نقل مراسل “وكالة الصحافة اليمنية ” في مدينة عدن عن مسؤولين عسكريين أن المعتقلات الاماراتية الجديدة لا تختلف عن سابقاتها التي كشفتها الصحافة العالمية من حيث تعرض المعتقلين داخلها لصنوف من التعذيب البشع والانتهاك للكرامة مؤكداً أن المئات من المدنيين من أبناء محافظات لحج وعدن وأبين تم اعتقالهم وبعضهم اختفوا قسرياً في أشهر فائتة تم التأكد من وجودهم في معتقلات سرية إماراتية بمدينة عدن يتجاوز عددها العشرين معتقلاً.
وقال إن بعض المعتقلين تعرضوا للوفاة تحت التعذيب الوحشي في المعتقلات الاماراتية.
وقال شهود عيان في مدينة عدن إن القوات الإماراتية الغازية أقدمت مطلع شهر اكتوبر الماضي على إنشاء معتقل جديد لا تتجاوز مساحته 2500 متر مربع في منطقة بئر أحمد بمديرية التواهي يقبع داخله أكثر من 400 سجين أغلبهم من المدنيين المناهضين للسياسات القمعية الإماراتية.
وأضافوا أن القوات الاماراتية تستخدم جلادين اجانب بينهم أمريكيون لممارسة اعمال التعذيب النفسي والبدني بحق أكثر من 150 أسيراً كانوا في السجن القديم في منطقة ” بئر أحمد ” الذي ما يزال معتقلا سرياً تابعة للغزاة وسائل اعلامية مقربة من الحراك الجنوبي نشرت تقارير عن تدهور الأوضاع الصحية لدى الكثير من المعتقلين وتم نقل بعضهم إلى مستشفيات عدن في حالة حرجة.
وترفض الإمارات المحتلة عسكرياً لمناطق جنوبية واسعة منذ عامين التعاطي مع مطالب المعتقلين بترحيلهم للقضاء لإدانتهم أو الافراج عنهم بل وصل الحال الى أنها نقلت بعض المعتقلين إلى قاعدة إماراتية في إريتريا للاستجواب وأقر عدد من المسؤولين الكبار في وزارة الدفاع الأمريكية بأن القوات الأمريكية العاملة في اليمن شاركت في عمليات استجواب معتقلين هناك.
وتدير القوات الامارات شبكة سجون سرية في مناطق جنوبية متفرقة وداخل قواعد عسكرية وموانئ يمنية يجري فيها تعذيب مئات المعتقلين من أبناء الجنوب ولا تعرف عنها حكومة هادي أو تمتلك صلاحيات للوصول.
كما نقلت وكالة “أ ف ب” عن مسؤولين أمريكيين طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم أن القوات الأمريكية تشارك في استجواب المعتقلين في بعض المواقع باليمن ويضعون قوائم أسئلة يطرحها آخرون لاحقا على السجناء، ومن ثم يتلقون تقارير عمليات الاستجواب من الحلفاء الإماراتيين.
وقالوا إن القيادة العسكرية الأمريكية على علم بمزاعم عمليات التعذيب في تلك السجون وسبق لها أن درستها لكنها اكتفت بالتأكد من أن العسكريين الأمريكيين لم يكونوا حاضرين خلال حدوث الانتهاكات .
و من المعروف أن قوات الأحتلال الإماراتي قامت بتأسيس مليشيات مسلحة تابعة لها في جنوب من بينها “الحزام الأمني” الذي تتزعمه قيادات سلفية مشتبهه بعلاقتها بالتنظميات الإرهابية المتطرفة في عدن إلى جانب إنشاء قوات “النخبة” الحضرمية والشبوانية لبسط سيطرتها على أهم محافظتين تمتلكان ثروة نفطية في الجنوب.
و ثبت بالأدلة تورط “الحزام الأمني” و”النخبة” في كل من حضرموت وشبوة بالقيام بعمليات تصفية خارج نطاق القانون واعتقالات تعسفية لنشطاء وصحافيين يعارضون سياسة “التحالف” وتدخل الإمارات في الشؤون الداخلية للجنوب.
كما تمتلك الإمارات عدداً من السجون السرية في المحافظات الجنوبية أبرزها سجن مطار الريان في المكلا الذي كان و ما يزال شاهداً على عمليات تعذيب وحشية تطال معتقلية بذريعة انتمائهم للتنظيمات الإرهابية دون أن يتم السماح لهم بالدفاع عن أنفسهم أو زيارة أسرهم للاطمئنان عليهم.
و عزّزت الإمارات من قبضتها على المناطق الجنوبية بدعمها تشكيل “المجلس الانتقالي” الذي يتزعمه محافظ عدن المقال عيدروس الزبيدي ونائبه الوزير المقال هاني بن بريك رجل الإمارات الأول في الجنوب حالياً لتكتمل بالتالي حلقات سيطرتها على المحافظات الجنوبية بأذرع عسكرية وجبهة سياسية خاضعة لأبوظبي تستخدمها لابتزاز حكومة هادي لضمان تحقيق مكاسب اقتصادية من مشاركتها في الحرب باليمن ومن أبرزها الاستيلاء على جزيرة سقطرى وفصلها عن محيطها اليمني وتسلم إدارة ميناء عدن حتى تضمن بقاءه راكداً في وجه الملاحة البحرية حتى لا يشكل أي تهديد على نشاط ميناء دبي مستقبلاً.
وفي سياق متصل وصل عشرات الجنود الجنوبيين الهاربين من أحد المعسكرات السعودية الى محافظات شبوة ولحج وابين وعدن عبر منفذ الوديعة امس الاربعاء 3 يناير/كانون ثان 2018 وكان الجنود يتلقون تدريبات مكثفة لاشهر في أحد معسكرات الجيش السعودي بمنطقة بيشة بمحافظة جيزان.
وقالت أسر بعض الجنود لصحيفة “عدن الغد” ان الجنود تمكنوا من الوصول الى محافظات جنوبية عقب عملية فرار ناجحة اتت بعد ابلاغهم انه سيتم ارسالهم الى جبهة قتالية لمقاتلة انصار الله بصحراء ميدي.
وقال الجنود في رسائل شكوى نشرتها وسائل إعلام انه لم تصرف لهم مرتبات ولم يتحصلوا على تغذية كافية فيما نشر البعض مقاطع فيديو تظهر احتجاجات داخل المعسكر واضاف أحدهم”اضطررنا الى التنقل عبر مدن سعودية حتى وصلنا الى الحدود اليمنية.
واجرت الصحيفة اتصالا بمسؤول عسكري بالمنطقة العسكرية الرابعة للتعليق على القضية لكنه قال ان اللواء الذي شكل لا يخضع لقيادة المنطقة العسكرية الرابعة.
المصدر المرصاد نت