/أنقرة/
في تصريح لأردوغان أمام حزب العدالة والتنمية الحاكم في أنقرة، /اسرائيل هي أكثر دولة فاشية وعنصرية في العالم/، العلاقات التركية الاسرائيلية هي علاقات تأسست منذ 1949 وتوضدت منذ اعتراف تركيا بما تسمى دولة اسرائيل، وأصبحت اسرائيل المورد الرئيسي للسلاح لتركيا، وزاد التعاون في شتى المجالات العسكرية والدبلوماسية والاستراتيجية، إلا أن تصريح أردوغان السابق لم يأتي من فراغ، بل جاء بعد تصديق الكنيست على قانون "الدولة القومية" والذي يمنح اليهود فقط حق تقرير المصير في البلاد، وذلك في 19يوليو 2018، فكان أن صرح أيضاً بأن /روح هتلر تتجسد لدى بعض قادة الكيان الصهيوني/، فقد أثار هذا القانون سخط بعض الدول الاسلامية على المستوى العالمي، وعلى ما يبدو تركيا عارضت المشروع فمسألة التمييز العرقي تقلق تركيا؟!.
واستكمالاً لما قاله أردوغان /لا يوجد فرق بين هوس هتلر بتفوق العرق الآري وبين فهم اسرائيل بأن هذه الأرض العريقة يجب أن تكون مخصصة لليهود فقط، وأن روح هتلر التي قادت العالم إلى كارثة كبيرة تعود لتتجسد لدى بعض القادة الاسرائيليين/.
/تل أبيب/
رداً على أردوغان يصرح رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو متهماً أردوغان بـــ/ذبح السوريين والأكراد وسجن عشرات الآلاف من مواطنيه/، وتابع في تغريدةٍ له /إن مهاجمة الديمقراطي العظيم أردوغان للقانون القومي لدولة اسرائيل هو اعظم مذبحة/، فعلى ما يبدو أن العلاقات بدات /تتوتر بين البلدين/ ، مع أنه و في توتر سابق في عام 2010 بين البلدين حين قتل 10 نشطاء أتراك مؤيدين للفلسطينيين على يد قوات كوماندوس اسرائيلية في سفينة مرمرة التركية التي كانت تحاول كسر الحصار المفروض على غزة قُطعت العلاقات ولكنها استؤنفت عام 2016.
أردوغان الذي يحاول دائماً أن يظهر بمظهر المتبني للقضية الفلسطينية، كان أول من أبرم اتفاق مع اسرائيل في يونيو 2017 وينص الاتفاق على عودة العلاقات بين انقرة وتل ابيب، كشف هذا الاتفاق أن أردوغان أول من اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل حتى قبل الرئيس ترامب.
تركيا بحاجة لإسرائيل، كلمة قالها أردوغان، ففي التعاون العسكري تركيا تعد ثاني دولة بعد الولايات المتحدة والتي تحتضن اكبر مصانع اسلحة للجيش الاسرائيلي ، وهناك أيضا تعاون اقتصادي وتجاري وتطبيع مع اسرائيل ، وفي كلمة لوزير الاستخبارات والمواصلات الاسرائيلي يسرائيل كاتس /إن الرئيس رجب طيب أردوغان يلعب مع اسرائيل بمصطلح/فرينمي/ أي الصديق العدو.
فإذا ما نظرنا إلى الاختلافات الأخيرة بين أردوغان الإسلامي ونتنياهو الراديكالي، نجدها تصب في مصلحة شخصية ولا تتعداها، وبالنظر إليها من الناحية الاستراتيجية وما وراء المعلن قد يكون من الورائيات للمواقف، هو محاولة الكيان الصهيوني إضعاف منطقة غرب أسيا، وهنا تقف مصالح مدفونة لتل أبيب بدعم حزب العمال الكردستاني /pkk/ ودعم استقلال كردستان العراق، وبالتالي دعم تقسيم تركيا، كما ان الهوية الإسلامية لتركيا المتمثلة ليس فقط بحزب العدالة والتنمية بل بالأحزاب الأخرى الإسلامية، في حال فشل حزب العدالة والتنمية سيزيد التوترات في ظل الظروف المستقبلية وكذلك مسالة الخلافات بين اللوبي الصهيوني وتركيا والضغوط التي يمارسها اللوبي الصهيوني في امريكا ، وذلك للتضييق على تركيا على سبيل المثال /رفض تسليم تركيا مقاتلات إف-35/ وكذلك التصويت على مشروع قرار يعترف /بالإبادة الجماعية للأرمن/ في 24مايو 2018 وذلك في البرلمان الصهيوني.
وعليه كل هذه الخطابات والتصريحات في كلا الطرفين التركي والاسرائيلي، لا يمكن أن تصنف الا في نوايا خبيثة لحكام يجعلون التصريحات مرفعة لكراسيهم.
وما وراء المعلن..
قد يُكشف مع تقدم الأيام، وما تخبئه هذه السياسات الاستراتيجية والتكتيكية ما كان منها المعلن أوالخفي.