عندما تعم الحروب في منطقة ما ، يسود الرّعب بين المجتمع والسبب هو قلة الأمان التي أنتجتها الحروب لذلك فإنّ البعض يلوذ بأي عنوان سواء طائفي أم قومي ظناً منهم أنّ الدولة ضعفت في أداء واجبها في إبقاء وتعميم الأزمات
ونتيجة لهذه الحرب المدمرة للإنسان قبل تدمير الأوطان ، الحرب التي تعرضت لها سورية ، فإن التدمير طال العلاقات الاجتماعية ، كما الفكر والتفكّر وخصوصاً في ظل الحرب على الإرهاب الذي هو نفسه حرباً على الثقافة ، والعلم ، والنهج السياسي ، والمبادئ . وقد تجدفي حيّيك أو مدينتك أو عائلتك من تأثر في ذلك، كما أدت إلى تدمير ممنهج لبعض المفاهيم في محاولات تفكيك والتفسخ الاخلاقي والمجتمعي والابتعاد عن القيم والاخلاق و شق الصف الديني بإثارة النعرات الطائفية والعرقية والثقافية والمناطقية . إضافة لإرباك سياسي، ويكمن الخطر الممنهج الواضح على الثوابت والمبادئ الأخلاقية التربوية والعقائدية والسياسية والبنيوية لفكر الفرد . كل ذلك يُصنع في مصانع الأعداء لتدمير مجتمعاتنا وسحب ما تمكّن من الجهلة ومحدودي الثقافة والتفكير باتجاه تطرّف صنعوه والدين منهم براء .
صناعة الجهل : وهذا الجانب بحد ذاته يصب في المجال الأوسع للمؤامرة الكبرى التي تستهدف محور المقاومة ، وتحديدا في قلب المقاومة النابض سورية وذلك بهدف التدمير الداخلي والنفسي ، معتمدين على حرب ضروس شنّت وستشن على العلم والفكر والعقيدة والوطن والنهج ، كل ذلك عملت عليه أجهزة استخبارات عالمية ومؤسسات تابعة لها مثل مؤسسة (Rand Co Operation ) الأمريكية وهي مؤسسة بحثية متخصصة في هندسة الجهل ، وأول مهامها بث الشائعات ليعم التفكك المجتمعي ، وتُخلق الانشقاقات ، وهذا حقيقةً أحد السبل الذي عمل عليه رعاة الإرهاب على المحور المقاوم ، حيث تم تجهيز الأرض الخصبة لزراعة الفتن والرعب تحت عناوين كثيرة الذي يُنتج تفكك الأمم لبقائها ضعيفة يمكن السيطرة عليها، بحيث يموت الأمل وتشح الحلام وتزداد غربة العاقل بوسط أشبه بالقطيع ويصبح الانتماء لحزب أو قبيلة أو قومية أو طائفة أشد التصاقا وتعصبا، ولأن يفهم الجاهل انها الحالة ماقبل التمحور العملي للوطن بحيث يغيب مفهوم الانتماء للوطن كمواطن يحافظ على وطنه ومواطنته ، ويبقى الانتماء إلى الهوية والوطن ضرباً من ضروب الهذيان لذلك تحتاج البلاد الى عودة إلى الوطن ، والهوية ، ومفهوم الارتباط بالثوابت . ونحن في مواجهة تلك المؤامرة المخيفة التي تجرعنا سمها فإننا لابد من أن نواجهها بسلاح أمضى ليتسنى لنا النصر عليها وافشالها قدر المستطاع ، وكي يتحمل المواطن كامل لمسؤوليته في محاربة هذه الآفة المجتمعية التي تحوّل الصديق إلى العدو وينخفض صوت الحق ويرتفع صوت الباطل فمـــاذا نـــحـــن فـــاعـــلون .. ؟
هنا لا بد من وضع مشروع متكامل من فكرة وهدفٍ وآلياتٍ واستراتيجيات لمواجهة هذه المعركة الدقيقة والحسّاسة . .. كيف ؟؟؟
بالــشـروع في صناعة الثقافة :والوعي السياسي ، والعقائدي ، والإيماني ، وصنّاع الحضارة ، والعودة إلى الأخلاق الأصيلة التي كان مجتمعنا ينعم بها وبالثوابت والمبادئ . كل ذلك هو السلاح الذي سيواجه مخططاتهم ، وهذا مشروع لكامل المحور لأنه متكامل ومتضامن في هذه المواجهة الصعبة لهذه المواجهة عناصر وهي التي تقوم عليها صناعة الوعي :
التوعية المجتمعية القيَمية ، التوعية القانونية ( القانون الوطني والقانون الدولي ) ، التوعية والتربية الوطنية ، التوعية التربوية ، السياسية ، الاقتصادية ، التوعية الأخلاقية والسلوكية – وهي تجمع الجميع . وبرسم سياسة مجتمعية ثقافية واضحة
الهدف منها حماية المجتمع بحماية الفكر والثقافة كما هو الدفاع العسكري فإن الدفاع الفكري والثقافي والسياسي والإيماني العقائدي وهي مسؤولية الجميع . ولابد من الاستفادة من أساليب مختلفة متوفرة لكنها تحتاج لمأسسة ، وخطة عمل مدروسة بشكل علمي تخصصي .
