في خطوة عدوانية جديدة ضد فلسطين والأمة العربية والإسلامية تعتزم الإدارة الأمريكية بقيادة "ترامب" تنفيذ إجرائها المؤجل منذ سنوات بما تسميه "نقل السفارة الأمريكية" من (تل أبيب) إلى القدس المحتلة في إطار تنزيل الوعود الانتخابية للرئيس الأمريكي وإمعانا في استفزاز مشاعر أزيد من مليار ونصف من المسلمين بالمزيد من محاباة ورعاية الكيان الصهيوني وتأمين الدعم المالي والعسكري والسياسي والدبلوماسي اللامحدود واللامشروط..
إننا في مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين (بالمغرب) إذ نعتبر هذا الإجراء الأخرق بمثابة إعلان حرب مباشر وصريح ضد فلسطين وكل الأمة بما يفيده ويستتبعه من محاولة إضفاء الشرعية الدبلوماسية لاحتلال القدس في ذكراها الخمسين، فإننا نعتبر السفارة الأمريكية نفسها القائمة أصلا في (تل أبيب) غير شرعية وعدوانية باعتبار كونها على أرض محتلة وفي "ضيافة" كيان استعماري عنصري وغير شرعي قام على التقتيل الجماعي والإرهاب والتهجير القسري ومصادرة الأراضي والاستيطان.
إن الولايات المتحدة الأمريكية بإجراءاتها وسياساتها المتناغمة مع الكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين تضع نفسها في موقع العداء المعلن لكل الأمة العربية والإسلامية، بل وكل الإنسانية، بما يمثله هذا الكيان أمام الضمير الإنساني العالمي من عنوان للقتل والهمجية والعنصرية والاضطهاد.
إننا في مجموعة العمل؛ إذ نجدد الإدانة للإدارات الأمريكية المتعاقبة بشأن قضية فلسطين وكل قضايا الأمة الأخرى التي ارتكبت فيها أمريكا أبشع الجرائم من أفغانستان إلى العراق إلى لبنان والصومال واليمن والسودان وليبيا... فإننا نجدد الاستنكار الشديد لمواقف وسياسات الأنظمة العربية الرسمية بفعل التخاذل المزمن الذي طبع تعاملها المستمر مع قضية فلسطين والقدس وبفعل تواطئها التطبيعي الذي أصبح يتخذ مظاهر خيانية معلنة بحق الشعب الفلسطيني ومقاومته الصامدة.
إن شعوب الأمة وعلى رأسها الشعب الفلسطيني مدعوة اليوم؛ وأكثر من أي وقت مضى؛ إلى الالتحام والتعبئة الشاملة على خط المقاومة وتفعيل كل الوسائل الممكنة للدفاع عن وجود الأمة من خلال عنوان القدس وفلسطين، وذلك بالتحالف مع الأحرار في العالم.
إننا في مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين؛ وعلى الرغم من كل الملاحظات على عمل فعالية المؤسسات الرسمية؛ فإننا نطالب بشدة منظمة التعاون الإسلامي بالعمل الفوري والعاجل لعقد لجنة القدس واتخاذ القرار السياسي العملي بالرد على الولايات المتحدة الأمريكية بكل قوة عبر تفعيل الدعم المادي والسياسي للشعب الفلسطيني وفصائله المقاومة في الداخل وفي الشتات ووقف كل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني وكسر الحصار عن قطاع غزة وذلك في إطار استعادة المبادرة باتجاه إستراتيجية تحرير حقيقية تصحح المسار والبوصلة.
عن السكرتارية الوطنية
الرباط 5 دجنبر2017