يستعرض كاتب المقالة تاريخ إرهاب الجيش الاسرائيلي كما وصفه، انطلاقاً من حادثة اقتحام الجيش لمنزل أحد المواطنين الفلسطينيين وإصابة مصورة صحفية في الحادث، واستعراضاً للتاريخ الطويل الممتد على طول سنوات الاحتلال، لم يكتب الرجل كل شيء، فهذا التاريخ الصهيوني الأسود أشمل من أن يسرد في مقالة، ولكنه أفلح في سرد توصيف يمكن وصفه بالمهم والدقيق لسلوك الجيش الاسرائيلي وارتكابه المجازر في حق الشعب الفلسطيني وشعوب عربية أخرى، ولا يجب أن ننسى أن الكاتب في النهاية صهيوني، يريد مثل كل الصهاينة مصلحة قومه، وأن قسوته عليهم نابعة من انتمائه لهم، ولكن يمكن لنا ان نستفيد من مقالته على طريقة "وشهد شاهد من أهلها" لإقامة الحجة على تاريخ الاحتلال الارهابي الأسود.
نهاية الأسبوع اقتحم مسلحون منزل عيسى عمرو، مواطن من الخليل، أثناء استعداده لوجبة الافطار الرمضانية، وقد صوبوا نحوه السلاح ونحو عائلته، واتخذوا أوضاعاً لإطلاق النار، كسروا الأواني، وهددوا أفراد العائلة، وبعدها خرجوا، فلم يكن عيسى عمرو مشتبهاً بأي جرم، اقتحام بيته كان مجرد تدريب؛ تدريب يقوم به مسلحون ما بين الفينة والأخرى، رغم التعهد بهدم فعل ذلك.
مجموعة من المسلحين والمسماة "كسر الصمت" أكد بلهجة جافة أن هذه التدريبات لها جوانب أخرى متعلقة بالتدريبات: ترويع المواطنين باقتحامات المسلحين يسمون ذلك "خلق الشعور بالمطاردة لدى السكان الفلسطينيين". هؤلاء المسلحون تابعون للتنظيم الإرهابي الأكبر والأقوى والأعرق في الشرق الأوسط، والمعروف لدى الجمهور بـ "جيش الدفاع الإسرائيلي"، والذي قال بوقه (المتحدث باسمه)، وهو واحد من المتحدثين الأقل مصداقية في المنطقة في رده على الحادثة أنه سيتم فحص الأمر، وسيتم اتخاذ الاجراءات المناسبة.
وفي بداية الأسبوع؛ وفي رده على اصابة المتحدثة باسم "بتسيلم" (حقوق الانسان الاسرائيلية) ساريت ميخائيلي على أيدي مسلحيه؛ لم يكن المتحدث باسم الجيش مستعداً حتى لقول ما قاله سابقاً، فمن ناحيته إطلاق النار على المصورة التي كانت تقف جانباً كان مبرراً ولا يشكل معضلة في سلوك أفراد جيشه، والحقيقة أن المتحدث باسم الجيش صادق، فإن إطلاق النار على نشطاء حقوق الانسان والمتظاهرين السلميين هو بالضبط السبب في انتشار خلايا الارهاب في المنطقة، فهذا هو أساس مهنة رجاله منذ ثلاثين سنة.
وفي نهاية الأسبوع؛ أصدر موشيه يعلون رئيس الذراع المدني أمراً بوقف التعاون المدني مع الاتحاد الأوروبي في المناطق المحتلة، ليقر يعلون بذلك رسميا ويمنطق إرهاب "تدفيع الثمن"؛ اذاً الرد على نشاط سياسي ضد حكومة اسرائيل هو المساس بالمواطنين الفلسطينيين الأبرياء، ولكن ما هو مفهوم، فليست هذه هي الفعلة الارهابية الأولى للجيش الإسرائيلي.