والعلاج : يكون ثقافياً وسياسياً واجتماعياً وفكرياً وعملياً وتنفيذياً . وضرورة التركيز على الثقافة القانونية وذلك لإيضاح دور القانون في حماية المجتمع ، وما هي الجريمة التي يرتكبها البعض دون معرفتهم أنها جريمة ، ويعتبرونها حرية رأي وسلوك . .... وما هو معناها ، وتوضيح ما معنى أن يعتدي أحد على فكر ومجتمع بشكل كل حالة على حدة ، كما يوضح ما معنى الإعتداء على المؤسسات ، والدولة ، والوطن .
ومن الأهمية الحماية من الفتن الدينية ، والطائفية ، والمناطقية والعشائرية ، والعائلية ، والعرقية . وأنها جريمة لا بد لها من عقاب وتوضيح أين هي المسؤولية هنا . وتبيان الحقوق والواجبات كونك تعيش على هذه الأرض وفي هذا المجتمع ، وفي هذا الوطن .
وضرورة الحماية من ظاهرة التفكك الأسري ( اجتماعيا ) : ومعالجة أسبابها وخلق آليات حماية الأسرة من جميع النواحي .... والتعبئة الفكرية ، لأن الفراغ الفكري يؤدي إلى الجهل ، والجهل يؤدي إلى التطرف .وايجاد آلية مواجهة ذلك: بتحصين الشباب ضد التطرف الذي اشتغلت عليه المؤسسات الأمنية وبأدوات دينية ، تربوية ، وإدارية للوصول إلى تفسخ المجتمع ، وضرب ثوابته .
وان حماية مفهوم الأمن الفكري : وتبعاته وآثاره مع رسم آلياته ومراقبة ودراسة مفاهيمه و نتائج تطبيقه على المجتمع والفرد
بهدف لتحقيق حماية المجتمع الفكرية والاجتماعية والأسرية وبالمفاهيم والثوابت والأخلاق والعقائد ، وإلقاء الضوء على سلبية التطرف وآثاره المدمرة للشعوب والأوطان . وهذا يتم عن طريق طرح سياسي وفكري وتربوي وتنفيذي تاريخي وحضاري وعقلانية منطقي .وبحث كيفية مواجهة المؤثرات الفكرية :الانحراف الفكري وعلاقته وتأثيره على الأمن الوطني والدولي والمجتمعي .
وتكون العقيدة ضامنة للأمن الفكري والتربية الإيمانية : وكيفية الحفاظ على الخُلُق والأخلاق والهوية والمبادئ والثوابت
اما سياسياً : فتكون المساعدة في حماية كيان الدولة والمجتمع: في مواجهة الأخطار التي تهددها خارجياً وداخلياً من خلال تحصين المجتمع ، وتحصين الدولة وتأمين مصالحها ، وينتج عن ذلك تحصين وطن بأكمله قدر المستطاع ، وذلك بالتعاون لتهيئة ظروف اقتصادية ، واجتماعية لتحقيق الغايات والأهداف التي تعبّر عن هوية ورضا المجتمع لينتج أن الفرد سيعيش ضمن مجتمع آمن من الناحية الفكرية والتاريخية والحضارية والثقافية . وكل ذلك ينتج حفظ النظام العام وتحقيق الأمن والطمأنينة والاستقرار في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية . ... والسعي للتفاعل مع النسيج المجتمعي الفسيفسائي النادر قومياً ، واجتماعياً، وفكرياً ، ودينياً ، باحترام الآخر والتفاعل معه والاندماج تحت راية الوطن كون الفرد فيه مواطن موجود ومشارك وفق التعاون لمصلحة الجميع وينتج عن مصلحة الوطن والمواطنة . وحمايته من مفاهيم غريبة سيئة مغرية وتتصل بالإعجاب بالمجتمعات الغربية وإظهار مفاهيمنا الحضارية والسعي لدفع النشىء للإعجاب بمجتمعاتنا ومفاهيمنا ، وهذا بالتحديد له اسلوبه وآلياته وطرقه الخاصة . من خلال مؤسسات ثقافية وإعلامية وأكاديمية تخصصية . وهناك مؤسسات تعنى بآليات التأثير على المجتمع وتكوين الرأي العام ، و عملياً يجب ان تسعى إلى ترسيخ مفاهيم الحفاظ على النظام العام في أي مكان كان . كالآداب العامة ، وآداب المعاملة ، واحترام الآخر فكرياً وشخصياً وتوجهاً وجماعة ، والتواصل الاجتماعي وآدابه : وتخديمه لهذا المشروع الذي يعمل تنقية الفكر وعلى تحفيز الناس للعمل على توثيق العلاقة بين الفرد والمجتمع والدولة والنهج والهوية، والتعاون الكامل بين المحور المقاوم المنتصر باذن الله.