جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

مخاطر عدم الارتكاز على الحقوق القانونية على مصالح مصر المائية على المدى البعيد | بقلم: الدكتور عبدالله الاشعل
مخاطر عدم الارتكاز على الحقوق القانونية على مصالح مصر المائية على المدى البعيد



بقلم: الدكتور عبدالله الاشعل  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
19-03-2020 - 1287

التلاعب بالمياه تكلف مصر وجودها على الخريطة وهى سابقة خطيرة. فإصرار الحكومة المصرية على تجنب الاعتماد على الحقوق القانونية المستندة إلى ترسالة قانونية معتبرة يعرض مصالح مصر المائية لخطر محقق ويطرح فكرة التحالفات السياسية. فى هذه المقالة أوضح أن مصر لا يجب أن تترك تحت رحمة الدول التى تسقط فيها الأمطار حيث يجري نهر النيل لأن كل هذه الدول سوف تتحالف ضد مصر وإفنائها ونظرا لعامل الوقت الحاسم، فقد أضاعت مصر وقتا تمنيا جدا أملا في غير محله فى تعاطف إثيوبيا، فإذا بها تفاجأ بموقف السودان الذى نسق مع إثيوبيا وإسرائيل. والحق أن قضية المياه يجب أن تؤخذ بكل الجدية. ولا شك أن عدم الاعتماد على حقوق مصر القانونية يعرضنا لتقلب أمزجه الدول النيلية وأخطرها السودان ذلك أن السودان يمكن أن تسير مع أثيوبيا مدعومة من إسرائيل خاصة بعد تفاهم البرهان نتانياهو فى التخلى عن معاهدة 1959 الخاصة بتقسيم حصة المياه بين البلدين. والمسألة ببساطه هى أن أثيوبيا والسودان وغيرها من الدول التى تنوى بناء سدود على أعالى النيل لا تكترث بالقانون الدولى الذى لا تتمسك به الحكومة المصرية فى معالجتها للأزمة وهذه المعالجة يغلب عليها عدم الجدية بما لا يتناسب مع الخطورة وضغط عامل الوقت خاصة وأن جفاف النيل لن يعوضه أى بدائل مما تطرحه الحكومة المصرية منذ عام 2014 وربما كان هذا الموقف هو الذى دفع كل هذه الدول إلى الاستخفاف بمصر بل وتحديها علنا ولذلك فإن أمننا المائى مهدد بشكل دائم.
فالاعتماد على القانون الدولى وهو لصالحنا يحقق أربعة مزايا: الأولى هى أننا لسنا فى حاجة مطلقة إلى تحالفات سياسية وإنما تسند هذه التحالفات سلامة موقفنا القانونى. فالسودان هام للأمن القومى المصرى بالتأكيد ولكن تقلب المصالح والنظم أو عدم الاهتمام لدى مصر أحيانا، يمكن أن يجعل موقف السودان متقلبا، فهى حرة فى أن تنحاز إلى إثيوبيا سياسيا، ولكن السودان إن نحن ارتكزنا على القانون سيكون انحيازه إلى إثيوبيا مشاركة فى انتهاك القانون الدولى والميزة الثانية هى أن ارتكازنا إلى القانون يجبر السودان على احترام اتفاقية 1959، خاصة وأن إثيوبيا تحرض السودان على الانفلات منها، وهى لم تعترف بها وتعد عقد مصر والسودان هذا الاتفاق دون التشاور مع دول حوض النيل سابقة تعتمد عليها فى سلوكها ضد مصر فى سد النهضة. ولكن الاتفاق أبرم بين طرفين لاقتسام المياه التى تؤول إليهما من بقية دول المنابع، فهو لايؤثر على أحد ولا يحتاج عقده إلى التشاور مع أحد.
والميزة الثالثة لارتكازنا إلى القانون هى ترسيخ هذه الحقوق قبل الجميع بدلا من الدخول فى منازعات مع دول المنابع إذا فكرت أن تقيم مشروعات من شأنها أن تؤثر على حقوقنا المائية.
الميزة الرابعة هى أن مصر هى دولة المصب الوحيدة ولاتشاركها السودان فى هذا الوضع، فهى دولة وسيطة بين منبع ومصب، ثم أن بالسودان موارد مائية خاصة. ودولة المصب دائما هى أضعف أطراف النهر الدولى، ولذلك خصها القانون الدولى للمياه بضمانات قوية تجبر هذا الضعيف وهذه الضمانات هى خمسة الأولى هى أن دولة المصب لاتحصل على أى ميزه بسبب موقعها على النهر والثانية هى أن توزيع مجمل المياه فى النهر الدولى يتم وفق معايير محددة ليس من بينها موقع الدولة على النهر ووضعها كدولة مصب أو غيره والضمانة الثالثة هى أن النهر كله مصلحة مشتركة لاملكية لأحد فيه والكل ملزم بالاستخدام الرشيد لمياهه والتعاون لمكافحة التلوث وفى مشروعها تنمية وتطوير موارد النهر أو حصته من المياه.
والضمانة الرابعة هى التزام دولة المنبع بالتشاور والتعاون مع بقية الدول خاصة دولة المصب إذا كانت مشروعاتها المزمعة يحتمل أن تؤثر سلبا على حقوقها المائية أو على سلامة المياه أو تلوثها ولابد أن تعرض كل المعلومات عن هذه المشروعات وألاتبدأ فيها إلا بعد موافقة صريحة من دولة المصب واشتراط هذه الموافقة لايمس سيادة دولة المنبع وإنما هو امتثال لأحكام القانون الدولى العرفى فى قضايا الأنهار الدولية. وإذا تذرعت إثيوبيا بأنها ليست طرفا فى اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1997 الخاصة بالاستخدامات غير الملاحية للمجارى المائية الدولية، فليست ملتزمة بأحكامهاكما أن مصر ليس من حقها التمسك بهذه الحقوق/ الالتزامات فيها مادامت ليست طرفا هى الأخرى فيها/ نقول أن محكمة العدل الدولية أكدت أن الالتزام بالأحكام الواردة فى هذه الاتفاقية لايشترط أن تكون الدولة طرفا فيها، كما أنه لايلزم لمصر أن تكون طرفا حتى تستفيد من ضماناتها لدولة المصب. وقد فصلنا ذلك فى كتابنا حول "الحماية القانونية لحقوق مصر المائية فى نهر النيل فى القانون الدولى".
أما الضمانة الخامسة فهى أن الدول الكبرى والبنك الدولى يمتنعان عن تمويل أية مشروعات لدول المنابع مالم تتم موافقة دولة المصب عليها.
وإذا كانت مصر أفرطت فى حسن الظن بأثيوبيا وتجاهلت النذر وظلت حتى الآن تتصور أن المجاهرة بحسن النية يحرج إثيوبيا دوليا فهى سذاجة سياسية دعونا إلى تغيير الموقف منها فى هذه القضية الخطيرة التى لا تحتمل مثل هذا السلوك.

