جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

اللوم لا يَنفع مع "المتأمركين".. فما الحل | بقلم: هلال عون
اللوم لا يَنفع مع "المتأمركين".. فما الحل



بقلم: هلال عون  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
08-09-2021 - 4345

كم هو مرير، وكم يحزُّ في النفس أمر الأنظمة العربية التابعة للهيمنة الأمريكية؟!.
من الطبيعي أن تتغير القيم عبر التاريخ، ولكن يُفترض - مع تراكم الإنجازات الحضارية الإنسانية - أن يكون التغيّر نحو تجذير وتكريس القيم الإنسانية، وليس نحو التخلي عنها واستبدالها بكل النقائص والرذائل والموبقات التي ترفضها الأديان وتحتقرها القوانين الإنسانية الوضعيّة!.
كانت الهيمنة عبر التاريخ البشري تتم عبر قيام العدو بتجييش جيوشه واستقدامها لاحتلال بلد ما، فيتصدى لها جيش البلد المُستَهدف، وغالباً يتم استنفار جميع القوى، فيلتحق بالدفاع عن الوطن كل القادرين على حمل السلاح.
وفي كثير من الأحيان كان يتقدّم معارك الدفاع المقدس عن الوطن والشعب قادة يؤمنون بقدسية التراب والدفاع عنه حتى لو كانت موازين القوى تشير إلى حتمية خسارة المعركة في وجه المعتدي.
ألم يتقدم يوسف العظمة وزير الحربية السورية (كما كانت تُسمى آنذاك) جنودَه في منطقة ميسلون غربي مدينة دمشق على الطريق الواصل إلى لبنان للتصدي لقوات الاحتلال الفرنسي التي كانت تتقدم لاحتلال دمشق في 24 تموز 1920؟.
ألم يخض المعركة بعدد من المقاتلين لا يتجاوز 3000 رجل مزودين بمعدات بسيطة؟.
ألم يواجه الجنود والضباط الفرنسيين الغزاة الذين كان يزيد عددهم على 9000 ضابط وعسكري مزودين بأحدث صنوف الأسلحة التي كانت متوفرة آنذاك، ومنها الطائرات والدبابات والمدافع الحربية؟!.
ألم يَقتل يوسف العظمة ورفاقه حوالي 200 ضابط وعسكري فرنسي قبل أن يستشهد، و قبل أن يتمكنوا من دخول دمشق؟!.
وبعد ذلك ألم يحارب الرئيس بشار الأسد دفاعاً عن سورية الوطن والشعب منذ أحد عشر عاماً حتى الآن، رغم اشتراك أكثر من ثمانين دولة في الحرب ضد سورية، وعلى رأسها أمريكا (أقوى قوة عسكرية ومالية في العالم)، ومن خلفها الحلف الأطلسي بجبروته، بالإضافة إلى معظم الأنظمة العربية الخادمة لأمريكا؟!. ألم يكسر الرئيس الأسد إرادة قوى العدوان؟.
ألم يمنعهم من تحقيق هدفهم في تفتيت سورية؟.. ألم يمنعهم إلحاقها بالمشروع الصهيوني؟.. ألم يمنع داعش والنصرة وجراءَهما من إقامة إمارات تكفيرية تتقاتل، ذبحاً وتفخيخاً وتفجيراً، بالشعب السوري عقوداً وقروناً قادمة؟.
إن المسألة هي مسألة الكرامة والشجاعة والإيمان بقدسية الحق، وبالتالي بقدسية الوطن.. كيف لا يكون هذا الإيمان متجذراً ومتأصلا لدى الرجال، والوطن هو الماضي الذي عاش فيه الآباء والأجداد، وهو الأرض التي تحتضن جثامينهم وتحلق في سمائها أرواحهم؟!.
كيف لا، والوطن هو ذكريات الطفولة وحكايات الجدة ومقاعد الدراسة، وأول خفقة للقلب الذي عشق بنت الجيران.
كيف لا والوطن هو الحاضر وهو مستقبل الأبناء والأحفاد، والأمل الذي يضمن عيشهم الآمن والكريم.
نعود إلى مرارة الوضع العربي الراهن، إلى الأنظمة العربية التي ارتهنت لأمريكا، وإلى خطورة دورها على مصالح الشعب العربي من المحيط إلى الخليج..
هذه الأنظمة هي التي تقدم أفضل الخدمات لأعداء الأمة العربية، وبسبب هذه (القيادات) لم تعد أمريكا بحاجة إلى تجييش جيوشها واستقدامها لاحتلال الأرض العربية ونهب ثرواتها وتركيع شعوبها..
إن تلك الأنظمة تقوم بالمهمة نيابة عن الجيوش المعادية، فهي التي أقامت المحطات الفضائية التكفيرية التي تبث الفرقة والأحقاد بين أبناء الأمة الواحدة، واستأجرت الأقلام العميلة المسمومة ضد شرفاء الأمة ومقاوميها والمدافعين عن حقوقها، والمؤمنين بتحرير الأرض العربية المحتلة وباستقلال القرار وسيادته وبعدم الخضوع لأمريكا ورفض الانخراط في مشاريعها التفتيتية التدميرية، وبالوقوف في وجه تسيّد الكيان الإسرائيلي على المنطقة العربية والامتناع عن الصلح المجاني معها.
باتت بعض الأنظمة العربية تدفع كلفة الحروب التي تشنها أمريكا على العرب عن طيب خاطر، ولا تخجل من الاعتراف لذلك!.
ألم يعترف رئيس وزراء قطر السابق "حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني" بدفع 134 مليار دولار لتدمير سورية.

رحم الله الشاعر عمر أبو ريشة، وهو القائل مخاطباً الأمة العربية:
ودعي القادة في أهوائها.. تتفانى في خسيس المغنمِ
لا يُلام الذئبُ في عدوانه.. إن يكُ الراعي عدوَّ الغنمِ
نعم صدق أبو ريشة، لا ينفع لوم أمريكا فهي، وإن كانت معتدية، لكنها تعمل لتحقيق مصالحها العدوانية على حساب مصالح شعوب منطقتنا..
أما أن تعمل بعض الأنظمة العربية مع العدو ضد مصالح الشعب العربي، فهذا أمر يعني أن " الراعي عدو الغنم"، وأن اللوم لا يكفي ولا ينفع.
لأن اللوم ينفع مع من يمتلك ضميراً ويعرف معنى الحياء والخجل.

 

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


امريكا من الانكار الى الانهيار ..
بقلم: زياد حافظ

ملعقة غور بيسان تحفر في قبر بن غوريون
بقلم: محمد صادق الحسيني



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب هلال عون |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//