بقلم: محمد مصطفى
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب 13-11-2015 - 1645 محمد مصطفى | اقتضت الحتمية التاريخية للإجهاز على مؤامرة الخريف العربى، فى الخامس والعشرين من يناير 2011م ،أن يركب الجيش الموجة الهادرة من الغضب الشعبى التى اجتاحت البلاد، جراء ما حاق من فساد وسوء إدارة، وعدم اكتراث الحكم بأنات وأوجاع المصريين، فكانت تلك هى الثغرة التى نفذت منها المؤامرة، حيث إن المؤامرة الغربية قد سبقت الجيش بالتخطيط والإعداد والدفع بعملائها فى مقدمة الأحداث، واستطاعت المؤامرة الغربية أن تضع للإنفجار الشعبى الحادث إثر التدهور فى الأحوال المعيشية، أن تضع له رموزاً مشبوهة لحرف الانفجار الشعبى، عن وجهته فى النهوض بمصر، إلى وجهة يريدها الغرب أن تكون فيها مصر، من دون جيش يحمى قرارها، وهنا قرر الجيش أيضا الركوب ليحرف مسار المؤامرة عما تنتوى الوصول إليه، فقد كانت مصر والمنطقة على صفيح ساخن، فى الوقت الذى كان الغرب قد وضع يده فى الداخل عبر عملائه، على مفاصل الميادين التى اكتظت بالجماهير، لتكون الوجهة فى غفلة من الشعب الثائر نحو إسقاط آخر جيش عربى، بعد سقوط الجيوش من حولنا،حين ينزلق الجيش فى صدام مع الشعب، وبرزت أدوار مشبوهة شعارها ( يسقط حكم العسكر ) واعتلى صدارة المشهد الماسون المتأسلم ( جماعة الإخوان،والوهابية المتسلفة ) لتكون الوجهة نحو الاقتتال الداخلى والدمار، وببراعة فائقة امتطى الجيش ظهر المؤامرة، وراح يخط خارطة الطريق بالشكل المعكوس، لا بالشكل الصحيح الذى فعله بعد الثلاثين من يونيو، وهو إذ يفعل فإنما يخدع الأمريكان، ولم تقرأ النخبة ساعتها مكنون حسابات الجيش، بل إن الطيف السياسى من خارج تيارات التأسلم السياسى، وعدداً من الرموز الوطنية، رأوا أن الجيش يسلم السلطة للإخوان والسلفية، وراحوا ينتقدون المجلس العسكرى أشد الانتقاد، حين سلك بخارطة الطريق فى الاتجاه الذى يصب فى صالح التأسلم السياسى، وكانوا وهم ينتقدون لا يدركون تفاصيل المشهد، الذى اكتملت رؤيته لدى المؤسسة العسكرية، وكذا لم يقفوا على تفاصيل ما كان يدور خلف الكواليس، من ضغوط دولية تصل إلى حد التهديد بالتدخل العسكرى، إن لم يصل الإخوان إلى الحكم، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى كان الشعب ثائراً إلى درجة التشكك فى أى تصرف يصدر من الجيش، وكان الإخوان والمتحلقون حولهم من تيارات التأسلم السياسى فى نظر غالبية الشعب، أنهم ضحايا القمع والإقصاء ولا بد من إنصافهم، فاختار الجيش اللعب الهادئ الناعم، حتى وصل المتأسلمون إلى الحكم، وهنا أغلق الجيش عليهم بوابات مصر المحروسة، وعزل رأس التنظيم الدولى الإرهابى عن بقية جسده فى الخارج، وانتظر الجيش برهة من الوقت حتى يتكشف الماسون المتأسلم لجموع الشعب، وبالفعل تكشف بسرعة فائقة ما كان يُحاك لمصر منذ 25 يناير وحتى اللحظات، فلما انتفض الشعب فى ثورته المباركة فى الثلاثين من يونيه 2013م ، عاد الجيش بوجه جديد وقد تدفقته حيوية، حين كان على رأسه ( السيسى ) ورفاقه الأشاوس، عاد الجيش وخط فى هذه المرة خارطة الطريق بالشكل الصحيح، لا كما فعل أيام كان يصارع المؤامرة، فبدأ بالدستور وتم الاستفتاء عليه بنسبة كاسحة، ثم أتت انتخابات الرئاسة وفيها كانت الضربة القاضية للعبة فك المنطقة وإسقاط الجيش، وأتت مراسم تنصيب رئيس الجمهورية المنتخب لتدشن محطة فارقة فى تاريخ مصر الحديث، حين يُسلم الرئيس المؤقت المستشار الجليل عدلى منصور مقالبد الحكم للرئيس الفائز فى الانتخابات، لتكون الرسالة جلية واضحة للدنيا .. أن مصر ليست فى حاجة لمن يعلمها الديمقراطية والتداول السلمى للسلطة.. تحية عظيمة للشعب الأبى الذى دحر المؤامرة ..تحية للجيش العظيم الذى سلَّم حبل المشنقة للمتآمرين المتأسلمين ليشنقوا أنفسهم بأيديهم ، تحية لقضاة مصر الشرفاء سدنة العدالة ، تحية لرجال الشرطة البواسل حماة الأمن والأمان . محمد مصطفى.
لا يوجد صور مرفقة
|