تاريخ الجيش الاسرائيلي كتنظيم إرهابي بدأ منذ فترة متقدمة جداً؛ ففي أواخر الثلاثينيات عندما أصدر يتسحاق سديه أوامره ليغئال الون الشاب بإطلاق النار على نافذة فلسطينية مضاءة، والهدف كان الترويع ولإرسال الرسالة بوجود مسلحين يهود في المنطقة، وليس مسلحون فلسطينيون فقط وبعد حوالي عقد من ذلك أصبح سديه والون جنرالات في الجيش الإسرائيلي، وأشرفا على عملية تطهير عرقي في المناطق التي احتلت من قبلهما.
تاريخ الجيش الاسرائيلي التالي مباشرة بعد 1948 لم يكن من النوع الذي يكثرون الحديث عنه، وبخلاف ما هو متصور؛ لم يكن تنظيماً مجهزاً كما يجب وكان يجد صعوبة في جذب الضباط، ومن عين ضابطاً فيه كمن هيأ لنفسه قبراً، وفي الـ 1948 كان هناك ارتفاع في نسبة الهاربين من الخدمة العسكرية، نسبة لم تقدر أبداً رسمياً، إلا أن بن غوريون قدرها في حينه بحوالي أكثر من 40%، وفي نفس العام تم بسط قوات الشرطة العسكرية نفوذها في تل أبيب للمرة الأولى في محاولة لضبط قادة المدفعية الذين رفضوا أن يُقتلوا ويقتلوا فاستاءت روح الزعامة الصهيونية، المسيرة الأولى للجيش الإسرائيلي، وكما هو معروف كانت "المسيرة التي لم تسر"، رئيس الأركان الثاني استقال من منصبه بعد أن أعلن بن غوريون عن تقليص ميزانية الجيش، فهبطت معنويات الجيش لتصبح في الحضيض.
أوجد الجيش لنفسه نفساً شعبياً جديداً في إطار ما سمي "عملية الفطام"، وبمعنى أدق (الانتقام)، والتي قامت بها وبشكل أساسي الكتيبة 101، ومن بعدها المظليين، وإحدى العمليات الأولى من بينها عملية الطاقية، والتي حصدت أرواح 69 من المواطنين، وعلى الرغم من أنها استهدفت في الأساس مواقع عسكرية؛ إلا أن المسلحين لم يترددوا في قتل المدنيين وتفجير بيوتهم، هذا الارهاب كان سياسة رسمية لجيش الدفاع أو بالأحرى لذراعه المدني، ووزير الدفاع في حينها بن غوريون توجه إلى الكنيسيت بعد المذبحة وكذب أمامه بالقول أن "أي كتيبة لم تتحرك من موقعها"، وزعم أن المذبحة نفذها مزارعون اسرائيليون غاضبون، وهكذا اعترف بن غوريون ضمناً أن هذه ليست عملية عسكرية، وإنما عملية ارهابية لا يستطيع الجيش أن يتبناها مباشرة، وكجزء من مرضه النفسي الغريب النادر؛ تجرأ على تكرار نفس الكذبة التي لم يشترها أحد، والتي تسببت باستقالة أحد سفرائنا، وفي أيامنا المسلحون والضباط المشاركون في المذابح لا يعاقبون، بل بالعكس تتم ترقيتهم لأنهم يقومون بواجباتهم.
أحد المسلحين من الكتيبة 101، والتي سميت بعدها المظليين، كان مئير هارتسيون، والذي قتلت أخته في نهاية العام 1954 على أيدي البدو، فجمع عدداً من زملائه في الوحدة، وخرج في مسيرة انتقام دموية، قتل المسلحون خلالها أربعة من البدو، بناءً على عدد من الشهود؛ فإن قائد الوحدة أريئيل شارون هو الذي أرسل لهارتسيون السلاح الذي نفذ به القتل بضغط من رئيس الأركان موشيه ديان، ووزير الدفاع بن غوريون، ولم يحاكم هارتسيون، وكان ما منع هارتسيون من الارتقاء في سلم الدرجات العسكرية إصابته، ومشاركة شارون في الجريمة لم تمنع ارتقاءه، والى اليوم يعد هارتسيون – والذي أصبح فيما بعد أحد مؤسسي قوة ماتكال – أحد مقاتلي الجيش المكرمين لشجاعتهم.
