الهجمات على بلدة حضر من قبل تنظيم جبهة النصرة الذي يرعاه كيان الإحتلال الإسرائيلي ليست بجديدة فمنذ مطلع الأزمة و الإحتلال الإسرائيلي يدفع بمرتزقته لمهاجمة البلدة على أمل تهجير أهلها و لكن الهجوم الذي وقع مؤخراً هجوم غير مسبوق يستهدف إحتلال البلدة عبر الهجوم عليها من ثلاث محاور سبقه قيام جيش الإحتلال الإسرائيلي بتدمير ثلاث مدافع للجيش السوري و تخلله تدخل جيش الإحتلال بشكل مباشر ضد قوات الجيش العربي السوري، و بدأ بسيارة مفخخة ضمن ما سمي من قبل الجماعات التي يرعاها الاحتلال معركة “كسر القيود عن الحرمون” و بالتالي الهدف المعلن الذي يكشفه إسم المعركة احتلال حضر و ربط ريف القنيطرة بمنطقة بيت جن و خلق شريط حدودي يمنح الإحتلال الصهيوني ورقة تفاوض بعد القضاء على داعش.
و لكن من يقرأ الواقع الميداني في سورية و العراق في ظل تغير خرائط السيطرة على الأرض سيدرك تماماً أن المعركة هي معركة أمريكية صهيونية, فالمعركة جاءت بعد غارة صهيونية على المنطقة الصناعية في حسياء, و الغارة على حسياء جائت بعد إصابة طائرة اف 35 بصاروخ سوري طراز سا5 و لم يكن ليتمكن العدو الصهيوني خلال فترة وجيزة من المجازفة بطائراته لضرب هدف غير عسكري دون دعم لوجستي و تقني أمريكي, فالغارة على حسياء هي رسالة و ليست تغير للواقع القائم و هي إعلان الهجوم على بلدة حضر, و هو ما يؤكد أن الهجوم على حضر كان محضر مسبقاً و كان يجب أن يتم خلال زيارة وزير الدفاع الروسي الى كيان الإحتلال في محاولة لإضعاف الموقف الروسي و محاولة لفرض هذا الكيان ضمن مشاريع الحل في سورية و هو ما ترفضه موسكو التي تعتبر أن أمن الإحتلال مرتبط بالحفاظ على اتفاق فصل القوات و ليس بإحتلال أراض سورية جديدة أو بالسلام وفق مؤتمر جنيف ولا يمكن الأخذ بما يسمى مخاوفها ضمن أي اتفاق للحل في سورية, و لكن إصابة طائرة صهيونية طراز أف 35 شبح هو ما أخر الهجوم الى حين نجحت الغارة الثانية بالهجوم على حسياء في محاولة لفرض واقع عسكري لم يكترث له السوريين و هو ما أثبته بيان مقاومة حضر التي هددت بالرد على القوعد العسكرية الصهيونية بصليات من الصواريخ, و هو ما أكده بواسل الجيش و الأهالي في بلدة حضر الذين حولوا دفاعهم الى هجوم و سحقوا عصابات الكيان الغاصب.
محاولات العدو الصهيوني المستميتة فرض نفسه على معادلة حل الازمة السورية سبقها تدخل عسكري تركي في إدلب و سبقها قرار فرنسي أمريكي بالبقاء في سورية كقوى إحتلال بعد القضاء على داعش, و هو ما يؤكد أن أن الأمريكي و التركي و الصهيوني يسعون الى أن يكونوا طرف يحل مكان المهزوم في الحرب السورية في أي مفاوضات قادمة بعد القضاء على داعش الذي فشل في تحقيق غاياتهم.
المشكلة الأمريكية الكبرى بعد القضاء على داعش و معها مشكلة كيان الإحتلال الصهيوني هي الحوار السوري السوري بعد القضاء على الارهاب وفق بيان جنيف 1, ففي حال وصل السوريون الى طاولة المفاوضات هل يمكن للمعارضة أن تطرح ورقة عملها بالتنازل عن الجولان مثلاً, و هل يمكن أن تكون ورقة العمل تقسيم سورية.؟ و بالتالي اي حوار سوري سوري مهما كانت عمالة عملاء أمريكية لن تخدم المصالح الأمريكية الصهيونية, و لهذا السبب الأمريكي لا يسعى الى حل بل يسعى الى صفقة بيع لرؤوس المعارضين مقابل تنازلات, فبعد القضاء على داعش هناك طريقان إما الحرب او المفاوضات, من يرفض الحوار هم الارهابيين و مصيرهم مصير داعش, و من سيفاوض أياً كانت تابعيته لن يخدم الأمريكي, وبالتالي من يخدم الأمريكي و الصهيوني فقط هو من يرفع السلاح بوجه الدولة السورية ليضغط عليها و الحديث عن إسقاط الدولة السورية أصبح أكثر من سخيف نظراً لتطورات الميدان و أصبح هناك حديث واحد للأمريكي و هو التفاوض مع الدولة السورية على رؤوس من بقي من مسلحين و هذا ما ترفضه سورية و لن تقبل به بأي شكل من الأشكال, لانها حين رفعت السلاح بوجه عصابات الولايات المتحدة هي رفعته بوجه الولايات المتحدة الامريكية نفسها.
الأمريكي يدرك تماماً أن أي حرب كبرى في المنطقة لن يكون فيها منتصر و مثله العدو الصهيوني و حاملات طائراته في مكان آخر من العالم, و التدخل التركي الإسرائيلي له معنى واحد أن الأمريكي غير معني بحل في سورية حتى مقتل آخر مرتزق من مرتزقته, و مع إكتمال القضاء على داعش تسقط الاقنعه و لن يكون بمقدور الامريكي سوى العودة الى البداية و لكن تبقى معركة حضر نموذج لما ينتظر المرتزقة و من يقف خلفهم و ما دفاع أهالي حضر الا نموذج لما قد يصيب الامريكي في الرقة, و كما سحق الجيش العربي السوري داعش سيسحق من يخلف داعش أياً كان إسمه حتى لو كان جيش الإحتلال الأمريكي, ففي بلدة حضر هزم الاسرائيلي و الامريكي و معهم تنظيم القاعدة