لايمثل الـ 25 من أيار سنة 2000م حدثا عاديا في ضمائر الشرفاء من أبناء الأمتين العربية والإسلامية، إنما يمثل نهاية تاريخ وبداية آخر جديد،يعبر عن قفزة تاريخية عمّا يقارب الثمانية قرون من الفشل والضعف، ثمانية قرون على انهيار الحضارة الإسلامية العربيةودخولها عصور الانحطاط والتراجع، طوت أيدي المقاومين صفحتها لتفتتح صفحة جديدة من الانتصارات والتي لازالت تتوالى على سلم الصعود والنجاح، ومايجعلنا على ثقة من النهوض الحضاري على أيدي المقاومة بكل فصائلها وأبنائها وداعميها هو عدم اكتفائها بالدفاع والحماية وإنمادخولها ميادين البناء والإدارة والإعمار على كافة الصعد والمستويات، فلايقل النصر في الانتخابات أهمية عن النصر في المعارك والساحات، والمقاومة الإسلامية تتمتع بطبائع عدة، تجعلها مؤهلة لقيادة المسيرة الحضارية أهمها :
-الطابع الأخلاقي :فقد تميزت المقاومة سواءا على الصعيد السياسي أو العسكري بالسلوك الأخلاقي ،حيث تقدم المصلحة العامة على المصلحة الفئوية، والذي جعلها تقدم العديد من التنازلات وتقبل الجلوس والحوار مع ألد أعدائها في سبيل تحقيق المصالح العليا الوطنية منها والإقليمية، وكذلك على الصعيد العسكري فلم تخلف وعودها حتى مع الدواعش واتزمت الصدق ،وحافظت على أخلاقيات الحرب.
طابع الانفتاح :وهو الذي جعلها أكثر قدرة على التواصل والتلاقي مع مختلف القوى الوطنيةو الإقليمية والدولية وأعطاها بعدا إقليمياً.
طابع المرونة وقابلية التغيير :فإلى جانب الإلتزام التام بأهدافها ومبادئها، اعتمدت المرونة في التعامل مع الكثير من الملفات، مثل ملف سعد الحريري الذي يتلون كالحرباء ،ورغم ذلك لاتزال تتعامل معه بروح المرونة والخفة، وهي عادة ماتغير طريقة التفكير والتعامل بمايتلائم مع متغيرات الواقع.
كل هذه الطبائع التي تمتعت بها حركة المقاومة، وأيضا التجربة العملية والمدرسة الفكرية الثقافية التي شيدت أساساتها، يجعلنا على ثقة انها قادرة على قيادة المشروع الحضاري العربي الإسلامي وقادرة على النجاح فيه وإيصال الأمة إلى درجات عالية من التقدم والازدهار العمراني والإنساني، ومن هنا ندعوا جميع أبناء الأمتين العربية والإسلامية للالتفاف حول المقاومة ودعمها بكل أشكال الدعم وإكمال مسيرتها وأنتم الرابحون بإذن الله.