/ظهورنا في الأردن ، باتت محمية اليوم في عهدة أشاوس الجيش العربي السوري / ، مسمار جديد تم تثبيته اليوم في نعش مشروع الإخوان المسلمين في هذه المنطقة بعودة السيطرة للدولة السورية على أهم معبر حدودي مع الأردن...
فعندما سقط معبر نصيب بيد جبهة النصرة في الثاني من نيسان عام 2015، ابتهج الإخوان المسلمون وأقاموا الأفراح والليالي الملاح، فالإخوان هم الجناح السياسي لتنظيم "قاعدة الجهاد في بلاد الشام"، كما هو الإسم الكامل لجبهة النصرة قبل ان تغير إسمها مرتين بعد ذلك لغايات تجميلية...
يومها ادّعى إعلام الجاسوس الصهيوني عزمي بشارة بأن الأكذوبة المسماة بالجيش الحر هو الذي احتل المعبر الحدودي تحت مسمى تحالف "صقور الجنوب"، وذلك لإسباغ صفة "المعارضة المعتدلة" على هؤلاء الوحوش كما كانت تسميهم الشمطاء هيلاري كلينتون...
إلا أن حماقة مقاتلي تنظيم القاعدة وولعهم بالتقاط الصور كانت دائماً تكشف أكاذيب إعلام الدوحة الخبيث، وتؤكد ما قلناه منذ اليوم الأول بأن لا فرق من ناحية أخلاقية بين جبهة النصرة أو داعش أو أحرار الشام أو جيش خالد بن الوليد أو نور الدين زنكي أو باقي عصابات المجرمين في سوريا، فهم لا يختلفون فيما بينهم إلا في تفاصيل الذبح وأساليب تدمير الدولة، ولا يتقاتلون إلا على تقاسم الغنائم والسبايا فقط لا غير...
اليوم رفرف العلم السوري الشرعي الحقيقي شامخاً خَفّاقاً فوق هامات حماة الديار في معبر نصيب، وهذا حدث تاريخي ينبغي أن يجلب الفرحة والبهجة لقلوب الأردنيين بقدر ما يعنيه هذا الانتصار للسوريين أنفسهم...
فأنا أجزم أنه لا يوجد مواطن أردني واحد في هذا البلد لا يعرف قريباً أو صديقاً أو رفيقاً من منتسبي القوات المسلحة أو المخابرات العامة أو باقي الأجهزة الأمنية التي تسهر على حماية هذا الوطن، وكل هؤلاء النشامى اليوم أصبح بإمكانهم التقاط أنفاسهم والراحة والاطمئنان بأن خطر الغدر الوهابي المسلح المرابط على حدودنا الشمالية قد زال بلا رجعة، وأن ظهورنا باتت محمية اليوم في عهدة أشاوس الجيش العربي السوري...
المسمار الأول في كفن تنظيم حسن البنا وسيد قطب أيها السادة ، جاء في ثورة الشعب والجيش المصري على حكم المخلوع الإخونجي محمد مرسي...
والمسمار الثاني جاء في هزيمتهم الماحقة والمذلة في سوريا...
فقد كان الأردن هو الوجهة المقبلة لهم في ربيعهم المشؤوم، وكان المخطط لنا إذا سقطت سوريا أن تنطبق على هذا البلد كماشة الإخوان المسلمين من مصر في الجنوب ومن ثوار سوريا ومن ورائهم في تركيا في الشمال، لتنطلق يومها الأفاعي النائمة من جحورها وتبدأ بتحويل الأردن إلى قندهار ثانية...
الجميل في الأمر هو أنه ومنذ اليوم الأول لثورة قطع الرؤوس الملعونة في سوريا، كانت قناة الجزيرة – الراعي الرسمي لتنظيم القاعدة ولا تزال – تعلن كل جمعة بإسمٍ جديد، فتارة جمعة إرحل يا بشار، وتارة جمعة الغضب، وتارة جمعة زفت الطين، ولم يبق إسم في القاموس لم تحمله أيام الجمع في سوريا...
اليوم شاءت الأقدار أن تكون هذه الجمعة هي الجمعة المباركة الحقيقية لجميع شعوب هذا المشرق، بعد أن خابت أحلام عبيد يوسف القرضاوي ورجب طيب إردوغان واندحر مشروعهم القبيح إلى مزبلة التاريخ...
واليوم أيضاً أيها الأعزاء أصبح بإمكان الأردنيين المحبين لوطنهم وجيشهم أن يناموا الليل الطويل بعد انكفاء هذا الكابوس المرعب على حدودنا، وذلك الفضل يعود لصمود القيادة السورية وبسالة الجيش السوري وثبات حلفائهم الأوفياء...
مبارك النصر يا سوريا، واشتقنا لكِ يا دمشق الكرامة والعز...