هل المنطقة العربية ومحيطها مقبلة على إستقرار أو تفجر ؟
هل قرار الولايات المتحدة الأمريكية بات رهينة لدى الدولة العميقة غير المعنية بتهدئة واستقرار العالم ، بل إنشاب المزيد من الحروب والهيمنة .
هل الغرب الأوروبي وضمنه بريطانيا على هذا القدر من التبعية للولايات المتحدة الأمريكية في ملفات ساخنة كملف الإتفاق النووي مع إيران والحرب على سورية واليمن ؟ وتحديات كوريا الديمقراطية .. وغيرها .
وهل ( إسرائيل ) هي صاحبة القرار فيما يتعلق بتحديد علاقة الغرب الأوروبي والأمريكي مع إيران وحجم وصيغة العلاقة مع الأنظمة العربية ..
وهل تفلص المساحات الواقعة تحت سيطرة العصابات الإرهابية في سورية وفي العراق باستمرار رهن بتقدم محور المقاومة وحلفائه على الأرض، أو أن ثمة خيارات اخرى باتت هذه العصابات ومن يدعمها مضطرة للقبول بها وفق مواصفات صعبة.
وهل الخروقات الحربية (الإسرائيلية) والأمريكية للأراضي السورية والأجواء اللبنانية ستتواصل دون ردود كافية ، أو الى متى ستتأجل هذه الردود ؟
وفي حال حصلت ردود إيرانية وسورية ومقاوِمة ، هل ستكون قريبة زمنياً ، وما الحجم الذي ستكون عليه، وهل ستصيب ( إسرائيل ) وأهداف أمريكية في المنطقة أو اراض انطلقت منها تلك الخروقات ـ في مقتل .
وفي حال تكررت خروقاتٍ (إسرائيلية) وأمريكية وغربية بما فيها فرنسية ، ونالت أهدافا روسية ، أو لم تنلها بأضرار كبيرة ، ما هو الموقف التالي ، هل ستتسع رقعة الحرب .
هل إعلان أمريكا أن الحرب على داعش في العراق انتهت، وإعاقتها مساعي الحشد الشعبي لاجتثاث داعش .. فيما تقوم على تدريب إرهابيين في الركبان والتنف بحسب ما اعله وزير خارجية روسيا في مؤتمر صحفي يوم (الخميس 3 أيار 2018 .. ) وانضمام قوات فرنسية للأمريكية في منطقة الحسكة ، وتبريدها جبهة كوريا ، مقدمة لتكريس الحرب على سورية برأس حربةِ قواتٍ تسمى عربية .
هل يمكن أن تتخلى روسيا عن حلفائها كما يُروج أو يُظن ، تحت وطأة التحشيد الأمريكي الغربي الإسرائيلي الإقليمي الرجعي،فتتحول التكتيكات الذكية التي تمارسها إلى استراتيجية.
إلى أي مدى يمكن أن تذهب الصين في دعم حليفتها الرئيسة روسيا والمحور السوري، وتحدي الضغوط الأمريكية الغربية الإقتصادية ؛ المتغطرسة .
إلى أي مدى يمكن أن تنجح المصالحة بين شطري كوريا ، بما ينزع الإبتزاز الأمريكي لهما .
إلى أي مدى تستطيع السلطة الفلسطينية تحدي صفقة القرن وصنّاعها ، وتحقيق الثقة بموقفها فلسطينيا وتلقّي الدعم على أساس ذلك ، وإحداث استدارة سياسية في الداخل والخارج.
إلى أي حد يمكن للأردن التنسيق مع روسيا فيما يتعلق بجنوب سورية، ويحول دون إستخدام أراضيه.. ورفض صفقة القرن بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس ، وتأكيد وصايته على المقدسات الإسلامية والمسيحية ورفض نقل الوصاية إلى أية جهة أخرى ، بكل ما يتوجب ذلك من أكلاف .
إلى متى ستظل تركيا تناور بين (حافر ترامب وسندان روسيا) وإلى أي مدى ستظل موسكو وطهران حريصتان على عدم تفجير التفاهمات معها، وباقناعها للوفاء بتعهداتها التي تنفذها منقوصة دائما، إلى متى ستبقى روسيا وايران تقبلان بذلك ، هل سيحل يوماً (لا ريب فيه) .
إلى أي حد تبدو الأزمة حادة بين السودان من جهة وبين السعودية ومصر من جهة أخرى ،حيث تدرس السودان سحب قواتها من اليمن، ومتابعة الدعوى التي رفعتها ضد مصر والسعودية فيما يتعلق بخلافها التاريخي مع مصر حول حلايب المتنازع عليها.
إلى أي مدى ستنعكس سلبا تفاهمات الخرطوم مع أديس ابابا حول سد النهضة على علاقاتها مع مصر ؛ التي تعتبر الانفاق يضر بمصالحها وخذلان من السودان لها ؟
هل اتفاق السودان وأثبوبيا حول السد يحقق مصالح الأولى على صعيد المياه والكهرباء، أو أن الخرطوم قبلت به نكاية بمصر على خلفية عقائدية ، او نتيجة ضغوط غربية أو كلا الأمرين .
