة.// سابق يوم جديد من عملية طوفان الأقصى.. أبرز التطورات التالي العدو الإسرائيلي يواصل اعتداءاته على الجنوب اللبناني//       القوات الروسية تطهر 10 بلدات وقرى من قوات نظام كييف في كورسك//تنديد دولي باستهداف الاحتلال الإسرائيلي لموظفي الأمم المتحدة في غزة//       أحبار الأمة والعالم :المقاومة اللبنانية تستهدف مستوطنتي روش هانيكرا ومتسوفا بالصواريخ//كوبا تدعو المثقفين السوريين لدعم الرسالة المناهضة لإعادة إدراجها على قائمة الدول الراعية للإرهاب//       ستشهاد مواطنين اثنين جراء عدوان إسرائيلي بمسيرة على ريف القنيطرة//       المقداد لـ مانزي: نرحب بالعمل مع الوكالات الأممية وتسهيل عملها//تمديد فترة قبول طلبات المشاركة في منافسات الموسم الجديد من الأولمبياد العلمي السوري//الزراعة تناقش آليات دعم بذار القمح والأعلاف واستبدال بساتين الحمضيات الهرمة//       الاحتلال الإسرائيلي يسلم الصليب الأحمر جثامين 84 شهيداً قتلهم خلال عدوانه على قطاع غزة//المقاومة الفلسطينية توقع عدداً من جنود الاحتلال قتلى ومصابين جنوب قطاع غزة// سابق المقاومة اللبنانية تستهدف العدو الإسرائيلي في مستوطنة (أفيميم) وموقع (بركة ريشا)// سابق المقاومة اللبنانية تستهدف العدو الإسرائيلي في مستوطنة (أفيميم) وموقع (بركة ريشا) التالي وسائل إعلام لبنانية: استشهاد ٤ أشخاص جراء غارة لطيران العدو الإسرائيلي على بلدة مفيدون جنوبي لبنان//       نزوح قسري لآلاف الفلسطينيين من شمال قطاع غزة//39653 شهيداً منذ بدء الاحتلال عدوانه على قطاع غزة//وزارة التربية الفلسطينية: أكثر من 10 آلاف طالب استشهدوا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//المكتب الإعلامي في غزة يطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية في اختطاف الاحتلال لجثامين الشهداء وسرقة أعضائهم//       فلسطين:شهداء وجرحى جراء عدوان الاحتلال المتواصل لليوم الـ 306 على قطاع غزة//حماس تعلن اختيار يحيى السنوار رئيساً لمكتبها السياسي//24 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       مذكرة تفاهم بين جامعتي البعث والبترول التكنولوجية الإيرانية // وضع مركزي تحويل كهربائيين جديدين بالخدمة في السويداء//صحة السويداء تستلم سيارات إسعاف لتلبية احتياجات المواطنين//