بضغوط اسرائيلية سعودية بحرينية منعت الأمم المتحدة في بداية العام 2017 توزيع تقرير أعده خبراء منظمة "الاسكوا" التابعة لها عن الظلم في العالم العربي والكيان الاسرائيلي حيث التطهير العرقي والفصل العنصري والجرائم ضد الانسانية فيما ركز على الاستبداد في دول مجلس التعاون.
الظلم في العالم العربي والطريق الى العدل.. عنوان لتقريرٍ اعده خبراء في منظمة الاسكوا الاممية، بهدف تقديم مادة علمية وتحليلية للاوضاع في العالم العربي، حسب معدي التقرير، ويعري الفساد والظلم الذي تتبعه هذه الدول، الامر الذي دفع دولا عربية كالسعودية والبحرين وكيان الاحتلال الاسرائيلي الى منع انتشاره او تداوله في الامم المتحدة، التي رضخت للضغوط وتنصلت من التقرير وقررت نشره بإسم خبراء كلفتهم الاسكوا باعداده. التقرير افرد فصلاً كاملاً تحت عنون غياب العدالة في فلسطين، سلط فيه الضوء على الممارسات العنصرية والظلم الإسرائيلي الواقع على الشعب الفلسطيني، ابتداء من اقتلاع الفلسطينيين من ارضهم الى التطهير العرقي وصولا الى حرمان الفلسطينيين حقهم في تقرير المصير. وأكد التقرير ان هناك قناعة لدى سلطات الاحتلال تعتبر كل طفل فلسطيني هو ارهابي محتمل، وان الفلسطينيين لا يتمتعون بحق المواطنة فضلاً عن خضوعهم لحكم عسكري قاس. وأشار التقرير الى انتهاك الكيان لاتفاقية جنيف الرابعة من خلال قتله الاطفال ومهاجمة المرافق الطبية، وخرق الاحتلال لسبعة وعشرين قراراً لمجلس الامن الدولي، اضافة الى سياسة الفصل العنصري التي تعتبر من الجرائم ضد الانسانية، محذرا من ان قيام دولة عرقية ودينية يولد التطرف ويهدد بحروب دينية كبرى، وان مشروع قيام دولة قومية سيعطي سنداً دستورياً للاحتلال في سياساته تجاه الفلسطينيين. التقرير اورد في صفحاته الاربعمئة وفصوله الخمس، واقع العدل في البلدان العربية، وتحدث عن الاستبداد في بعض هذه الدول، الذي ادى الى انتفاضات انتهت بحروب دموية، وحذر من اندلاع موجة اخرى من الثورات، مشيراً ان هذه الثورات لن تكون ثورات لافتات، بل سيحمل فيها السلاح. وشدد التقرير على ضرورة وأد الفتنة الطائفية كونها تشكل تهديداً وجودياً للعالم العربي، موضحاً ان النخب الحاكمة في هذه البلاد قلقة بسبب غياب شرعيتها، ما يدفعها الى المبالغة في القمع. وعلى إثرها استقالت وكيلة الامين العام للامم المتحدة والامينة العامة التنفيذية للاسكوا ريما خلف من مهماتها بعد الضغط الذي مورس عليها من الامين العام للمنظمة الدولية لسحب التقرير الذي اصدرته الاسكوا ولاقى استياء لدى اميركا واسرائيل والسعودية الذي وصفته بالنازي. وقالت خلف: "استقلت لأنني أرى من واجبي الا أكتم شهادة حق عن جريمة ماثلة، واصر على كل استنتاجات التقرير". |