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


في حال العرب وفلسطين
بقلم: معين الطاهر

وبنريكس السارق
بقلم: طارق حقي



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب الدكتور عبدالله الاشعل |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2024
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       64 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       فلسطين- غزة:ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 41118//وزارة الصحة الفلسطينية: 13 شهيداً جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي مناطق متفرقة في قطاع غزة منذ فجر اليوم//وسائل إعلام فلسطينية: شهيدان جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلاً بحي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة//خمسة شهداء في قصف الاحتلال حي الزيتون ومخيم جباليا//       ندد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل باستهداف الاحتلال الإسرائيلي لموظفي الأمم المتحدة في غزة، واصفاً الحادثة بالمروعة.// سابق يوم جديد من عملية طوفان الأقصى.. أبرز التطورات التالي العدو الإسرائيلي يواصل اعتداءاته على الجنوب اللبناني//       القوات الروسية تطهر 10 بلدات وقرى من قوات نظام كييف في كورسك//تنديد دولي باستهداف الاحتلال الإسرائيلي لموظفي الأمم المتحدة في غزة//       أحبار الأمة والعالم :المقاومة اللبنانية تستهدف مستوطنتي روش هانيكرا ومتسوفا بالصواريخ//كوبا تدعو المثقفين السوريين لدعم الرسالة المناهضة لإعادة إدراجها على قائمة الدول الراعية للإرهاب//       ستشهاد مواطنين اثنين جراء عدوان إسرائيلي بمسيرة على ريف القنيطرة//       المقداد لـ مانزي: نرحب بالعمل مع الوكالات الأممية وتسهيل عملها//تمديد فترة قبول طلبات المشاركة في منافسات الموسم الجديد من الأولمبياد العلمي السوري//الزراعة تناقش آليات دعم بذار القمح والأعلاف واستبدال بساتين الحمضيات الهرمة//       الاحتلال الإسرائيلي يسلم الصليب الأحمر جثامين 84 شهيداً قتلهم خلال عدوانه على قطاع غزة//المقاومة الفلسطينية توقع عدداً من جنود الاحتلال قتلى ومصابين جنوب قطاع غزة// سابق المقاومة اللبنانية تستهدف العدو الإسرائيلي في مستوطنة (أفيميم) وموقع (بركة ريشا)// سابق المقاومة اللبنانية تستهدف العدو الإسرائيلي في مستوطنة (أفيميم) وموقع (بركة ريشا) التالي وسائل إعلام لبنانية: استشهاد ٤ أشخاص جراء غارة لطيران العدو الإسرائيلي على بلدة مفيدون جنوبي لبنان//       نزوح قسري لآلاف الفلسطينيين من شمال قطاع غزة//39653 شهيداً منذ بدء الاحتلال عدوانه على قطاع غزة//وزارة التربية الفلسطينية: أكثر من 10 آلاف طالب استشهدوا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//المكتب الإعلامي في غزة يطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية في اختطاف الاحتلال لجثامين الشهداء وسرقة أعضائهم//       فلسطين:شهداء وجرحى جراء عدوان الاحتلال المتواصل لليوم الـ 306 على قطاع غزة//حماس تعلن اختيار يحيى السنوار رئيساً لمكتبها السياسي//24 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       مذكرة تفاهم بين جامعتي البعث والبترول التكنولوجية الإيرانية // وضع مركزي تحويل كهربائيين جديدين بالخدمة في السويداء//صحة السويداء تستلم سيارات إسعاف لتلبية احتياجات المواطنين//