جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

من رسائل الرئيس الأسد في خطاب القَسَم 2021 | بقلم: العميد د أمين محمد حطيط
من رسائل الرئيس الأسد في خطاب القَسَم 2021



بقلم: العميد د أمين محمد حطيط  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
21-07-2021 - 1577

مع التركيز العلمي والعمق الفكري السياسي والاستراتيجي فضلاً عن البراعة في مقاربة المصطلح لتصويب استعماله وكشف الخبث المعادي في التحريف والتأويل، وجّه الرئيس الأسد في خطاب القسم الذي بدأ به ولايته الرئاسية الرابعة التي تمتدّ حتى العام 2028 جملة من الرسائل شكلت مع مسائل أخرى تشريحاً لما مضى، خاصة في السنوات العشر الأخيرة، سنوات الحرب الكونيّة على سورية، وإضاءة على ما هو قائم من واقع فيه الكثير من الأمل والإرادة لمواجهة العوائق والصعوبات وتخطيط لما يجب فعله في المستقبل ولما يراه في مصلحة سورية وجوداً وكياناً وانتماءات ومبادئ وقيَماً.

وجّه الرئيس الأسد رسائله إلى السوريين والعالم، الصديق والعدو والمحتلّ، بشكل قاطع وموضوعي لا مبالغة فيه ولا ممالأة، رسائل مترافقة مع التزام أكيد قطعه على مسمع مَن احتشد في قصر الشعب في دمشق من ممثلين لشرائح الشعب السوري كلها إضافة لأعضاء مجلس الشعب الذين يشترط الدستور أن يتمّ القسم أمامهم وعلى مسمعهم، فحمل خطاب –القسم من المواضيع المتكاملة والرسائل المباشرة أو غير المباشرة ما فرض على كلّ معني بالشأن السوري – صديقاً كان أم عدواً – متابعته والتوقف عنده واذا كان المقام هنا يضيق عن تناول كلّ ما جاء في الخطاب، فإننا نحصر البحث في بعض الرسائل الاستراتيجية القومية والوطنية والدولية التي تضمّنها الخطاب وعلى الوجه التالي:

1 ـ الرسالة القوميّة: أكد الرئيس الأسد على مسألة الانتماء القومي العربي بشكل جاء كردّ مباشر على أحد أهداف العدوان على سورية وعلى المنطقة كلها، هدف تضمّن التحلل القومي والانكفاء على الذات وإطلاق شعار «أنا أولاً» دون أن يكون هناك مَن هو ثانياً، ورفض بذلك مقولة «النأي بالنفس» التي ابتدعها لبنانيّون ليشكلوا وسيلة من وسائل العدو لحصار سورية. وبهذا شكل التأكيد على الانتماء القومي والتمسك به جواباً واضحاً لأعداء سورية وللعرب مضمونه أنً حرب السنوات العشر عجزت عن اقتلاع سورية من عروبتها وعجزت عن انقلاب سورية على عروبتها أو إخراج العروبة من سورية، وكان هاماً جداً التمييز بين العرب العاربة والعرب المستعربة والتمييز بين الشعب العربيّ المتمسك بعروبته وبقوميّته غير العنصرية وبين حكام تسلقوا إلى كراسي السلطة من غير أهلية وغير اختيار شعبي، وبالتالي إنّ سلوك هؤلاء المعادي للعرب وللعروبة لا يبرّر للعرب التنكّر لعروبتهم بل يفرض مزيداً من التمسك بهذه العروبة ومزيداً من العمل لإسقاط الحكام أعداء العروبة، وفي ذلك رسالة واضحة لمن شنّ الحرب تقول فشلت الحرب في ضرب الاحتماء القومي لسورية وفشل الأعداء عن إبعاد سورية عن قضية العرب الأولى فلسطين «رغم ما قام به البعض من غدر ونفاق».