قبل أو بعد ذلك، وفي نفس الفترة؛ شغلت الاستخبارات العسكرية خلايا ارهابية في مصر – كجزء من العملية – والتي حازت على وصف "قضية لافون"، وذلك أن الارهابيين قد ضبطوا وتلقوا عقابهم، نظمت الوحدة 131 التابعة للاستخبارات العسكرية قائمة طويلة من المخربين من الوسط اليهودي المصري، نصبوا عبوات في مراكز البريد والمكتبات الامريكية في القاهرة والإسكندرية، وفيما بعد في دور السينما بهدف إقناع البريطانيين والأمريكيين أن نظام الحكم في مصر غير مستقر ويجب اسقاطه، ومن غير المعروف إلى الآن من أصدر التعليمات: رئيس الاستخبارات أم بتعليمات من رئيس الذراع الوطنية؟ وواضح بما يكفي أن قائد الاستخبارات بنيامين غبلي، والذي أعدم بالخطأ مئير توبنسكي، عندما كان ضابطاً صغيراً وزيف وثائق وأعطى معلومات كاذبة حول الموضوع، في حال صادفتم أثناء تجوالكم في إسرائيل يافطات تحمل العنوان "قديسو القاهرة" فلتعلموا أنهم يقصدون بذلك الارهابيين الذين تم اعدامهم في مصر وتحولوا إلى قديسين.
ما بين عملية إرهابية وأخرى؛ واجه الجيش الاسرائيلي أحياناً قوات نظامية كجزء من تعاونها مع القوات البريطانية والفرنسية الغارقة، احتل المسلحون في أكتوبر 1956 قطاع غزة، وبالتوازي في اسرائيل نفذت مذبحة كفار قاسم، والمخطط لها جيداً والمذبحة الأقل شهرة هي تلك التي نفذت في غزة اثناء احتلالها، ووفقاً لتقرير خاص للأمم المتحدة فقد قتل المسلحون الاسرائيليون حوالي 275 فلسطيني في الثالث من نوفمبر عند احتلال خانيونس، بينهم 140 لاجئاً، و135 من مواطني خانيونس، ووفقاً لنفس التقرير ذبح المسلحون في 12 نوفمبر، وبعد انتهاء المعارك 111 فلسطيني في رفح، من بينهم 103 لاجئين، ويمكن القول أنه وفي نفس الفترة، وقبيل تدخل أيزنهاور فإن الذراع الوطني لجيش الدفاع ظنت أنها تستطيع مواصلة احتلال القطاع؛ حتى ان بن غوريون أعلن عن قيام "مملكة اسرائيل الثالثة" لا يكاد أحد يتطرق الى هذه الفضيحة اليوم، ولم ينشر أي بحث اسرائيلي حول الموضوع، وبالطبع لم يحاكم أحد ولكن حين التفكير في تاريخ الجيش الاسرائيلي يمكن القول أن ذلك وقع فعلاً، وفي السياق نفسه فإنه يسمح بإرهاب المواطنين بهدف سهولة السيطرة عليهم.
بعد عدة سنوات؛ وعند الاحتلال الثاني للقطاع العام 1970، أصدر شارون أوامره بإنشاء وحدة باسم "ريمون" بهدف ضرب المقاومة الفلسطينية وسحقها، والتي سماها المحتلون الأغراب إرهاباً، قائد الوحدة في حينه مئير داغان سيشهد للتاريخ أن وحدته قتلت عشرات، بل مئات، من المواطنين، نفي الشائعات عن طبيعة عمل الوحدة كان مشتركاً على مدار سنوات طويلة رغم أنها فككت عملياً قبل أكثر من 30 عاماً، ورغم أن قادتها ترقوا في الدرجات بصفوف الجيش بشكل كبير، لم يكتب إلى الآن تاريخ هذه الوحدة، ولا يعرف أحد لماذا.
