جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

ملعقة غور بيسان تحفر في قبر بن غوريون | بقلم: محمد صادق الحسيني
ملعقة غور بيسان تحفر في قبر بن غوريون



بقلم: محمد صادق الحسيني  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
08-09-2021 - 2545

قد لا نضيف جديداً، في كلامنا التالي، في خضمّ هذا البحر من التحليلات والتوقعات والقراءات، المتعلقة بالعملية الفدائية الفلسطينية الأسطورية، التي اخترق بها ستة فدائيين فلسطينيين قلب بن غوريون في قبره، إضافة إلى قلوب كافة قادة أجهزة الأمن «الإسرائيلية»، العسكرية منها والأمنية الاستخباراتية.
لذا فإننا سنقتصر على الإضاءة على بعض الحقائق وتوجيه بعض الأسئلة لقادة العدو الأمنيين والعسكريين والسياسيين.
ولنبدأ بالإضاءات:
الأمر الأول: هو أن هذه العملية المحكمة التخطيط والتنفيذ، تتفوق بآلاف المرات، على كلّ العمليات الإجرامية التي نفذها جهازي الموساد والشاباك «الإسرائيليين»، منذ إعلان قيام الكيان وحتى الآن. بخاصة أن إمكانيات هؤلاء الشباب الستة اقتصرت على ملعقة طعام فارغة تم تهريبها لهم إلى داخل السجن، بينما تبلغ موازنة تشغيل العملاء، في جهاز الموساد وحده 15 مليار دولار سنوياً.
الأمر الثاني: هو أن عملية تحرر الفدائيين الفلسطينيين الستة هذه أكثر تعقيداً بما لا يقاس من عملية الموساد «الإسرائيلي»، التي نفذت لاغتيال العالم النووي الإيراني المدني، فخري زاده. إذ إن فخري زاده كان يستخدم سيارة عادية جداً، غير مصفحة، ولا تخضع لأي إجراءات أمنية عسكرية خاصة. بالتالي فإنّ استهداف مثل هكذا سيارة مدنية واغتيال من بداخلها لم يكن لا بالعمل الخارق ولا البطولي.
الأمر الثالث: إن عملية الفدائيين الفلسطينيين، الذين حرروا أنفسهم من سجن أو حصن جلبوع المدرع، كانت عملية فائقة الدقة في التخطيط والتنفيذ وفي حصن عسكري أمني «إسرائيلي» أرضيته مصفحة بصفائح الميركافا، شارك في بنائه «أشهر» المهندسين الأوروبيين المتخصصين في بناء السجون الحصينة. وكانوا للأسف إيرلنديين، من أذناب الاستعمار البريطاني.
فهل يستويان..!؟
الأمر الرابع: هل أنتم متأكدون أنّ المجندة «الإسرائيلية» العشرينية، روتَم روزين هيك، كانت نائمة أثناء نوبة حراستها، كما اتهمها مسؤولون «إسرائيليون» بالمسؤولية عن نجاح الفدائيين في تحرير أنفسهم، أو أنها كانت تعيش لحظات أونلاين، وهي تغازل عشيقها «آڤي بوحطوط»، الموجود في مدينة راس العين الفلسطينية المحتلة عام 1948.
وهذا يعني أنها كانت في عالم غير عالم السجن، الذي يُفترض فيها أن تحرسه، وهو سجن جلبوع القريب من مدينة بيسان الفلسطينية المحتله عام 1948 (في الغور الشمالي) حيث تصل درجات الحرارة هناك إلى أكثر من 40 درجة مئوية في مثل هذا الوقت من العام.
وعليه فإنّ ما كانت تقوم به تلك المجندة أخطر بكثير من النوم خلال مناوبة الحراسة الليلية…!
إنها حقيقة تظهر انعدام أي دافع، لدى عناصر العدو العسكرية والأمنية، للقيام بواجباتهم المكلفين بها. وهو ما يعبّر عن حالة عدم اكتراث لا بالدولة ولا بأمنها، وعن حالة انهيار شامل في الروح المعنوية لجيش الاحتلال ومنتسبي أجهزته الأمنية. وهذا ما أكده مفتش الجيش «الإسرائيلي» السابق، الجنرال إسحق بريك، في حديث له مع موقع ميدا «الإسرائيلي» قبل يومين فقط.
