للذين يظنون بأن روح الرفض والتحدي والالتزام بثوابت أمتهم ووطنهم لدى شباب وشابات هذه الأمة قد ضعفت، أو أن قدرتهم على قول ألف (لا) في وجه تراجعات تلك الثوابت في الحياة العربية الراهنة قد تراجعت، أقول لهم انهم مخطؤون وواهمون.
فخلال خطابٍ لي بمناسبة تخرج مجموعة من شابات وشباب هذه الأمة من جامعة عريقة مبهرة في مستواها العلمي والأكاديمي، وبحضور مكثف من أقاربهم ومعارفهم تبين لي ذلك الخطأ وذلك الوهم، كان خطابي تنبيهاً لهم بأخطاء وخطايا العصر الذي تعيشه أمتهم العربية، ويعيشه العالم العولمي التائه من حولهم.
لاحظت في نظرات عيونهم المركزة، وفي رؤوسهم المرفوعة المتشامخة، وفي ابتساماتهم العريضة الارضية دفء القبول والاستحسان لنب رات صوتي الغاضبة عندما يعلو ويشجب ويتحدى. ولكلماتي عندما يشتد النقد وتفضح النوايا الخبيثة ويرفض ما يفعله البعض بهم وبوطنهم وبعالمهم. وعندما كنت أعبر عن ألم أو خيبة أمل شعرت بأن ذرة من كيانهم تتألم وتصرخ لتنقلب إلى نيارن متقدة تريد النازل والمواجهة والانتصار. شعرت بالسلام والطمأنينة والثقة ، ولما تم التعبير عنه بحركات الجسد المتعب ، سمعت تصفيقهم لما قبل ،ً ا أخير ، وعندما ً ولهذا الجيل ممتنا ،ً ا فانحنيت لله شاكر ، أمام أجيال المستقبل العربي المشرق ً وتأكدت بأنني حقا ، تملأ روحي وعقليً ومتعاطفاً. علمت آنذاك بأن أكاذيب إعلام العلاقات العامة لن تمر، وأن كلمات النفاق لن تخدع هذا الجيل، وأن عقد الصفقات مع هذا العدو أو ذاك المتآمر لن تقبل، وأن الإصلاحات المظهرية لن تكون كافية، وأن استعمال الدين في انتهازيات السياسة لن يخدع إلا مستعمليه، وأتباعهم في الخيانات والنفاق والزبونية. هذا جيل لن يقبل قط بتمرير صفقات الاستسلام؛ فهو يعرف الفرق بين الحق والباطل بين الوقوف مع إخوة له مظلومين، وبين طعنهم وطعن قضيتهم بخناجر الجبن وقلة المروءة. هذا جيل يعرف الخسة في تقديم المصالح المشتركة المؤقتة مع الخارج الاستعماري على روابط العروبة القومية وأخوة الإسلام والمصير الواحد في التاريخ والحاضر والمستقبل. اع على صر ، مع أية دولة غير عربية ، وغير مقبول ً مهما كان موجبا ، اع وأي خلاف إلى تقديم أي صر هذا جيل لن ينجر ومشاريعه الاستعمارية والاستئصالية، وبالتالي سيرفض مصافحة اليد الملطخة بدماء »الإسارئيلي«أمته الوجودي مع الفكر إخوته حتى ولو ألبست بألف قفاز من الكذب، والماروغة والابتسامات الشيطانية. ، ائم الاغتصاب وقتل الأبرياء وحرق الأرض المرتكب لجر ، هابي إلى ساحات الجهاد الجنوني الإر هذا جيل لن ينجر لعباءة دين الحق والقسط والرحمة ً وتدليسا ً وبهتانا ً واللابس كذبا ، دين الإسلام. هذا جيل لن يتنازل عن هدف وحدة أمته لتعيش منيعة أمام الطامعين في ثرواتها، عن هدف تحررها من كل هيمنة استعمارية أجنبية، عن هدف انتقالها إلى ديمقارطية سياسية واقتصادية أساسها كارمة الإنسان والعدالة الاجتماعية والمواطنة الحقة المتساوية، وعن هدف النهوض من التخلف التاريخي والالتحاق بركب الحضارة الإنسانية للعب دور إنساني رفيع في ساحاتها وأنشطتها.
ولذا على الذين يارهنون بأنهم سيخدعون هذا الجيل أو سيتلاعبون بعواطفه، أو سيسكتوه بقطع خبز جافة يرمونها تحت عليهم جم ، علامييهم ا أو سيسلطوا عليه كتبتهم و ، أرجله اهنون على أوهامهم بأنهم إنما ير ، قبل فوات الأوان ، أن يدركوا ً يعا وخداعهم للنفس وليس على هذا الجيل النبيل العف الغاضب.