يدركون جيداً بأن لا سلام بدون سورية بعد أن ضمنوا ألا حرب شاملة بدون مصر، لم تكفهم سبع سنوات من التدمير والتهجير والقتل، يخلقون الذرائع لأجل وقف مسيرة الصمود وإعادة بناء الدولة، السلاح الكيماوي تم شحنه إلى الخارج بإشراف الأمم المتحدة، لكنهم يصرون على أن النظام يستخدمه ضد معارضيه وما هؤلاء بمعارضين وإنما هم مجرد مرتزقة جيء بهم لأجل إحلال الدمار الشامل في منطقة كثيراً ما كانت مسرحاً لصراع النفوذ من قبل القوى العظمى على مختلف العصور، أما بشأن الديمقراطية وتسامح الأديان، فقد تجلى ذلك من خلال التصرفات التي لا تمت إلى التمدن والتحضر بصلة، إنهم قوم يأجوج ومأجوج.
عدوان ثلاثي (عضوان ثابتان فرنسا وبريطانيا وآخر متغير وهذه المرة أمريكا بدلا عن كيان العدو-تبادل أدوار والهدف واحد) جديد هذه المرة على ما تبقّى من ضمير حي للأمة، بعد نجاحهم في اسقاط رموز التحرر الوطني، واستمالة الخانعين والركع السجود والمسبحون بحمدهم الذين انتجوهم في منطقتنا وبالأخص شبه جزيرتنا، فكانوا ولا يزالون يشكلون حجر عثرة نحو تقدمنا، وينفقون الأموال لإرضاء الأسياد أصحاب النعم.
إن الغرب وأتباعهم من بني جلدتنا يتحسسون الفشل في خطواتهم المتهورة، بحجة استخدام النظام للسلاح الكيماوي في خان شيخون، استهدفت امريكا بصواريخ من طراز /توماهوك/ مطار الشعيرات وأمكن استيعاب الضربة، فالدب الروسي والتنين الصيني الآتيان من خارج بيئتنا، استشعرا الخطر الداهم نحوهما فأرادا أن يقيما خط دفاع أول، وقد أدركا أن المنطقة العربية شارفت على الوقوع في براثن الغرب ولم يعد لهما أصدقاء، فالعراق أصبح مجللاً بالرايات السود، تتقاسمه شيعاً وأحزاباً موغلة في التطرف، وكذا الحال في ليبيا، فلا أمن ولا أمان، بل شراذم تتحكم في مصير البلد بقوة السلاح.
إننا على بينة من أن ما يقوم به الغرب وأذنابه من عرب البترودولار بين الفينة والأخرى من اعمال إجرامية بحق سوريا بحجة استخدام النظام للسلاح الكيماوي لا تعدو كونها محاولة طائشة بائسة للتغطية على فشلهم الذريع، فسقوط الاسد لم يعد مطلباً، بل التمني عليه بأن يقطع صلته بملالي إيران وعمائم حزب الله، وهم يدركون أنهم وحدهم بأعمالهم الشنيعة من استجلبوا الفرس /المجوس-كما يحلوا لهم تسميتهم/ إلى الساحة السورية، وإنّ فك ارتباط النظام مع من نصروه وآزروه في الحرب القذرة التي فرضوها عليه هي جد صعبة، إن لم نقل مستحيلة، فالإيرانيون وبفعل بيادقنا التي يحركها الغرب، أصبحوا منتشرين في كل أرجاء العراق وسوريا، ويساندون وبكل قوة الفصائل المسلحة التي تحارب المعتدين، المؤكد أن بيادقنا بعد أن يفقدون جل الأموال التي تحت سيطرتهم سيفقدون المناصب التي وهبها لهم الغرب، وقدمها لهم على طبق من ذهب لأن الغرب يدرك أنهم ليسوا أهلاً للقيادة، بل أحصنة طروادة، معاول هدم لا بناء.
مجريات الأحداث في سوريا تفيد بأن الغرب يفقدون أماكنهم بسرعة هائلة، لم يعد لهم إلا الفرار وتأمين خروج مسلحيهم الذي عاثوا في الارض فسادا وما العدوان الثلاثي الاخير إلا تغطية للهروب من الساحة التي اصبحت ملتهبة.انه وبكل بساطة عدوان ثلاثي ..ينم عن احساسهم بالفشل وإقرارهم بالهزيمة .
ترى الى متى نستمر في التباكي ونحن نتفرج؟,يتحكم بمصائرنا الغير؟ نطلب منهم المساعدة وكانما خلقنا عاجزين في الدفاع عن انفسنا رغم امتلاكنا كل مقومات الحياة الكريمة؟ وطن لا ندافع عنه لا نستحق العيش عليه,المؤكد انهم يريدون لنا ان نعيش بالشتات يتقاسمونا فيما بينهم ويمنحون حق الاقامة والمواطنة.هل نحن احفاد لأولئك الذين قارعوا المستعمر ولا يملكون إلا القليل وكانت تعوزهم ادوات القتال؟ فكانوا يندفعون بأجسادهم الى ساحات الوغى دفاعا عن الوطن,ربما تم التلاعب ببعض الجينات على مدى العقود الماضية,فأصبحنا عديمي الغيرة على الوطن ,ايا يكن الامر,فالخير في ام الاسلام الى قيام الساعة.