هل سيولد خروج السودان من التحالف السعودي، اقترابا قطريا سودانيا تركيا بمواجهة السعودية الإمارات مصر البحرين المغرب ..أين سيكون موقع الأردن من هاذين المحورين.
هل ستخلق عودة من تبقى من العمالة السودانية إلى بلادها ، في ظل أزمة إقتصادية متفاقمة في السعودية والسودان معا، قطيعة بينهما ، من سيعوض الخسائر المالية السودانية.
هل يمكن ان تعود الخرطوم ثانية لتتفاهم مع طهران، التي دعمتها وتخلت الخرطوم عنها لأجل عيون الرياض .
هل سيجعل خروج السودان من التحالف السعودي؛بقاء مصر فيه محرجا، حيث ستتواجد قوات سودانية على الحدود مع مصر، ،ما يستوجب خروج مصر منه.
هل سيكون موقف مصر والسودان المجاورتين لليبيا واحداً من الإنتخابات الوشيكة فيها، والتي يبدو ان سيف الإسلام القذافي هو الأوفر حظاً فيهاً ، ويحظى بدعم داخلي واسع قبليا وجهويا وأغلب ما تبقى من مؤسسات ليبية ، كما يحظى يما يبدو بدعم دولي وإقليمي.
هل ستعارض السودان إنتخاب سيف الإسلام القذافي ، رئيسا لليبيا الجديدة، حتى لو جاء وفق انتخابات حرة وبشبه اجماع داخلي وخارجي.
هل سيفتح مجيء القذافي الثاني رئيساً لليبيا صفحة صراع جديدة ليبية سودانية ، أو ستطوى الصفحة السابقة وتفتتح صفحة تعاون جديدة ؟
هل تمهد عودة الأمن والإستقرار إلى ليبيا إلى إعادة بناء، ليبيا جديدة من رحم ليبيا ما قبل المؤامرة الدولية عليها وعلى العرب عامة .
هل ستستعيد روسيا مكانتها هناك،بعد أن خدعها الغرب والأمريكان وأخرجوها عنوة كما العراق ، وهل ستنعكس العودة إيجابياً على مصر والسودان وتونس والجزائر.
هل التحالف السعودي ( بشأن اليمن ) مرشح للإنكفاء في ضوء الإختلاف الإماراتي مع حكومة هادي بشأن محاولات ابو ظبي بسط سيطرتها العسكرية على جزيرة سونقرطة .
هل اتهام المغرب لإيران بدعم جبهة البوليساريو، هو أكثر من مجرد اتهام ، فيما تدعم البوليسارو دول غربية عديدة ،لا يقطع المغرب علاقاته معها ،اليس هذا الإتهام هو مقدمة لمشاركة المغرب في القوات المسماة عربية للقتال في سورية .
هل تقدم لوائح حزب الله وحلفئه في الإنتخابات النيابية اللبنانية ، وتقدم تحالف القوميين واليساريين والليبراليين والمستقلين في إنتخابات نقابة المهندسين الأردنيين لأول مرة منذ ربع قرن ونيف، يعتير بداية تبدل في المزاج الشعبي بالمنطقة ، نتاج أحداث أكثر من 7 سنوات .
أليس انتقاد الجزائر للموقف المغربي، يعني أننا أمام وضوح وخلط جديد للصراع في المنطقة ،وأننا أمام تمدد إقليمي وزماني له،وتعددٍ لغاياتِ صراعٍ، القضية الفلسطينية وسورية وإيران من غاياته المتقدمة،وقد تتسع رقعة الحرب جراء تمادي أمريكا وإسرائيل وصبر محور المقاومة ما يغريهما بالتمادي أكثر وتوجيه ضربات لإيران، فترد إيران في جبهة حرب واسعة بالتنسيق ، وستضطر روسيا لتوسيع قاعدة تعاونها الإقليمي في الحرب فتساعد لوجستيا ..
سيكون وادي النيل ( مصر والسودان ) ساحة صراع جديدة وهذا قد يتزامن مع تخفيفه على الجبهة اليمنية أو التوصل إلى تسوية سياسية.
وفي حال استمرت تركيا في اللعب على الحبال،واستمرار احتلالها أراض سورية وعراقية ، وتغليب البعد العقيدي الإخوني،على السياسي، ستكون عامل تفجير لصراعات طائفية ومذهبية وإثنية، وسيجد الأكراد فرصتهم لتوسيع حربهم ضدها بمساندة أطراف أخرى ، وستتحلل ايران وروسيا من تفاهماتهما معها .
باختصار، تريد أمريكا ومن معها ، استثمار الظروف والبدائل لمد أمد الصراع في المنطقة العربية ومحيطها وتوسيعه جغرافياً وتنويع مشكلاته،وإعادة تشكيل أطرافه لضمان ديمومته تحتياً،حتى لو توقف عسكرياً حربياً، بحيث يبقى على شكل شروخ اجتماعية ودينية وعرقية وثقافية ولغوية واقتصادية ومعيشية حد التنافر والتناقض ، كل ذلك لأجل عيون إسرائيل ، وما أنشئت لأجله ، لكن رغائب أمريكا ليست قدرا ، ولا يعني أنها ستنجح في تحقيقها .