بقلم: محمد طعيمة
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب 01-12-2019 - 1359 جماعة إم 6.. مخابرات لندن "أم الصبي" الإخواني اتهامات طالت "الخوذ"، مدعومة بفيديوهات مشاركة عناصرها في صفوف التنظيمات الإرهابية، وبفبركة مشاهد لضحايا سوريين، مع الجزيرة القطرية، بانها الوجه الناعم "المُصدر" للإخوان، وبأنها صنيعة مخابرات غربية "توظف" منذ 90 عاما حسن البنا.. ومن بعده شجرته. يورد الباحث حلمي النمنم، وزير الثقافة المصري السابق، في كتابه "حسن البنا الذي لا يعرفه أحد"، مكتبة مدبولي 2011، شهادة رؤية عين للمفكر المصري الراحل محمد حسين هيكل (1888 – 1956) بأن أول لقاء للبنا مع مسؤول غربي، كان السفير الأمريكي بجدة "هيرمسان آيلتس"، عامي 1927 -1928، الذي أكد لهيكل أنه التقي بالبنا في الحجاز مرات عديدة. لم تكن واشنطن وقتها "المركزية الغربية" فسٌلم البنا وملفه إلى الجهاز المختص، الاستخبارات العسكرية البريطانية، إم آي 6، ليصبح للإخوان كما "أم الصبي". ومن إدعاءات الجماعة نقرأ عن مؤسسها: "قال مندوب المخابرات البريطانية للأستاذ: تعبيرًا عن تقديرنا للإخوان، وبعد أن فهمنا أهدافكم، نود أن نقدم بعض المال لتحقيق أهدافها. قال الأستاذ: كان الكلام ينزل على قلبى كالخناجر. ثم رفض بحسم". هذا ما يٌلقن لـ"البَنَّاويَّة"، لكن وثائق لندن، خارجية واستخبارات، تقول العكس. "س: هل من وثائق تؤكد تمويل بريطانيا للإخوان، وأن الجماعة تواطأت معها لاغتيال عبد الناصر؟ ج: نعم." بحسم معاكس أجاب الباحث البريطاني مارك كيرتس رداً على سؤال لجريدة الشرق الأوسط، السبت 31 يوليو 2010، بمناسبة صدور كتابه "التاريخ السري لتآمر بريطانيا مع الأصوليين"، حصيلة دراسته أربع سنوات لعشرات آلاف الوثائق الإنجليزية التي رُفعت عنها السرية. والذي صدر عربيا عن المركز القومي للترجمة بالقاهرة 2012. الوثائق التي درسها كيرتس توقفت عند عام 1970، وتابع هو تطور العلاقة بين بريطانيا والجماعات الأصولية، وفي قلبهم الإخوان، حتى قبل صدور الكتاب بعام. مؤلفات غربية عديدة رصدت التداخل العضوي بين جماعات الإسلام السياسي وبين المخابرات الغربية، خاصة اللندنية منها. جديد كيرتس هو "توثيقه" لعمالة حسن البنا، ثم الهضيبي الأول، في رواية كاملة. بداية عام 1951، انضم الإخوان لدعوات الجهاد ضد البريطانيين. كانت "مسرحية" وفق تقرير لسفارة الاحتلال من القاهرة أورده كيرتس: «الإخوان تمتلك منظمة إرهابية منذ مدة طويلة، لم تفلح جهود الأمن فى القضاء عليها. لكنهم لا ينوون مهاجمة قوات جلالة الملكة". ويرجع تقرير آخر هجمات إخوانية ضد البريطانيين إلى "تصرفات فردية وعدم انضباط"، مؤكدا أنها "تتعارض مع سياسات قادة التنظيم". بسبب التصرفات الفردية اضطر المرشد الثاني، الهضيبي، لحسم خندقه مع جريدة "الجمهور المصري"، نهاية العام، رافضا المقاومة، ثم بسخرية: هل العنف سيخرج الإنجليز!"! ولشباب جماعته: "اذهبوا واعتكفوا على تلاوة القرآن". عام 1956 ومع العدوان الثلاثي، نشطت الاتصالات بالبَنَّاويَّة ضمن مخطط إطاحة الزعيم المصري أو اغتياله. وحسب كيرتس، كانوا الأكثر احتمالية لتشكيل الحكومة الجديدة بعد إسقاط نظامه. قال إيدن لمساعديه، وفقا للمؤرخ "إيفلين شاك برا" فى كتابه "أصل أزمة السويس" الصادر عام 1986: «ما هذا الهراء عن عزل ناصر أو تحييده؟ أريد تدميره. قتله". وفي مارس 1957، يكتب "إيفانز"، تعليقاً على تجدد مفاوضاته مع الإخوان: اختفاء ناصر.. هدفنا الرئيسي. بعد عقود، يؤكد كيرتس: "لندن لا تزال تستخدم القوى الأصولية، وتطور علاقاتها مع إخوان مصر وسوريا ودول أخرى". جزء يسير من تطوير علاقاتها مع بَنَّاويَّة مصر سربه ديريك باسكويل، موظف الخارجية البريطانية، لصحيفة الأوبزرفر، ليدفع 18 شهراً اعتقالاً، ويفُصل من عمله في أغسطس 2009. ومن التطوير.. استضافة لندن لـ"لمفكرين إسلاميين متشددين" إخوان، كما كشفت مجلة سبكتيتور. خارج الكتب وعلى الأرض، تحتضن "أم الصبي" دولة موازية للبَنَّاويَّة، منذ اتخاذ الإخوان من لندن مقراً لنشاطهم الدولى عقب حظر مصر الستينيات للجماعة، وقبل وبعد الحظر الثاني في 30 يونية 2013. هكذا، "تفخر بريطانيا بتوفير ملاذ آمن للإخوان العقود الثلاثة الماضية. جاءونا هاربين، الآن بعضهم يعود إلى بلده للمساعدة فى بناء ديمقراطيات جديدة". كما كتب الرئيس الأسبق لوحدة الاتصال بالمسلمين فى شرطة لندن، روبرت لامبرت، بمجلة "نيو استيتسمان، 5 ديسمبر 2011. كا شفا، بعفوية، عن دور قديم متجدد. في الملاذ الأمن، استقر كمال الهلباوي وإبراهيم منير، المتحدثان، على التوالي، باسم الجماعة، وأنشأ الثاني "مركز المعلومات العالمية" للتواصل مع الإعلام حول العالم. وعصام الحداد، حيث رافقه خيرت الشاطر لسنوات في الثمانينات، ليعود الأول إلى القاهرة ويشارك في خطف ثورة 25 يناير، ثم مستشارا للمعزول محمد مرسي. الملاذ الأمن.. كان قبلة يوسف القرضاوى، "أمير الإخوان" كما توصيف الباحث الفرنسي مايكل برازان، خاصة بين عامي 1995 و1997، لتأسيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين في المملكة المتحدة. والذي برر مقبول على، مستشار الشئون الإسلامية فى الخارجية البريطانية، عام 2004، تكرار زياراته إلى لندن بأنها "مفيدة لأهدافنا الخارجية". في الملاذ الأمن.. 39 مؤسسة بَنَّاويَّة، منها: اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، المنتدى الإسلامي، الثقة الأوروبية، رابطة مسلمي بريطانيا، الهيئة الاستشارية الوطنية للأئمة والمساجد، المجلس الإسلامي، قرطبة للحوار العربى الأوروبى.. أقوى لوبياتهم. واتحاد المنظمات الطلابية الإسلامية، ومنتدى الشباب المسلم جامعا 42 منظمة من 26 دولة، والمنظمة الإسلامية للإغاثة التي تدير فروعا في 28 بلدا. وموقع ميدل ايست مونيتور، قناة الحوار، موقع إخوان أون لاين الإنجليزي، وشركةWorld Media Services Ltd. مع الحظر الثاني، 30 يونية 2013، وسع الملاذ أنشطته.. منها مقر جديد فى منطقة "كريكل وود" شمال لندن، كمركز عمليات، ومعه تصف مجلة فورين بوليسى الأمريكية، في تقرير عن افتتاحه، لندن بأنها "المكان الطبيعى للإخوان خارج مصر". "وكر كريكل وود" تسلمه جيل جديد من البَنَّاويَّة، منهم جهاد وعبدالله عصام الحداد. الوكر اعتبرته "فورين".. "أكثر أذرع الجماعة نشاطا وتنسيقا مع مكاتبها حول العالم". فور إعلان دونالد ترامب، يناير 2017، نيته اعتبار الإخوان جماعة إرهابية، توجهت تريزا ماي، رئيسة وزراء بريطانيا السابقة، إلى واشنطن في زيارة مُعلنة الهدف.. اقناعه بالتراجع عما أعلنه، ولتشارك الدولة الأمريكية العميقة افهامه أهمية أحفاد عميل "إم 6" للسياسة الخارجية الغربية عامة. تصرف بديهي من "أم الصبي".
لا يوجد صور مرفقة
|