جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

تركيا وصراع الرمال الليبية | بقلم: د. خليل حسين *
تركيا وصراع الرمال الليبية



بقلم: د. خليل حسين *  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
11-07-2020 - 1127

لطالما حاولت تركيا نسج سياسات خارجية متعددة الأهداف والوسائل، انطلاقاً من حاجتها لمجموعة عناصر القوة المؤهلة للسيطرة الإقليمية؛ لذا عمدت بداية وعبر عقود على محاور قريبة؛ أبرزها الدول العربية كالتدخل في العراق وسوريا؛ لكن الملفت انطلاق السياسات التداخلية التركية إلى مناطق وساحات تشكل حساسية في الجغرافيا السياسية الإقليمية والدولية من بينها الشمال الإفريقي، وبالتحديد حالياً الأزمة الليبية، فما خلفية التدخل وما تداعياته؟ وهل يمكن لتركيا تحقيق أهدافها في ظل صراع إقليمي دولي محتدم في القارة السمراء؟
على الأرجح أن تبدل موازين القوى بشكل دراماتيكي في سوريا؛ أسهم بشكل مباشر في إعادة التموضع التركي إقليمياً، والذهاب نحو الأزمة الليبية، دون الغياب عن البال السياسي مجموعة المصاعب التي ستواجهها من أعداء معروفين أو محتملين. لكن الخيارات التركية كانت محدودة، فهي بحاجة إلى مراكز قوة متجددة بعد انحسار مواقعها في الأزمة السورية، وتراجع الوضع الاقتصادي والمالي، وبروز أزمات بنيوية كبيرة في تركيبة النظام ومجموعة تحالفاته وعلاقاته الدولية ومن بينها العلاقات مع كل من واشنطن وموسكو والاتحاد الأوروبي. هذه المؤشرات تحديداً انتقلت بطبيعة الحال إلى الملعب الجديد في ليبيا، إضافة إلى مواجهة خصوم تقليديين أو جدد كمصر المعنية المباشرة في الأزمة الليبية بالنظر للعديد من الأسباب والعوامل الاستراتيجية المصرية تحديداً قبل الإفريقية.
ثمة تقاطع مصالح روسية تركية واضحة في الأزمة السورية، جعل من موسكو تغض الطرف نسبياً عن المستوى العالي للتدخل التركي في ليبيا؛ لكن في المقابل ثمة سياسات روسية خاصة في إفريقيا، وبخاصة مع مصر التي تعدها مدخلاً إقليمياً بارزاً من الصعب تجاهل مصالحها، وبخاصة المواقع الاستراتيجية كليبيا، ومن هذا المنطلق من الصعب على موسكو ترك الخيارات التركية من دون كبح اندفاعاتها القوية بمواجهة مصر، ما سيخلق تنافساً تركياً روسياً واضحاً؛ سيرخي بثقله على مجمل الأوضاع في الشرق الأوسط، من دون استبعاد سياسات دول إقليمية أخرى في المنطقة كدول الخليج العربية وإيران و«إسرائيل». وعليه فإن التنافس التركي الروسي وإن كان غير متوازن، سيسهم في إعادة تركيبات سياسية وأمنية تركية دائمة التجدد باتجاه أطراف أمنية محلية ومن بينها ليبية؛ لخلق مجموعة عناصر متحركة مزعجة للأطراف اللاعبة في الأزمة الليبية.
في المقابل إن تدخل الولايات المتحدة في الأزمة الليبية ليس عابراً؛ بل هو تدخل استراتيجي بمواجهة خصوم وحلفاء تبدأ بروسيا ولا تنتهي بتركيا أو بأطراف أوروبيين، فواشنطن التي أخرجت موسكو من ليبيا بعد إنهاء نظام القذافي لن تسمح لها أو لغيرها باللعب في ساحة نفطية تمتلك من الجغرافيا السياسية العناصر المهمة للتحكم في عصب القارة الإفريقية والبحر المتوسط وقلب الشرق الأوسط وجنوب القارة الأوروبية؛ لذا من المحتمل أن تتعامل واشنطن مع كل اللاعبين بمستويات حادة، مما سيخلق بيئة صدام تصاعدية ظهرت معالمها مؤخراً في العمليات العسكرية في الساحة الليبية والتي اتبعتها واشنطن بموفدين دبلوماسيين أقله يعد نوعاً من إدارة الصراع القائم مع غير طرف، وبخاصة تركيا التي ظهرت مؤخراً كند للولايات المتحدة التي تقترب بوضوح من موسكو، متخلية عن مستوى تحالفها التقليدي مع واشنطن، خاصة إبان حكم جماعة العدالة والتنمية.
في أي حال من الأحوال، فإن السياسات التركية المتحولة حالياً، هي أشبه بدولة خسرت الكثير من المزايا التي تمتعت بها سابقاً في المنطقة، وتحاول اليوم جاهدة لعب أدوار إقليمية لن تتمكن من إنجازها بنجاح؛ نتيجة نصب العداء للعديد من الدول المؤثرة في المنطقة، وكذلك على الصعيد الدولي، وهي سياسات لن تعيد أي ميزة سابقة؛ بل ستزيد الوضع تعقيداً في الساحات التي تجري عليها الصراعات ومن بينها الأزمة التي أسهمت تركيا في إطلاقها في ليبيا بمواجهة مصر ودول الخليج العربية والتي ستمتد بكل بساطة إلى كل من موسكو وواشنطن وغيرها من الدول الطامحة للعب أدوار ريادية في القارة السمراء.


* رئيس قسم العلاقات الدولية والدبلوماسية في الجامعة اللبنانية - -

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


عشائر الشرق السوريّ تتصدّى للمشاريع الأميركيّة الأخيرة!!‏
بقلم: د وفيق ابراهيم

تصفية القضية الفلسطينية وقانون قيصر
بقلم: أوس نزار درويش



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب د. خليل حسين * |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//