وفي نفس السنوات؛ واجه المسلحون مشكلة جدية، الجيش المصري تخندق على ضفاف القناة وبدأ بحرب باردة وفعالة ضدهم، والتي أطلق عليها اسم "حرب الاستنزاف" بعد فشل المسلحين في استئصال شأفة الجيش المصري وزحزحته عن مواقعه أو ارغامه على وقف اطلاق النار، وجه المسلحون نيرانهم صوب المدنيين المصريين، وعدد القتلى في أوساط المواطنين المصريين غير معروف، ولكن المسلحين خربوا مدن القناة، وحولوا مئات الآلاف إلى لاجئين، وبعد عقد من ذلك التاريخ ينفذ سلاح الجو الاسرائيلي مئات الغارات على بيروت، ويقتل مئات، بل الاف المواطنين، والهدف أن يلقي المسلحون الفلسطينيون سلاحهم ويخضعوا.
هذا الأسلوب؛ أسلوب توجيه السلاح نحو المدنيين تحول إلى سياسة رسمية للجيش الإسرائيلي في سنوات التسعين، ففي عمليتيه "يوم الحساب" و"عناقيد الغضب" أعلنوا بوضوح عن استهداف المدنيين بهدف إجبارهم على ترك منازلهم ليشكلوا ضغطاً على الحكومة اللبنانية، وقد جاء قرار استهداف المدنيين اللبنانيين بالمدفعية الاسرائيلية بعد فشل المسلحين الاسرائيليين في حرب متكافئة مع المسلحين اللبنانيين من تنظيم حزب الله، وبعد اعلان الأخير أنه سيقابل القصف بالقصف، وأنه مقابل كل قذيفة تستهدف مدنيين سيستهدف هو بقذائفه مواطنين إسرائيليين، تفاخرت اسرائيل هذا الاسبوع أنها نجحت في جعل الذراع العسكري لحزب الله منظمة إرهابية في منظور أمريكا والغرب، والاعتقاد أن "يوم الحساب" و"عناقيد الغضب" نفذ كلاهما بعد قرار الذراع الوطنية للجيش الإسرائيلي، والاعتقاد بأنه في الأيام الأخيرة من الحرب اللبنانية الثانية ألقى المسلحون الاسرائيليون مئات الآلاف من القنابل والألغام في المناطق اللبنانية، الألغام التي تقتل الأولاد اللبنانيين، وإلى يومنا هذا فقط ليذكرها أحد ما أنها تقيم في بيت من زجاج.
العملية العسكرية الأكبر للمسلحين في الفترة الاخيرة كانت في غزة؛ ففي ديسمبر 2008 قتلوا عدد كبيراً وقياسياً من المدنيين، وزرعوا الدمار، كما أنهم قتلوا كماً كبيراً من مصداقية بلادهم الدبلوماسية، لقد فقدوا عشرة مسلحين حوالي نصفهم قتلوا بنيران صديقة، ويكفي ذلك لأن يفسر كم كانت أصابعهم سريعة في الضغط على الزناد، وقبل العملية نفسها نفذ المسلحون سياسة "تقليص المسافة الأمنية"، ومرة ثانية لغة غريبة، والتي تعني قذائف مدفعية، مع العلم مسبقاً أنها ستمس حتماً بمواطنين عزل غير منخرطين بما يجري، وهدف ذلك التصرف الذي لا يؤثر إطلاقاً على مطلقي النار على مسلحينا هو قطعي الردع؛ بكلمات أخرى الترويع أو الإرهاب بلغة الألغاز.
وما بين كل ذلك كانت السنوات الطويلة من الاحتلال، والتي تعتبر جميعها معركة واحدة طويلة الأمد لفرض الإرهاب، معركة فسيفسائية الالوان كثيرة الأدوات، التسلح الميداني وحرس الحدود المطابق لمعايير ورجل الشاباك الغامض بعينيه المخابراتية، الحاكم العسكري وجهاز القضاء، الذي يقدم لكل نوع من التعذيب وعاءً من الشرعية، ومعظم العمليات الذي ينفذها الجيش الاسرائيلي منذ العام 1987 هو قمع انتفاضات شعبية، والتي ترتدي هي أحيانا زياً ارهابياً، وهو الذي يزود الجيش الاسرائيلي بالمسوغات لاستخدام العنف الذي يرغب بشدة في استخدامه.
