رفضت أندية ومنتخبات رياضية اللعب في الضفة الغربية المحتلة سنة 1967، لأن دخول الأراضي المحتلة يتطلب موافقة سلطات الإحتلال، ويتطلب عبور نقاط الجيش الصهيوني، ولهذه الأسباب، امتنع نادي الجيش السوري، ونادي النجمة اللبناني عن خوض مباراتيهما ضد "هلال القدس"، في مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي، كما رفضت نوادي من الكويت ومن ماليزيا، وغيرها ممارسة التطبيع الرياضي، ودخول الضفة الغربية بإذن وإشراف صهيونييْن، لكن بعض المنتخبات والنوادي الأخرى حضرت إلى الأراضي المحتلة، ومن بينها الفريق الأولمبي البحريني، سنة 2011، وفريق عمان، ضمن تصفيات كأس آسيا، وأصبح نادي "الرجاء البيضاوي" لكرة القدم، أول فريق مغربي يخوض مباراة في الضفة الغربية المحتلة، بإذن من الإحتلال الصهيوني، ليتبارى مع فريق "هلال القدس" الفلسطيني، في إياب دور الـ32 لبطولة الأندية العربية في كرة القدم، قبل مباراة المنتخب السعودي مع نظيره الفلسطيني في التصفيات المزدوجة لكأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023، في الأراضي المحتلة، يوم 15 تشرين الأول/اكتوبر 2019، بإذن من الإحتلال، مما يُؤكّد التّحوّلات في موقف الأنظمة العربية، في ظل ضُعْف التّصدِّي الشّعْبي لقرارات وممارسات التّطبيع العَلَنِي، أما مُشجّعُوا نادي "هلال القُدْس"، فقد رفعوا الأعلام الفلسطينية، ورددوا هتافات مؤيدة للقضية الفلسطينية...
جرت هذه المباراة، بعد منع سلطات الإحتلال لاعبي "خدمات رفح" (غزة) من إجراء مباراة في الضفة الغربية، وبعد منع الإحتلال إقامة دوري فلسطيني في الضفة وغزة ومَنْع الرياضيين الفلسطينيين من السّفر للخارج، وتمنع سلطات الإحتلال المُؤمنين الفلسطينيين من الصلاة في المسجد الأقصى، وتُطْبِقُ سلطات الإحتلال الخِناقَ على فلسطينِيِّي غزة، وعددهم مليونَيْ نسمة، فهم ممنوعون تمامًا من زيارة الضفة الغربية، ولا يمكنهم دخول القدس، لأنه لا يمكن لأي شخص (فلسطيني أو غير فلسطيني) دخول القدس أو أي مدينة فلسطينية أخرى، دون مراقبة الاحتلال، ودون المرور بنقاط التفتيش المُنتشرة في كل مكان، بعضها ثابت، وبعضها الآخر مُتَنَقِّل، ولا تتم زيارات المُطبّعين العرب، مهما كانت التّعلّة للزيارة، سوى بعد موافقة وزارة "الأمن" الصهيونية...
ضمت البعثة "الرياضية" السعودية، التي رحّب بها الجيش الصهيوني، ما لا يقل عن مائة وعشرين شخص، يوم 13 تشرين الأول/اكتوبر 2019، ورحبت سلطة الحكم الذاتي الإداري (سلطة أوسلو، الفاقدة لأي سلطة) وحركة "فتح" بالمُطبّعين المغربيين والسعوديين، بعد أن رفض الفريق السعودي خوض مباراته ضد المنتخب الفلسطيني، وآخرها، بمناسبة تصفيات مونديال روسيا 2018، قبل أن يتم نقل مكانها إلى الأردن، واعتبرت بعض البيانات الفلسطينية والعربية هذه الزيارات بمثابة "الخيانة"، وماولة من السعودية للترويج ل"صفقة القرن" الأمريكية، والتي تُنفذها أدوات خليجية، واعتبرت اللجنة الوطنية للمقاطعة: "إن قُدُوم المنتخب السعودي إلى فلسطين المحتلة في هذا الوقت، تحديدًا، يأتي في سياق التطبيع الرسمي الخطير لنظام السعودية والإمارات والبحرين وعُمان وقطر وغيرها، ضمن محاولات تصفية القضية الفلسطينية، من خلال المشروع الأمريكي الصهيوني المُسماة صفقة القرن"، والتي كانت السعودية والإمارات، من أول المُرَوّجين لها...