جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

العودة الأميركيّة إلى الاتفاق النّوويّ وتداعياتها على “إسرائيل” | بقلم: حسن لافي
العودة الأميركيّة إلى الاتفاق النّوويّ وتداعياتها على “إسرائيل”



بقلم: حسن لافي  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
23-02-2021 - 1124

أعلنت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن استعدادها لقبول دعوة أوروبية للمشاركة في اجتماع تحضره إيران لبحث المسار الدبلوماسي بشأن ملفها النووي، بالتوازي مع سحبها الطلب الذي قدمته إدارة الرئيس الأميركي الأسبق دونالد ترامب للأمم المتحدة، لإعادة فرض العقوبات الدولية عليها، إضافة إلى قرار تخفيف القيود على الدبلوماسيين الإيرانيين في نيويورك.
يبدو أنَّ هذه الخطوات الأميركية تأتي بالتنسيق الكامل مع دول الاتحاد الأوروبي المركزية (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا)، كإشارة من إدارة جو بايدن للعودة إلى سياسة الدبلوماسية الجماعية مع الشركاء التقليديين في دول الاتحاد الأوروبي، بعد سنوات عجاف من العمل الأميركي الأحادي في ولاية ترامب، التي اتسمت بفتور العلاقة الأميركية مع الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو ومؤسَّسات الأمم المتحدة.

يحمل القرار الأميركيّ تجاه إيران في طياته الكثير من التداعيات على سياسات الولايات المتحدة الأميركية تحت قيادة بايدن تجاه “إسرائيل”، من أهمها:
أولاً: يعتبر القرار الأميركي نهاية سياسة الضغوط الأميركية القصوى على إيران، من خلال العقوبات الاقتصادية والعسكرية التي مارسها دونالد ترامب طوال فترة رئاسته، الأمر الذي كانت “إسرائيل”، وما زالت، تعتبره أمراً أساسياً للحفاظ على الأمن القومي الإسرائيلي، إذ إن هذه السياسة تخدم “إسرائيل” من عدة نواحٍ، بعيداً من موضوع الملف النووي، نذكر منها:
سياسة الضغوط القصوى وضعت الولايات الأميركية المتحدة وإيران على مسار المواجهة الفعلي الذي كان من الممكن أن تتدحرج به الأمور إلى حرب مفتوحة، وخصوصاً بعد إقدام أميركا على اغتيال الفريق قاسم سليماني، الأمر الذي يخدم التوجّهات الإسرائيلية في توريط الأميركيين في مواجهة عسكرية، لخدمة أهداف إسرائيلية متمثلة بالقضاء على الخطر الإيراني بكليّته بأقلّ التكاليف الممكنة إسرائيلياً.

لا يقتصر تأثير سياسة الضغوط القصوى الأميركية على المشروع النووي الإيراني، بل يتعداه إلى التأثير في قوة إيران العسكرية التقليدية، سواء في ملف تطوير مشروع صواريخها الباليستية أو في اتساع محور المقاومة وتناميه عسكرياً وجغرافياً، وهما القضيتان اللتان لم يشملهما الاتفاق النووي مع إيران، واللتان تعتبرهما “إسرائيل” خطراً استراتيجياً على أمنها القومي.
ورغم حرص إدارة بايدن على إيقاف تعاظم إيران العسكري في المنطقة، فإنَّ اهتمامها ينصبّ على عدم تمكينها من امتلاك السلاح النووي في الدرجة الأولى، وخصوصاً بعد تحركاتها الأخيرة لإنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 20%. وهنا يبرز فارق جوهري في المواقف بين جو بايدن وبنيامين نتنياهو بالنسبة إلى الكيفيّة المثلى للتعاطي مع الملف الإيراني، ففي الوقت الذي يحاول بايدن إتمام الملف النووي، ليصبح بعدها الأمر أكثر سهولة لمعالجة الملف العسكري الإيراني، يعتبر نتنياهو أنّ معالجة الموضوعين رزمة واحدة من خلال الضغوط القصوى على إيران هي الحلّ الأمثل.

اعتبرت “إسرائيل” أنّ سياسة الضغوط القصوى الأميركية تؤثر على المدى البعيد في استقرار النظام السياسي في الجمهورية الإسلامية في إيران، أو تشغله على الأقل بقضايا داخلية تحت وطأة الحصار الاقتصادي.
ثانياً: أتى القرار الأميركيّ بالتنسيق الكامل مع الاتحاد الأوروبي. وهنا، ثمة إشارة واضحة إلى عودة الاعتبار إلى تأثير الموقف الأوروبي في القرارات الأميركية تجاه قضايا الشرق الأوسط بشكل عام، الأمر الذي سيمنحه تأثيراً أكبر في قضية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بعد تهميش دوره على امتداد ولاية ترامب.

