بقلم: الدكتور غالب قنديل
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب 11-11-2015 - 1683 غالب قنديل | تكتسب عملية فك الحصار عن مطار كويرس قيمة رمزية مهمة فهي تتوج ملحمة خاضها الجيش العربي السوري بصمود أسطوري لحامية المطار التي تعاقبت على حصارها خلال عامين ونصف جميع تشكيلات العصابات الإرهابية من مرتزقة المخابرات التركية والسعودية والقطرية المدعومين من دول الناتو بقيادة الولايات المتحدة فقد جرت برعاية تركية وسعودية ما يمكن وصفها بعملية تسلم وتسليم لطوق الحصار الذي تنقلت هوية العصابات التي تفرضه من جماعة الجيش الحر وكتائبها الإرهابية إلى جبهة النصرة وصولا إلى داعش وقدمت الحامية المحاصرة نموذجا بطوليا في إرادة القتال والصمود في ظروف شديدة الصعوبة وهي الدليل الحي على ما يختزنه الجيش العربي السوري من قدرات وإمكانات ومن ثبات القادة والضباط والجنود المصممين على النصر والواثقين بقيادتهم والملتزمين بعقيدتهم القتالية دفاعا عن سورية .
توج الصمود الكبير بنصر كبير حققه الجيش العربي السوري ومعه المقاومة اللبنانية وقوات الدفاع الوطني وبمؤازرة وثيقة من الشريكين الكبيرين روسيا وإيران فتحولت المعركة التي انتزعت نصرا هاما واستراتيجيا إلى نموذج لكيفية دحر داعش وبناء توازن جديد في الميدان الذي ما تزال العصابات الإرهابية تحظى فيه بخطوط الإمداد التركية خصوصا وفيها مال وسلاح من قطر والسعودية وعائدات بيع النفط المنهوب والآثار المسروقة بالشراكة مع حكم الأخوان في تركيا التي تتواجد على أرضها غرف العمليات ومستودعات السلاح تحت رعاية الولايات المتحدة وفي ظل حمايتها لجميع المتورطين في دعم الإرهاب بالشراكة مع إسرائيل وفروع الأخوان المسلمين في المنطقة والعالم الإسلامي التي حشدت عشرات آلاف المحاربين الأجانب بقيادة ضباط اتراك ومتطرفين سعوديين أرسلهم بندر إلى سورية ويحاربون على رأس فصائل الإرهاب المتعددة ويقيمون إمارات التكفير على أرض سورية . الجيش العربي السوري يخوض المعارك على اكثر من عشر جبهات قتالية على كامل التراب الوطني ويتقدم في معظمها ويصمد ببسالة وشجاعة نادرتين محققا الإنجاز تلو الإنجاز بمصداقية عالية وهو يثبت لشعبه الصابر وللعالم انه القوة المقاتلة القادرة على تجديد طاقتها والتمكن من مختلف الأسلحة والتقنيات بإرادة وطنية صلبة غايتها تحرير سورية وتخليص العالم من بؤر الإرهاب ومن خطر ارتدادها وقيادة الرئيس بشار الأسد تثبت مجددا جدارتها في الميدان بشجاعة وقدرة تستحق الاحترام رغم أنوف الثرثارين المستأجرين والحاقدين. هذا النصر البارز يستمد قيمته مما سبقه وبما سيليه من خطوات وربما لا يكون المطار بذاته عقدة عسكرية ضخمة من حيث انه بقعة في جغرافيا مكشوفة لكنه تحول إلى قلعة شامخة بصمود أبطال حاميته الذي دحروا مئات الهجمات خلال ثلاثين شهرا رغم انقطاع الإمداد ولذلك فهذا الإنجاز يؤسس لما بعده من حلقات قادمة في مسيرة التحرير الوطني الكبرى وهو محطة في سياق متواصل من المعارك ويوفر رصيدا معنويا كبيرا للشعب العربي السوري وقواته المسلحة في وجه العدوان الاستعماري وعصابات الإرهاب والعملاء والمرتزقة الذي حشدوا من العالم كله للنيل من سورية العربية المقاومة بقيادة الأسد. ما جرى في كويرس تجعل منه تداعياته العسكرية والسياسية اكبر من مجرد معركة وهو دليل على ان مسارا جديدا يتبلور في سياق هذه الحرب الوطنية التي تخوضها الدولة الوطنية السورية دفاعا عن شعب واجه أقسى أشكال الإرهاب والإبادة والتهجير والاقتلاع على يد القوى الإرهابية التكفيرية وعصابات اللصوص وقطاع الطرق التي يصمم الإعلام السعودي والتركي وبعض الإعلام الغربي على وصفها بالمعارضة السورية وعلى تصوير ضرب معاقلها على انه استهداف للشعب السوري في أبشع عملية تزوير ودجل منظم عرفها التاريخ المعاصر . الإرهابيون الطاجيك والشيشان والتركمان والإيغور والضباط والعناصر الإرهابية الأتراك والسعوديون والخليجيون وشذاذ الآفاق من كل حدب وصوب بثمانين جنسية ومعهم خليط من لصوص ومهربين وقطاع طرق وتجار سلاح ومخدرات وتكفيريين ومرتزقة سوريين هم ثوار الناتو في سورية وهم المعارضة المزعومة التي تقاتل بعشرات اليافطات ضد الجيش العربي السوري ورايته الوطنية العربية. تتعدد الأسماء لكن المشغلين معروفون داعش هي زمرة اردوغان والنصرة ربيبة قطر والسعودية وعصابات الأخوان المسلمين أذرعة متعددة ترتبط بالغرب وبحكومات العدوان الإقليمية وعملاء الاستخبارات الغربية ومرتزقة الخليج واجهات سياسية لذات العصابة الدولية الإقليمية التي اجتمعت على محاولة النيل من سورية العصية الصامدة من سنوات ضد اعتى الحروب والحصارات ومنظومات الدجل والتزوير التي عرفها العصر الحديث. مسيرة التحرير تتقدم ونقاط التراجع والإنكفاء محطات مؤقتة تفرضها ظروف الميادين والتصميم على اجتيازها هو عهد المحاربين المقاومين الشجعان على أرض سورية فرصيد الدماء والبطولات قوة اندفاع نحو الانتصار الكبير القادم وقد برهنت الأحداث انه حين تحظى سورية بمساندة من حلفائها تقابل القليل مما بذله الحلف العالمي الذي تقوده واشنطن في دعم عصابات الحرب الإرهابية اللصوصية فإن جيشها البطل قادر مع حلفائه الصادقين والمضحين على انتزاع النصر وصياغة أمثولة للعالم في دحر الإرهاب بشراكة المصير مع المقاومة البطلة وروسيا وإيران التي تتوثق بعهد الدماء والشهداء في قلب المعادلات الكونية
لا يوجد صور مرفقة
|