2 ـ الرسالة الوطنية. وفي هذه الرسالة الكثير من العناوين والتي تبدأ بوحدة الشعب السوري، وخطة سورية لاستعادة أبنائها المضللين وترميم النسيج الاجتماعيّ بما يخدم فكرة الوحدة الوطنية الحقيقية للشعب وكان هاماً الدعوة المتكرّرة والمشدّد عليها من قبل الرئيس لعودة من ضلّ واستئناف عمله في كنف الوطن وحضنه. وهنا لا بدّ من التنويه بالقرار السوري الاستراتيجي القاطع باستكمال تحرير ما تبقى من أرض سورية بيد الإرهاب المدعوم من الاحتلالين الأميركي والتركي. مؤكداً أنّ عملية التحرير التي تقودها الدولة خطّط لها على أن تنفذ باستراتيجية المراحل وتعدد الوسائل من أجل الاقتصاد بالقوى وحقن الدماء. وعليه فإنّ التحرير يتمّ على مسارين متوازيين… مسار سلمي تصالحي تستعاد به الأرض ومَن عليها دون قتال ونار ودمار، ومسار عسكريّ ميداني يكون العلاج الأخير إنْ لم يحقق الأول أهدافه. وهنا تكون أيضاً المرحليّة في التنفيذ بشكل يفسح فيها لأعمال سياسة الترغيب والترهيب أيضاً وأيضاً من أجل حقن الدماء ما يعني أنّ تراخي الزمن في إتمام عملية التحرير ليس عجزاً بل حرصٌ على الأنفس والقوى.

3 ـ الرسالة الإقليمية والدولية. حملت رسائل الأسد هنا إشارات واضحة إلى شبكة العلاقات والصداقات والتحالفات الاستراتيجية التي نسجتها سورية التي ترفض الحياد بين الحق والباطل وترفض النأي بالنفس عن مسائل الإقليم والقضايا الدولية. فـ»النأي بالنفس» ليست سياسة للنصر بل هي استرخاء يمهّد للعزل وللاستسلام، ولمن ظنّ أنّ الحرب ستقتلع سورية من محورها الإقليمي ـ محور المقاومة ـ أو تحالفاتها الدولية وبشكل خاص مع إيران وروسيا والصين، فإنّ الرئيس الأسد أكد في بدء ولايته أنّ سورية القوية هي اليوم أشدّ تمسكاً بتلك التحالفات التي تساعد أيضاً على حفظ السيادة السورية على الأرض السورية الواحدة المحرّرة. وفي هذا التأكيد صفعة أخرى لأرباب العدوان من عتاة الحرب الكونيّة الذين زعموا أنّ سورية ستنقل إلى الضفة الأخرى من الصراع الإقليمي والدولي.

4 ـ الرسالة إلى محتلي بعض الأرض في سورية. هنا كان تحديد صريح للاحتلالين في الشمال والاحتلال في الجنوب. فأكد الأسد على تحرير الجولان من الاحتلال «الإسرائيلي» مع تحرير مناطق إدلب وشرقي الفرات من الإرهاب الذي يرعاه الاحتلال التركيّ في الشمال الغربي والشمال ويرعاه الاحتلال الأميركي شرقي الفرات، وأنّ هذا التحرير هو نصب أعين سورية ولا تنازل ولا تفريط بحبة تراب من الأرض السورية. وفي هذا رسالة مباشرة تنطوي على مضامين متعدّدة خاصة انّ الرئيس لم يحصر وسائل التحرير بجهة واحدة بل انه وسع الخيارات وقد تكون صاعقة للعدو إشارة الرئيس الأسد إلى خيار المقاومة الشعبية التي يطلقها الشعب في المناطق المحتلة أو من خارجها، مقاومة ستكون برعاية الدولة وإسنادها وهنا يعلم الجميع مدى الاحتراف السوري في دعم المقاومات الشعبية المسلحة والسلمية وأمثلة فلسطين ولبنان والعراق ماثلة في الأذهان. أنّ الإشارة إلى المقاومة الوطنية السورية التي بدأ الاحتلال يلمس بعض آثارها تعتبر برأينا من أهمّ ما تضمّنه الخطاب في مسار تحرير الأرض السورية، إشارة ستحمل أميركا بشكل خاص على مراجعة الموقف لتفكيك احتلالها لأرض سورية، أما تركيا فإنها تعلم أنّ كلّ تبريراتها لاحتلالها لن تجديها نفعاً لترسيخ احتلالها. فظروف اليوم ليست كالأمس وتحرير الأرض أصبح حقيقة لا يمكن الهروب منها. أما «إسرائيل» التي تراقب ما يجري في الجولان ومحيطها فبات عليها أن تعلم أنّ بناء المقاومة ليس أمراً عارضاً بل هو قرار استراتيجي عليها التعامل معها على هذا الأساس.

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


"إغتيال الفكر ومحو التاريخ العربي"
بقلم: هاني شاهين

هل دخلت عمليات المقاومة مرحلة التصعيد لفرض رحيل القوات الأميركية عن العراق وسورية؟
بقلم: حسن حردان



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب العميد د أمين محمد حطيط |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//