ترى لمن وجه السيد هذا الحديث الصارم؟ صحيح أنه إلى الكيان الصهيوني ولكنه موجه ضد أدوات الكيان في لبنان بل في الوطن العربي بأجمعه. وحتى لو لم يتطرق لهؤلاء، وحتى لو لم يقل إن التواضع لا ينفع في لبنان، فإن حتماً موجهة إلى الكيان وحلفاء الكيان الصهيوني من بيروت وحتى الدرعية.
والتحدي هذا ضد هؤلاء فهو في الحقيقة ضد مشغلي الكيان وأدوات الكيان أي للعدو الغربي.
يضيء هذا القول الصارم على أن محور المقاومة أكثر ارتياحاً وبأن المقاومة هي ايضاً في وضع مريح أي في وضع وقدرة التصدي الذي يحول دون أن يقوم العدو باي عدوان، اي ردع العدوان دون حصوله.
حديث السيد موجه ضد التطبيع المجاني من حكام الخليج. وربما يفتح هذا الحديث على وجوب العمل المقاوم ضد هؤلاء في جغرافيتهم.
وفي الحقيقة، فإن مصير محور المقاومة مرهون بقدرته على توسيع نطاق الاشتباك ليس لأن الثورة المضادة تستهدف كامل المنطقة بل لأن واجب المقاومة أن تتحول إلى قوة فعل على الصعيد القومي بل الإقليمي.
إن حتماً ثلاث مرات هي ضد الكيان، وضد أدوات الثورة المضادة في الوطن العربي وضد العدوان على إيران.
يجب أن لا يغيب عن تصورنا ورؤيتنا وتحليلنا أن الجغرافيا حاسمة في الحرب الصاروخية. فاتساع الوطن العربي رغم وجود أنظمة تابعة مطبِّعة يشكل جغرافياً حالة مميزة عن الكيان حيث مساحته الصغيرة بمعنى أن حرب الصواريخ هي حاسمة في هزيمة الكيان أو على الأقل أن تصيب منه مقتلاً.
هل وصلنا لحظة توازن الرعب؟ نعم. كما أن انتصارات سوريا تعني بدء التوجه إلى المبادرة. اي زمن التحرير.
بقي أن نقول بأن التطبيع هو تخفيف للخيانة لأن ما يحصل هو “إستدخال الهزيمة” الذي وصل إلى الاصطفاف في معسكر العدو. وهذا يعني أننا على حافة مرحلة تقول لهؤلاء:
أنتم أمام أحد خيارين:
• إما أن تعيد اصطفافك
• أو تبقى كما قلنا “التطبيع يسري في دمك” وتدفع عنقك.
كيف للسيد أن يُعطي وزنا لشخص أُعتقل بشكل مهين وبقي على ولائه للسجَّان؟ وهذا على الدوام، اما حين يحصل بعد نهضة مجددة لشرفاء الطائفية السنية بعد أن جرى اختطاف الطائفة على يد التيار الحريري المرتبط خليجيا فنحن في لحظة جديدة.
قد لا أكون متسرعا بأن هذه الكتلة السنية خارج الحريرية هي بداية عودة هؤلاء للحكومة في لبنان وهي تقوية لحزب الله في السياسة الداخلية في لبنان، بداية تفسخ الأدوات العربية للثورة المضادة، وربما بداية أولية لاستعادة الشارع العربي بمستوى ما.