مخطئ من يعتقد باستدامة ما ترتب من أوضاع بالمنطقة ومناطق أخرى من العالم خلال فترة حكم ترامب، وإلتى دفع بها تحقيقا لمصالح الفكر اليميني الشعبوي المتطرف وادوات رأسماليته المتوحشة بالعلاقات الدولية وما ترتب عنها من تعزير للعلاقات و الاتفاقيات التي ابرمتها بعض الانظمة على شكل التطبيع مع دولة الاحتلال الكولنيالي والأبرتهايد ، وهو لا يدرك معنى وديناميكية التغير بالسياسات الدولية ومن ان النظام الدولي لن يقف عند حالة السكون، ان قضايا الحرية والديمقراطية واستحقاقاتها والسلام بين الشعوب هي القضايا التي ستنتصر لتحقق العدالة والسلم الدولي ، وسيلفظ التاريخ أمثال نتنياهو ومن يقف عائقا أيضا في وجه عجلة التطور الإنساني باتجاه السلم الدولي وتنفيذ القرارات الدولية وشرعياتها كما تم لفظ ترامب وغيره من غلاة اليمين الشعبوي الذين دفعوا باتجاه تصعيد الصراعات بمناطق مختلفة من العالم على حساب حق تقرير المصير للشعوب وحقوق الإنسان و كرامته.
إن السلام لا يتحقق وفق اتفاقيات تطبيع عسكرية او اقتصادية بين أنظمة حكم هنا وهنالك لا تسند الى مصالح وحقوق شعوبها ، ولن يتحقق كما تعتقد تلك الانظمة في غياب العدالة والديمقراطية التي لا تتفق وقانون الغاب الذي تحاول بعض الانظمة اشاعته بحكم القوة ليحقق مصالح فئات حاكمة مستفيدة ومستبدة تمارس القمع ضد شعوبها.
إن قرار محكمة الجنايات الدولية ورغم تأخره عقود راح خلالها عشرات الآلف من الارواح وعاثت خلالها دولة الاحتلال في أرضنا استيطاناً وتطهيرا عرقيا بشع ، وعانى خلالها اسرانا أقذر أشكال القهر و التعذيب ، الا انه يشكل بداية لطريق قد يطول لكن سيصل نهايته بانتصار العدالة و الإنسانية، ولقيم الحق والعدل والحرية، وإنصافاً لدماء شهداء شعبنا.
وهو رسالة لبعض الدول التي تعتمد إسرائيل محور لتحالفاتها بالمنطقة و لمرتكبي الجرائم أنفسهم الذين ما زالوا يواصلون ارتكابها بأن جرائمهم لن تسقط بالتقادم وأنهم لن يفلتوا من العقاب ، وأن التعاون مع مجرمي الحرب هو بحكم القانون جريمة أيضا. إن حرية شعبنا باتت أقرب من الماضي وان حركات الشعوب لن تقبل الا بمستقبل أفضل أينما كان وان الاحتلال الى زوال.