جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

*التطبيع الإماراتي.. الأسباب السياسية والدوافع الاستراتيجية | بقلم: أحمد أبو زهري
*التطبيع الإماراتي.. الأسباب السياسية والدوافع الاستراتيجية



بقلم: أحمد أبو زهري  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
28-08-2020 - 1259

يطل علينا الحاكم الفعلي للإمارات محمد بن زايد بمصيبة من مصائبه السياسية التي تعودنا على فواجعها في وطننا العربي، ليعلن إتمام مراسم (الزواج السياسي) المحرم بين أبو ظبي وتل أبيب بعد خطوبة استمرت سنوات، حيث تخطى فيها الطرفان كل المحرمات عربيًّا وإسلاميًّا، والذي باركه العالِم الموريتاني عبد الله بن بيه رئيس هيئة الإفتاء الإماراتية في تساوق غير أخلاقي مع الخطوة باعتبارها شأنًا سيادياً إماراتياً، وقد صاحب الإعلان الكثير من التضليل، باعتبار أن الخطوة جاءت لمصلحة الفلسطينيين، وأنها ألغت أو أجلت خطة الضم لمدة طويلة، لكن كثيرين يشككون في صحة هذه الادعاءات مبينين أنه توجد أسباب أخرى خفيَّة، وهذا ما يدفعنا للتساؤل حول ماهية الأسباب الحقيقية وراء الاتفاق.

فإذا ما تحدثنا عن وقف مخطط الضم كذريعة اتخذها المستوى الرسمي الإماراتي للتستر خلف الاتفاق، فإن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد نفيا ذلك، بالإضافة إلى أن هذه الخطة قد جُمِّدت أصلًا لأسباب داخلية إسرائيلية وأمريكية قبل إعلان الاتفاق بفترة، لذلك فإنه علينا الغوص أكثر في عمق الأسباب الحقيقية للوصول إلى قراءة حقيقية، فإذا ما نظرنا بتأمل للوضع السياسي داخل "إسرائيل" نجد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يعاني أزمات متفاقمة ومعقدة، فالوضع الحكومي لا يزال غير مستقر والائتلاف هشّ وحالة التناحر في أوجها مع رئيس الوزراء بالتوازي أو بالتناوب مع وزير الحرب الإسرائيلي بني غانتس.

بالإضافة إلى ثلاث قضايا فساد تلتفُّ حول عنق نتنياهو وأزمة تفشي وباء كورونا وتداعيات الأمر على الجوانب الاقتصادية، فضلًا عن فشله الذريع في تطبيق خطة الضم التي وعد بها المجتمع الإسرائيلي، إلى جانب التهديدات الأمنية المتنامية التي عجز عن وضع استراتيجية مناسبة للقضاء عليها، ومنها النفوذ الإيراني والتموضع في سوريا، وارتفاع وتيرة التهديدات من قبل حزب الله، وعدم اتخاذ سياسات واضحة لردع جبهة الجنوب.

ومن جانب آخر فإن الخطوة الإماراتية شكلت هدية انتخابية للرئيس الأمريكي ترامب، الذي يمر بأزمات لا تقل خطورة وحساسية مما يعيشه رئيس الوزراء الإسرائيلي، فهناك أزمات اقتصادية ضخمة تجتاح الولايات المتحدة من جراء انتشار جائحة كورونا، بالإضافة إلى ارتفاع وتيرة الانتقادات له من خصومه السياسيين ومن الإعلام نتيجة سياساته (الخرقاء أو الطائشة) في إدارته للبلاد، فمع ظهور الاحتجاجات الداخلية انكشف ضعفه في التأثير على الشارع، واستُخدمت تصريحاته للسخرية وقد هوجِمَت.

كما أنه عجز عن مواجهة التحديات التي تواجهها الولايات المتحدة، وعرّض مصالح الأمريكيين للخطر، ففي العراق أصبحت القوات الأمريكية في مرمى التهديد، حيث قصف الحرث الثوري الإيراني قاعدتي عين الأسد وأربيل اللتين توجد فيهما القوات الأمريكية على خلفية اغتيال الجنرال قاسم سليماني ورفيق دربه أبو مهدي المهندس نائب قائد الحشد الشعبي العراقي، وفقدت الولايات المتحدة تأثيرها السياسي على الحكومة العراقية أمام النفوذ الإيراني، هذا بالإضافة إلى الفشل الذريع في لجم الطموحات الإيرانية في المنطقة، فقد استطاعت القوات الإيرانية استهداف طائرة استطلاع أمريكية ضخمة، في حين اكتفى الرئيس الأمريكي بالتهديدات عبر تويتر.

وفي سوريا تراجع الدور الأمريكي وانحسر التأثير السياسي أمام الدور الروسي والفيتو الصيني والدور الإيراني، وفي لبنان لم تثمر الخطوات الأمريكية وسياسة التضييق على لبنان في تقييد حزب الله أو نزع سلاحه، كما أن إدارة ترامب فشلت في إقناع السلطة الفلسطينية قبول صفقة القرن الأمريكية، وساد العلاقات توتر مع رئاسة السلطة بعد انحياز هذه الإدارة للرؤية الإسرائيلية، وإفشالها كل المساعي الرامية لحل الدولتين وإنهاء الصراع، إنها صورة مصغرة عن حالة الفشل والتحديات التي واجهت الرئيس الأمريكي وإدارته في منطقة الشرق الأوسط، الذي يستعد لمعركة طاحنة أمام خصمه السياسي جو بايدن الذي يتأهب حاليًّا للإطاحة بالرئيس دونالد ترامب.