أما الأسئلة الموجهة، إلى قادة العدو العسكريين والأمنيين، فهي كثيرة جداً نختصرها بالأسئلة التالية:
أولاً: بعد مرور 48 ساعة على نجاح الفدائيين الفلسطينيين في تحرير أنفسهم، من سجن جلبوع الإسرائيلي، هل تعرفون ما إذا كانت عملية التخطيط والتنفيذ هي عملية اقتصرت على جهود الأسرى الستة فقط أم أن جهات «عليا» قد ساعدتهم في التخطيط والتنفيذ (أونلاين) من الخارج؟
ثانياً: بعد مرور كلّ هذا الوقت هل تعرفون كيف تمكن هؤلاء الفدائيين من استخدام الهاتف النقال، الذي تم تهريبه لهم إلى داخل السجن؟
أليس لديكم أجهزة تشويش إلكتروني، لمنع استخدام الهواتف المهرّبة إلى داخل السجن، تلك الأجهزة التي تم تركيبها حول سجنَي جلبوع وشطة المتلاصقين، قبل أكثر من عام، فلماذا لم تتمكن هذه الأجهزة من تعطيل استخدام الهاتف الفدائي النقال؟
ثالثاً: هل أنتم متأكدون من أنّ «إسرائيل» هي دولة رائدة في الصناعات الهندسية الدقيقة (هاي تيك)؟ وهل تذكرون أن حزب الله، وقبل 24 عاماً، قد تمكن من قرصنة مسيّرة القيادة التي كنتم تستخدمونها لتحضير عملية الإغارة البحرية على موقع في أنصارية/ جنوب لبنان؟ اعتقدتم خطأً أنه موقع لحزب الله؟
وهل تذكرون ما الذي حصل للقوة التابعة لوحدة ميثكال (قوات خاصة تابعة لهيئة الأركان الإسرائيلية)؟ كان مقاتلو حزب الله بانتظارهم وأبادوا القوة كاملة في ما عدا فرداً واحداً ترك على قيد الحياة ليخبرهم بتفاصيل ما حصل مع تلك القوة.
رابعاً: كان ذلك قبل ربع قرن… فكيف هو الوضع الآن؟ وهل من فارق بين إمكانيات حزب الله وإيران وسورية وحركة حماس والجهاد، في ذلك الزمن، وإمكانياتهم اليوم؟
خامساً: هل سمعتم عن الأسلحة الكهرومغناطيسية، يا أرباب الهاي تيك وأجهزة التجسس، وهل سمع قادتكم بهذه الأسلحة؟ وهل تعرفون شيئاً عنها وعمَّن يملكها؟ هل تعرفون أن النسخة المتنقلة منها (الموبايل) تحمل في حقيبة مدرسية صغيرة؟ وأنها قادرة على إرسال موجات كهرومغناطيسية، عالية الدقة؛ أيّ نقطية؛ قادرة على تدمير قاعدة جوية كاملة أو قطعة بحرية كبيرة أو موقع قيادة وسيطرة أو مركز عمليات واتصالات وما إلى ذلك…
فهل يا ترى كانت هي السلاح الذي قام بتعطيل أجهزة التشويش الإلكتروني المزروعة حول سجن جلبوع؟
سادساً: وهل أنتم غافلون عن قدرة المقاومة، من خلال امتلاكها وسائل قتالية جديدة، قد لا تكون تملكها أجهزتكم العسكرية والأمنية، يا أرباب الهاي تيك وأجهزة التجسس البائسة؛ كونها كشفت في كل أنحاء العالم؛ نقول: هل أنتم غافلون عن قدرة المقاومة على حماية أسراها المحررين؟
وهل تعتقدون أنكم ستحققون نصراً في ما لو نجحتم في اغتيالهم أو أسرهم مجدداً؟
اعترفوا من الآن… لقد خسرتم المعركة والبقية تفاصيل.
ولكن السؤال الأهمّ هو:
سابعاً: هل أنتم جاهزون لتلقي مفاجأة من العيار الثقيل، في القريب العاجل، على الأرجح؟
يوم تشهدون ما لا عين رأت ولا أذن سمعت؟
بانتظار المزيد من المفاجآت من جغرافيا آخر الزمان!
نترككم في خيبتكم تعمهون.

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


اللوم لا يَنفع مع "المتأمركين".. فما الحل
بقلم: هلال عون

القصة الكاملة لفرار الأسرى الفلسطينيين الستة من سجن جلبوع
بقلم: جولين غالي – عكا للشؤون الاسرائيلية



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب محمد صادق الحسيني |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//