ولكن طبيعة الجيش الاسرائيلي الارهابية تبدو جلية في إطلاق النار على مراسلة "بتسيلم"، والتي يمسك بكاميرتها أثناء اقتحام بيت انسان أراد فقط أن يتناول وجبة إفطار بعد صوم يوم طويل، إرهاب الجيش الاسرائيلي يظهر جلياً هناك دائماً وعندما لا يكون هناك عنف وعندما لا يشكل أحد خطراً على حياة حياته أو حياة اليهود الاخرين، أحيانا تكون هناك كاميرات وبالتالي توثيق للإرهاب، ولكن في كثير من الوقائع الأخرى في الحقول في المراعي والطرقات أو في اقتحام منزل عند هزيع الليل لا توجد كاميرات؛ عندها يعطي المسلحون أنفسهم مساحة أكبر، فهم يعرفون أن الرأي العام الداخلي لا يريد أن يعرف وسيكون سعيداً أن الضحية تكذب طبيعة الاحتلال، أو بمعنى آخر قمع التطلعات الوطنية الخاصة بملايين من الآخرين، يؤدي بالاحتلال الى التحول عند مرحلة معينة – وبشكل عام بطريقة سريعة جداً – يحوله إلى قوة إرهابية، المحتلين يجب إرعابهم بعد كل شيء ويجب انكار انسانيتهم، وإلا فسيكون صعباً على المسلحين أن يبرروا ما يقومون به وإعطاء المصداقية لتعديهم على بشر يشبهونهم كثيراً.
إذاً يتحدثون عن المحتلة أرضهم انهم "أقذار"، الاسم الرسمي الذي اطلقته إسرائيل على الفلسطينيين على مدار سنوات طويلة في شبكة اعلام المسلحين ولحين أصبحت وسائل الاعلام غير قادرة على غض الطرف، ويتحدثون عنهم كخطر متواصل، من يراقب تصرفات المسلحين في الميدان يعرف انهم لا يتعرضون لأي خطر، فإنهم يتجولون بكل حرية في أوساط السكان المحتلة أراضيهم حتى في ذروة التظاهرات يسمح المسلحون لأنفسهم بالتحرك وسط الجمهور الفلسطيني لأنهم يعرفون تماماً ان حياتهم لا تتعرض للخطر من قبل هؤلاء، ولو كان الفلسطينيون مقاتلون حقيقيون لكان كل دخول للمسلحين وسطهم ليتسبب بطعنة سكين، وما كان الجنود ليتصرفوا بهذه الطريقة.
ولكن المسلحين يحبون الحديث عن الشعور بالخطر لأن ذلك هو الشيء الذي يمكنهم من مواصلة الادعاء أن الارهاب الذي يقومون به فيه بعضا من المصداقية، الارهاب الاسرائيلي عمل يومي، إنه قائم في الحواجز وفي اعاقة الحرة وفي الاقتحامات الليلية، وفي معرفتنا انه تكفي الجندي كلمة "أشعر بالملل" فيعتقل ويعذب. "الارهاب الفلسطيني" نادر نسبياً، ولكن وسائل الاعلام الإسرائيلية، وهي بوق للجيش، تهرول وتسلط الضوء عليه.
إسرائيل آخذة بالتحول الى النموذج الصربي وجمهورها مؤيد للإرهاب اليومي، العالم الخارجي كف عن الاستماع غالباً إلى ما لدى المسلحين من القول، دولة القتل الشعبي الصربية دمرت بالقصف الجوي، ويبدو أن هذا لن يحدث لإسرائيل، ولكن يمكن حقاً لتمسكها بسياسة الارهاب اليومي أن يؤدي بها إلى الاعتقاد الذي تتحاشى التفكير فيه طوال السنوات الماضية، وهو التفكير أن "العالم كله ضدنا".
- الترجمة: أطلس للدراسات