فكانت هذه الخطوة بمنزلة (طوق نجاة) يمكن أن تساهم إلى جانب خطوات أخرى في تحسين صورة الرئيس الأمريكي أمام ناخبيه، على اعتبار أنه حقق إنجازًا تاريخيًّا لصالح (إسرائيل)، كما أن الرئيس الأمريكي يستثمر الخطوة لاستمالة الجالية اليهودية والجماعات المؤثرة لجني أصواتها في الانتخابات المرتقبة.

ويبرُزُ سببٌ آخر يتعلق بحماية هذه الإمارات التي يحيطها التهديد ويكتنفها الخوف من أي تغيير حقيقي في المنطقة، فيمكن اعتبار الخطوة على أنها رشوة سياسية إضافية لتثبيت نظام الحكم، وتقديم فروض جديدة للطاعة، والإبقاء على هذه البقعة كمرتكز أمني واستخباري وسياسي لتنفيذ مخططات قادرة على إفشال أي مشروع نهضوي في المنطقة، فالإمارات وقفت خلف عدة انقلابات ومَوّلت حروبًا متوالية للإطاحة بأنظمة سياسية مناوئة لسياساتها.

كما أن الاتفاق جاء تتويجًا لعلاقة سرية ممتدة منذ فترة طويلة بين أبو ظبي و(تل أبيب)، كون الإمارات تنظر لـ(إسرائيل") على أنها (الدرع الحامي) أمام التهديد الإيراني والتركي، فيمكنها الاحتماء من خلال الاتفاق مع (إسرائيل)، إلى جانب جملة من الفوائد التي تطمح للحصول عليها في المجالات كافة، ويمكن القول إن الإمارات فشلت فشلًا ذريعًا في تحالفاتها وتحركاتها في المنطقة التي منها الحرب على اليمن وملف ليبيا وغيرها من الملفات، فأرادت تحقيق إنجاز ملموس حتى لو كان على حساب المصالح العربية وثوابت القضية الفلسطينية، لكن الاتفاق لن ينقل الإمارات لما تصبو إليه، وربما يكون وبالًا عليها وعلى حكامها، ويشكل خطوة على طريق تشكيل اصطفافات جديدة ضد سياساتها وصولا لعزلها ومقاطعتها..

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


التطبيع في زمن المقاومات
بقلم: حنان سلامة

مسابقة شعرية في الشعر المقاوم - المقاومة طريقنا -
بقلم: أمجد نصر الدين برّي



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب أحمد أبو زهري |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2024
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       64 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       فلسطين- غزة:ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 41118//وزارة الصحة الفلسطينية: 13 شهيداً جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي مناطق متفرقة في قطاع غزة منذ فجر اليوم//وسائل إعلام فلسطينية: شهيدان جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلاً بحي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة//خمسة شهداء في قصف الاحتلال حي الزيتون ومخيم جباليا//       ندد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل باستهداف الاحتلال الإسرائيلي لموظفي الأمم المتحدة في غزة، واصفاً الحادثة بالمروعة.// سابق يوم جديد من عملية طوفان الأقصى.. أبرز التطورات التالي العدو الإسرائيلي يواصل اعتداءاته على الجنوب اللبناني//       القوات الروسية تطهر 10 بلدات وقرى من قوات نظام كييف في كورسك//تنديد دولي باستهداف الاحتلال الإسرائيلي لموظفي الأمم المتحدة في غزة//       أحبار الأمة والعالم :المقاومة اللبنانية تستهدف مستوطنتي روش هانيكرا ومتسوفا بالصواريخ//كوبا تدعو المثقفين السوريين لدعم الرسالة المناهضة لإعادة إدراجها على قائمة الدول الراعية للإرهاب//       ستشهاد مواطنين اثنين جراء عدوان إسرائيلي بمسيرة على ريف القنيطرة//       المقداد لـ مانزي: نرحب بالعمل مع الوكالات الأممية وتسهيل عملها//تمديد فترة قبول طلبات المشاركة في منافسات الموسم الجديد من الأولمبياد العلمي السوري//الزراعة تناقش آليات دعم بذار القمح والأعلاف واستبدال بساتين الحمضيات الهرمة//       الاحتلال الإسرائيلي يسلم الصليب الأحمر جثامين 84 شهيداً قتلهم خلال عدوانه على قطاع غزة//المقاومة الفلسطينية توقع عدداً من جنود الاحتلال قتلى ومصابين جنوب قطاع غزة// سابق المقاومة اللبنانية تستهدف العدو الإسرائيلي في مستوطنة (أفيميم) وموقع (بركة ريشا)// سابق المقاومة اللبنانية تستهدف العدو الإسرائيلي في مستوطنة (أفيميم) وموقع (بركة ريشا) التالي وسائل إعلام لبنانية: استشهاد ٤ أشخاص جراء غارة لطيران العدو الإسرائيلي على بلدة مفيدون جنوبي لبنان//       نزوح قسري لآلاف الفلسطينيين من شمال قطاع غزة//39653 شهيداً منذ بدء الاحتلال عدوانه على قطاع غزة//وزارة التربية الفلسطينية: أكثر من 10 آلاف طالب استشهدوا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//المكتب الإعلامي في غزة يطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية في اختطاف الاحتلال لجثامين الشهداء وسرقة أعضائهم//       فلسطين:شهداء وجرحى جراء عدوان الاحتلال المتواصل لليوم الـ 306 على قطاع غزة//حماس تعلن اختيار يحيى السنوار رئيساً لمكتبها السياسي//24 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       مذكرة تفاهم بين جامعتي البعث والبترول التكنولوجية الإيرانية // وضع مركزي تحويل كهربائيين جديدين بالخدمة في السويداء//صحة السويداء تستلم سيارات إسعاف لتلبية احتياجات المواطنين//