ومن الجدير بالذكر أن الكثير من المواقف الأوروبية يتعارض مع المواقف الإسرائيلية في العديد من القضايا المتعلقة بالقضية الفلسطينية، من مثل حلّ الدولتين والاستيطان وحملة المقاطعة “B.D.S”، وحديثاً محكمة الجنايات الدوليّة.
ثالثاً: رغم إبلاغ الإدارة الأميركية “إسرائيل” بنيّتها المسبقة بإصدار القرار، فإنَّ الرئيس الأميركي جو بايدن لم يخبر نتنياهو بالأمر بشكل شخصي أثناء المكالمة الهاتفية الّتي جرت بينهما قبل يوم من القرار الأميركي، بمعنى أن سياسة بايدن تجاه نتنياهو تتسم بعدم الثقة والبرودة في العلاقة، بخلاف نمط التعاون السابق المفتوح بينه وبين ترامب، والذي بات من الزمن الغابر، وخصوصاً أن المكالمة الهاتفية جاءت بعد مرور أكثر من شهر على دخول بايدن إلى البيت الأبيض، إلى درجة أن عدم اتصاله به أثار انتباه الإعلام الإسرائيلي في فترة انتخابات إسرائيلية حساسة.
لا بدَّ من التأكيد أنَّ السياسة الأميركية تجاه الملف الإيراني لا يمكنها أبداً القفز عن مصلحة الأمن القومي الإسرائيلي، حتى مع وجود بعض الاختلاف في المقاربات، لأن ذلك ينبع من الحرص الأميركي على أمن “إسرائيل”. أضف إلى ذلك أنَّ شعور إدارة جو بايدن والحزب الديمقراطي الأميركي بالمسؤولية الإيديولوجية تجاه “إسرائيل” والحركة الصهيونية يجعلهما يبادران إلى اتخاذ بعض القرارات التي تخدم أمن “إسرائيل”، ولو لم تحظَ بإعجاب الحكومة الإسرائيلية.

 

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


لماذا بلاد العرب و"اسرائيل" معاً في إطار "ناتو" إقليمي جديد ؟
بقلم: الدكتور عصام نعمان

الحسكة السورية بين التصعيد والحصار
بقلم: حسين المير



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب حسن لافي |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2024
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       64 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       فلسطين- غزة:ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 41118//وزارة الصحة الفلسطينية: 13 شهيداً جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي مناطق متفرقة في قطاع غزة منذ فجر اليوم//وسائل إعلام فلسطينية: شهيدان جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلاً بحي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة//خمسة شهداء في قصف الاحتلال حي الزيتون ومخيم جباليا//       ندد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل باستهداف الاحتلال الإسرائيلي لموظفي الأمم المتحدة في غزة، واصفاً الحادثة بالمروعة.// سابق يوم جديد من عملية طوفان الأقصى.. أبرز التطورات التالي العدو الإسرائيلي يواصل اعتداءاته على الجنوب اللبناني//       القوات الروسية تطهر 10 بلدات وقرى من قوات نظام كييف في كورسك//تنديد دولي باستهداف الاحتلال الإسرائيلي لموظفي الأمم المتحدة في غزة//       أحبار الأمة والعالم :المقاومة اللبنانية تستهدف مستوطنتي روش هانيكرا ومتسوفا بالصواريخ//كوبا تدعو المثقفين السوريين لدعم الرسالة المناهضة لإعادة إدراجها على قائمة الدول الراعية للإرهاب//       ستشهاد مواطنين اثنين جراء عدوان إسرائيلي بمسيرة على ريف القنيطرة//       المقداد لـ مانزي: نرحب بالعمل مع الوكالات الأممية وتسهيل عملها//تمديد فترة قبول طلبات المشاركة في منافسات الموسم الجديد من الأولمبياد العلمي السوري//الزراعة تناقش آليات دعم بذار القمح والأعلاف واستبدال بساتين الحمضيات الهرمة//       الاحتلال الإسرائيلي يسلم الصليب الأحمر جثامين 84 شهيداً قتلهم خلال عدوانه على قطاع غزة//المقاومة الفلسطينية توقع عدداً من جنود الاحتلال قتلى ومصابين جنوب قطاع غزة// سابق المقاومة اللبنانية تستهدف العدو الإسرائيلي في مستوطنة (أفيميم) وموقع (بركة ريشا)// سابق المقاومة اللبنانية تستهدف العدو الإسرائيلي في مستوطنة (أفيميم) وموقع (بركة ريشا) التالي وسائل إعلام لبنانية: استشهاد ٤ أشخاص جراء غارة لطيران العدو الإسرائيلي على بلدة مفيدون جنوبي لبنان//       نزوح قسري لآلاف الفلسطينيين من شمال قطاع غزة//39653 شهيداً منذ بدء الاحتلال عدوانه على قطاع غزة//وزارة التربية الفلسطينية: أكثر من 10 آلاف طالب استشهدوا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//المكتب الإعلامي في غزة يطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية في اختطاف الاحتلال لجثامين الشهداء وسرقة أعضائهم//       فلسطين:شهداء وجرحى جراء عدوان الاحتلال المتواصل لليوم الـ 306 على قطاع غزة//حماس تعلن اختيار يحيى السنوار رئيساً لمكتبها السياسي//24 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       مذكرة تفاهم بين جامعتي البعث والبترول التكنولوجية الإيرانية // وضع مركزي تحويل كهربائيين جديدين بالخدمة في السويداء//صحة السويداء تستلم سيارات إسعاف لتلبية احتياجات المواطنين//