أحياناً الفهم الدقيق لموقع وموقف الاطراف والقوى داخل خارطة الصراع يعطينا افضلية في التحليل وفهم الاحداث بطريقة علمية وليس عاطفية
ان روسيا الطامحة لشغل موقع نافذ في خارطة الصراع الدولية لها اعتباراتها وفهمها الذي ليس بالضرورة يوافق اهواءنا وتمنياتنا وان فهم مصالح روسيا وتحديد طبيعة اهتماماتها يسهل علينا اتخاذ المواقف وتحليلها ومراكمة الانجازات التي تخدم تطلعاتنا بعيدا عن الاحباطات التي يولدها الفهم العاطفي لموقع وموقف اطراف الصراع وبالتحديد موقف روسيا الاتحادية.
لا شك ان هناك الكثير من المواقف التي نلتقي مع روسيا في فهمها والكثير من الاهداف التي تجمعنا وفي المقابل هناك قضايا ومواقف تفرقنا وان العلاقة الامثل التي تحدد طبيعة العلاقة مع روسيا هي علاقة التحالف والصراع في آن معا ونستفيد مما يجمعنا ونختلف ونتحاور فيما نختلف عليه
ان روسيا وهي تحارب استباقيا الارهاب وتراكم مفاعيل قوة تُحسَب لها امام العنجهية الامريكية وتحاول بناء نظام دولي يقوم على احترام سيادة الدول والالتزام بالقانون الدولي لإضعاف الهيمنة الامريكية على العالم ،هذه المواقف تهمنا وبالإمكان الاستفادة منها والبناء عليها لتنسيق المواقف والاستفادة من الدور الروسي لصالح خدمة قضايانا .
ولكننا ندرك ان روسيا ليست جمعية خيرية ملتزمة بمبادئ محور المقاومة ولها مصالح منها اقتصادية ممكن التعامل معها كبديل للتعامل الاقتصادي مع الغرب وبعضها سياسي وصفقات سياسية ودبلوماسية لا نقرها ونختلف ونتحاور ونتجنب اي مفاعيل سياسية ممكن ان تؤثر على فهمنا ومبادئنا وبالتحديد ما يخص مستقبلنا السياسي وفهمنا للصراع العربي الصهيوني ومستقبل وموقع وموقف سوريا المستقبلي وبالتحديد هدف روسيا في سلخ سوريا من الصراع المركزي في المنطقة ومحاولة اللعب بالورقة الكردية ومحاولة عقد صفقات مع الادارة الامريكية في ما يخص هذا الصراع المركزي .
ان السياسة هي فن ادارة الصراع وفق الرؤيا والمبادئ الاساسية التي تمثلنا والقدرة على الاستفادة مما هو ايجابي وتجنب الاثار السلبية لدور قوى الصراع .
ان تعاملنا وصداقتنا مع روسيا لا يعني عدم معرفتنا الدقيقة لدورها ومصالحها ولكننا قادرين على تفكيك شيفرة قوى الصراع متسلحين بخبرة قيادية اثبتت قدراتها العملاقة خلال سنين الازمة والصراع بثنائية الرئيس الاسد وسماحة السيد.