عندما أجمع المؤتمرون في الرياض كذباً وتزويراً وخداعاً على أن إيران هي سبب وأصل الإرهاب، لم يكن في حساباتهم الغبية أن شهر رمضان كان على الأبواب، وأنه لن تمر أكثر من 24 ساعة على إصدار بيانهم الختامي (الذي فرضه المنظمون فرضاً دون استشارة المؤتمرين) حتى يدخل شخص وهابي من أهل السنة والجماعة إلى حفل موسيقي في مانشستر ويفجر نفسه ليقتل أكبر عدد من الأطفال “الكفار” في حفلة “فسق ومجون”…
وبعد مانشستر، تبعتها جريمة قتل الأطفال الأقباط في المنيا، ثم جاءت تفجيرات الكرادة في بغداد، لتتبعها تفجيرات كابول، وجرائم لندن ليلة أمس، وكلها دون استثناء جرائم ارتكبها وهابيون سلفيون متزمتون من أهل السنة والجماعة، ولا علاقة لهم بإيران لا من قريب ولا من بعيد…
العباقرة الذين صاغوا البيان الختامي لم يخطر في بالهم أن رمضان كان مقبلاً، ولذلك فاتتهم حقيقة أنه في جميع كتب الفقه الوهابية يوجد أبواب عديدة وفصول موسعة عن فضل “الجهاد” في شهر رمضان بالذات، وأن شيوخ الوهابية ومواقعهم وفضائياتهم كلها تنضح ليل نهار بعظمة الجهاد في رمضان وبفقه تضاعف الثواب والأجر أضعافاً مضاعفة إذا جاهد المرء خلال الشهر الفضيل، والجهاد عند الوهابيين يعني قتل غير المسلمين “الكفار” أينما وجدوهم دون أي مناسبة…
أنا أيها السادة ليس لدي كرة سحرية أرى فيها الغيب، ولكن للأسف أنا أفهم العقل الوهابي التكفيري جيداً وذاكرتي الرمضانية لا زالت بخير، ونحن لا زلنا في أوائل الشهر الذي شوهه ومسخه الوهابيون وحولوه إلى شهر غير فضيل، ولذلك أقولها بكل حزن، توقعوا المزيد من القتل والإرهاب وترويع الآمنين على أيدي هؤلاء المجرمين، فوتيرة القتل دائماً ترتفع في مثل هذا الوقت من كل عام…
نعم، أقولها وأنا على يقين مما أقول: لن يتوقف مسلسل الإرهاب في هذا العالم حتى يكف الناس عن الكذب والمواربة والتستر على أصل الداء المتمثل في الحقد الوهابي على البشرية…
هذه النزعة الإجرامية للقتل والذبح المتأصلة في تلك العقيدة الدموية التكفيرية لن تتوقف لوحدها، ومحاربتها ستبقى ضرباً من ضروب العبث طالما أن الهوس بشيطنة إيران ومحاربة إيران سيظل مسيطراً على الحمقى الذين يدعون محاربة الإرهاب…