أكثر الأوصاف التي استمالت أذني واسترعت انتباهي وتركز حولها فضولي اثر تقارير وصول طائرات سوخوي 57 الروسية الى سورية على نحو مفاجئ .. هو قول أحد الخبراء البريطانيين بأن هذه الطائرات هي "أطباق طائرة" بكل معنى الكلمة لما يلف خصائصها وامكانياتها من غموض لايقل عن الغموض الذي يلف الأطباق الطائرة .. ولكن مايتسرب من تقارير غربية عن امكانات هذه الطائرات يشير الى أنها طائرات غامضة القدرات والامكانات التي لاشك أنها خارقة وبأنها افضل ماأنجزه علم الطيران من عبقرية الانجاز البشري حسب مايشير اليه العسكريون ..
ويتم تداول خبر وصول هذه الطائرات بين الخيراء والسياسيين في صمت مشوب بالدهشة من هذه الخطوة الروسية غير المتوقعة والمذهلة والتي - ان تأكدت - لايمكن أن تكون عبثا .. وهو أمر لم يقدم عليه الاتحاد السوفييتي نفسه في ذروة الحرب الباردة منذ أزمة الصواريخ في خليج الخنازير .. فهذه من أحدث الطائرات الاستراتيجية في العالم بل وفي التاريخ حتى الآن واعدادها لاتزال محدودة .. ولكنها تصل الى سورية في مهمة خاصة جدا .. وتكاد تسبب قلقا يساوي القلق من وصول الصواريخ السوفييتية الى خليج الخنازير في كوبا .. ولكن الفارق هو أن روسية اليوم هي التي تريد اخراج أميريكا من محيطها الحيوي وليست أميريكا التي تريد اخراج روسيا من محيطها الحيوي ..
الاميريكيون يقولون بحذر انها مجرد عملية تدريب روتينية لاجراء اختبارات ميدانية لهذه الطائرات الحديثة .. ولكن الروس لايمكن أن يضعوا احدى افضل الطائرات في العالم للاختبار الميداني لان المنطقة تشهد احتشادا للأسلحة والتكنولوجيا الغربية وهذا الاصطفاف بين المعسكرين لايمكن أن يكون فيه اي مجال للتجريب والاختبار بل لكل ماهو مجرب ومثبت القدرات لأن النزال هنا لايقبل الاحتمال بالهزيمة حتى ولو كان 1% خاصة أن الاميريكيين مشهورون بغدرهم وتمرسهم في الطعن من الخلف .. فمن الملاحظ أن الطائرات الروسية التي تشارك في الحملة السورية على الارهاب والرابضة في حميميم تتوضع وسط مربع ناتوي أضلاعه بين تركيا وقبرص واسرائيل والاردن وشرق سورية والعراق .. فكل عيون ومجسات حلف الناتو تتابعها لحظة بلحظة .. ففي الشمال قواعد تركيا وقاعدة انجرليك ومحطات حلف الناتو .. وفي قبرص قواعد للناتو ولبريطانية .. وفي الجنوب "اسرائيل" .. والى جانبها الاردن (وهو قاعدة بريطانية كبيرة) .. والى الغرب بدأ الاميريكون ينشرون محطات وقواعد بين العراق ونهر الفرات .. ولذلك فان هذه الطائرات الروسية الخارقة ليست في مهمة تدريبية وليست في مهمة اختبارات ميدانية .. ولكن مما لاشك فيه أنها طائرات لها مهمة خاصة جدا لها علاقة بتطورات عسكرية حساسة جدا حصلت أو ستحصل .. وربما يتعلق بمعادلة ردع صارمة لمنع مغامرة من مغامرات الجنرالات الاميريكيين ذوي الرؤوس الحامية الذين يريدون في مرحلة تحرير الغوطة القادمة (أو ادلب لاحقا) اللعب بالنار وتحريك سيناريوهات شيطانية ..
من الملاحظ أن الطائرات وصلت بعد احتكاك بين روسيا والغرب عبر اسقاط السوخوي 25 .. والتي تلاها مباشرة اسقاط الـ ف16 الاسرائيلية .. ومن الجلي أن هناك رغبة روسية في اثبات العزم الروسي على تغيير النظام العالمي بدءا من الشرق الأوسط .. ومنها الاصرار على اظهار التفوق الروسي الجوي على كل تقنيات الجو الغربية التي قد تحاول القيام بعملية غادرة للخروج من المأزق الذي وصلت اليه ..
مهما يكن سبب وصول الأطباق الطائرة الروسية الى سورية فان هذا يدل على أن الزمن تغير كثيرا .. وماسيتغير في قادمات الايام أكثر .. هناك ثقل جديد في العالم يتشكل .. والاميريكيون سيخرجون وأطباقهم فارغة من هذا الشرق الذي احرقوه من أجل أن يملؤوا أطباقهم بالنفط والغاز والذهب ..
فعندما تصل الأطباق الطائرة .. فهذا يعني أنه يجب على رعاة البقر وحلفائهم العودة بأطباقهم فارغة .. وربما بلا أطباق على الاطلاق .. بل أيد خاوية الوفاض .. وسأتمنى أن تخرج قطعان رعاة البقر حتى بلا أيد ولاأذرع .. ولا أرجل .. على نقالات وكراسي متحركة .