لم تشتهر الأُسر الحاكمة في الخليج بديمقراطيتها ولا بدعمها لحرية التعبير، والإعلام والصحافة، ولكنها تمتلك عددًا هامًّا من وسائل الإعلام، ويتداول على صفحاتها وعلى شاشات قنواتها التلفزيونية، عدد من الإعلاميين المُرتزقة، الخليجيين والعرب، من الدّاعين إلى التطبيع الكامل للعلاقات مع الكيان الصهيوني، الذي أصبح في نظَرِهِم صديقًا وحليفًا، والتحالف معه (بإشراف سياسي وعسكري أمريكي) لحصار إيران، التي أصبحت عَدُوًّا رئيسيًّا، وأعلن "مُحلّل" سعودي، صراحة وبدون لف ولا دوران: "إن دولة إسرائيل ديمقراطية، ولم تؤذِ الخليج أبداً"، وتَعْكِسُ هذه الدعوات التطبيعية رأي آل سعود وآل زايد وراشد وخليفة وثاني وغيرهم، لأن وسائل إعلامهم لا تُعبِّرُ عن رأي مُستقل وحر، بل عن رأي هؤلاء الحُكّام، الذين يُقيمون علاقات غير مُعْلَنَة مع الإحتلال الصهيوني، منذ أكثر من ثلاثة عُقُود، ولكنها أصبحت علنية، مع "صفقة القرن" الأميركية ـ الصهيونية، ومع إعلان أمريكا والكيان الصهيوني إقامة حلف أمني واقتصادي إقليمي، يضم السعودية وقطر وعُمان والإمارات والبحرين، "لحماية المنطقة، والتصدِّي للعدوان الإيراني"، وتتوقع بعض وسائل الإعلام الصهيونية والأمريكية إنشاء قواعد صهيونية، إلى جانب القواعد الأمريكية، في مَشْيَخات الخليج، لِيُصْبِح الوجود الأمني العسكري الصهيوني، في البحرين والإمارات والسعودية وقطر، علنيا، بعد أن كان سِرِّيًّا و"يقْتَصِرُ" على التدريب والإستشارة