جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

الخطاب الثقافي العربي | بقلم: د. حسن حنفي
الخطاب الثقافي العربي



بقلم: د. حسن حنفي  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
20-06-2018 - 1421

تبدو الخطابات العربية المعاصرة متمايزة فيما بينها؛ كل منها يدل على موقف ثقافي، وعلى اتجاه ثقافة وعلى نوعية من المثقفين العرب.. كل منها له مواصفات في بنيته أو عند صاحبه أو في وظيفته أو في واقعه الثقافي. لكن كلها تدل معاً على الحالة الراهنة للفكر العربي، وربما على الوضع العربي ككل. وتحليل الخطاب الثقافي العربي لا يهدف إلى القدح في أحد أنواعه، بل يهدف إلى مجرد الوصف حتى يدرك الباحث العربي أن سلوكه أصبح خطاباً ثقافياً، وأن خطابه الثقافي هو سلوكه. ويتكرر هذا الخطاب في كل الندوات والمؤتمرات حتى أصبح نمطاً فكرياً وخطاباً نموذجياً يسهل التعرف عليه في كل مناسبة.

تبدو الندوات والمؤتمرات وكأنها مجرد منبر للكلام، وكل مشارك سعيد بأنه أدى واجبه، وألقى كلمته للتاريخ أو لإثبات الذات أو لعرض بضاعته على الآخرين لمن يحب أن يتعرف عليها، أو أن يتعامل معها كتعامل التجار في الأسواق. معظمهم فرّج همه، وأثبت ذاته، وقرأ كلمته المعدة سلفاً بصرف النظر عن الحوار مع الجمهور. يسرق الأضواء إذا ما سقطت على أحد غيره. يحرص على الكلام بصرف النظر عما إذا كان كلامه يتعلق بموضوع المناسبة أم لا.

والحقيقة أن هناك خطابين سائدين في الثقافة العربية؛ الأول تصادمي استبعادي، تكفيري أو تخويني.. مازال أسير حديث الفرقة الناجية؛ فالحق في جانب واحد، والباطل في الخطابات الأخرى! وهذا الخطاب لا يحاور، بل يريد أن ينتصر ويهزم الآخر، فيترصد أخطاءه، ويتنمر لكي يقضي عليه. وأحياناً يغار منه ويحقد عليه لأنه أكثر علمية ورزانة وموضوعية وحياداً في وصف الأمور.. لكنه كثيراً ما يصول ويجول في الميدان بمفرده بعد القضاء على خصمه، مبارزاً فريداً وبطلاً مغواراً، منتظراً الخصم التالي للإيقاع به والانتصار عليه.. وهو خطاب يوجد أحياناً في الجانب الديني وأحياناً أخرى في الجانب العلماني. فالأول يرى أنه لا يصلح هذه الأمة إلا ما صلُح به أولها، وأن «الإسلام هو الحل». والعلماني يرى أن الدين مظهر من مظاهر التخلف، ولا بديل عن العقل والتنوير وفصل الدين عن الحياة. كل خطاب يستبعد الآخر.. في صراع على السلطة والثروة. كل خطاب يعبر عن مصلحة، وبالتالي يتحول صراع الخطابات إلى صراع مصالح، ويُرد تنوع الخطابات إلى تنوع جماعات المصالح؛ فالمعرفة مصلحة كما يقول علماء اجتماع المعرفة.

والنوع الثاني من الخطاب هو الخطاب الموازي أو المجاور، وهو خطاب لا يسمع ولا يحاور، إذ يضيف خطاباً آخر على الخطاب الأول وبجواره، فلا يتقاطع معه ولا يتقابل.

والعلاقة بين ذينك الخطابين هي أشبه بـ«حوار الطرشان»؛ فلا أحد يسمع الآخر، لا سلبا ولا إيجابا، لا رفضا ولا قبولا.. الأعلى صوتاً هو الأقرب إلى الحقيقة، والأكثر كلاماً هو الأعظم برهاناً، والأعظم غنى في البلاغة هو الأقرب إلى قلوب الناس وتصديقهم، والأشد تأثيراً في الناس هو الأكثر حضوراً.. ونادراً ما يحدث تقاطع أو تكامل أو حوار. لا يوجد إثراء متبادل بين وجهات نظر متعددة، ولا يوجد تراكم معرفي.. إذ تتعدد الخطابات ولا يتحرك الفكر، لأن هذه الخطابات لا تتلاقى فيما بينها لتوليد الطاقة اللازمة للحركة. الثقافة هنا كم بلا كيف، صوت بلا صدى، فرقعة بلا إصابة، طلقات فارغة لا تهدف إلى شيء.

والسؤال هو: كيف يستقل الخطاب الثقافي العربي ويعبر عن المصالح العامة وليس عن المصلحة الشخصية؟ كيف يحاور البعض بعضاً، دون صدام ولا تجاور؟ كيف يمتلك المثقف العربي الشجاعة الكافية لحماية استقلاله، وتحسين صورته ليصبح أكثر فعالية في مجتمعه؟

أحياناً تزدهر الثقافة وتكثر المنتديات الثقافية في لحظات العجز والضعف، وتكون الثقافة حينئذٍ تعويضاً وملء فراغ. وأحيانا تكون الثقافة غطاء يستر أكثر مما هي مرآة تكشف، إذ تضع فوق الواقع أستاراً من المعلومات، ولا تزيد العلم به شيئاً.

إن تحليل الخطاب الثقافي العربي مقدمة لتحليل الواقع العربي لتحريك ثباته. لقد حرّكه الوحي قديماً، فهل تستطيع الثقافة أن تقوم بتحريكه حديثاً؟

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


الصين تتغير
بقلم: د. عبدالحسين شعبان

مَسيرة العَودة.. أينَ الخَطَأ؟ وأينَ المَكاسِب؟
بقلم: سميح خلف



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب د. حسن حنفي |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//