الخطوة التي قام بها أوباما بطرد 35 دبلوماسي روسي لا تقل عن الخطوة التي فعلها القصر السعودي عندما أوفد مبعوثه لأثيوبيا للإعلان من هناك عن نيتهم تمويل سد النهضة نكاية بمواقف مصر الدبلوماسية المصرية الخيرة تجاه سورية واليمن، أسلوب الدبلوماسية العاجزة .. فربما فشلت واشنطن في السيطرة على الإرهاب الذي صنعته هي باعتراف هيلري كلينتون، ومناورة أردوغان عن الخط الامريكى بتحريكها لـ 7 فصائل، ونجاح الروسى والإيرانى بالموافقة السورية بالتجهيز لمؤتمر كازاخستان.
كل هذا على مايبدو دفع أوباما لطرد 35 دبلوماسى روسي.
ليس هذا وفقط، بل المؤكد أيضاً أن الإدارة الأمريكية التي تستعد للخروج من البيت الأبيض، تدفع للرئيس -الذي جاء على غير رغبتها- عدة ألغام أهمها: إحداث أزمة على أبواب المكتب البيضاوى الذي سيدخله ترامب مع بوتن تحديداً وهو الذي أكد طوال فترة معركته الانتخابية على علاقات متقدمة مع روسيا.
الاستعداد الذي يسير حتى الآن كما خططت له روسيا لوقف الحرب على سورية، لا يروق لأوباما الذي يتلقى ضربات كاشفة ومعرية لكافة سياساته التى أغرقت العالم وتحديداً المنطقة العربية وصولاً لأبواب روسيا بالدماء والدمار فاق مافعله بوش الابن حتى ولو بوسائل أخرى ..
فقبل رحيل بوش الإبن كان نصيبه القذف بحذاء العراقي منتظر الزيدي .. اليوم يرحل أوباما ويلاحقه أحذية الملايين من منتظر الزيدى ليس من العراق وفقط بل من كل انحاء الوطن العربي، بما فيهم من اعتادوا رداء _ الشباشب _ من بني سعود لأنه خذلهم بعد أن صدقوه وصاروا خلفه، فخسروا أعز مايمتلكون من صناديق ادخارية تفوق الحدود بجانب التكاليف التي قدمتها للحرب على سورية والحرب على اليمن وتوصيل أسعار البترول المكون الأوحد للدخل الى أقل من 30 فى المائة.
بوتن كان له رد على مستوى آخر يتلخص في جني ثمار كل ماخسرته واشنطن على يد إدارة أوباما متحملاً كل غبائهم بما فيه طرده لـ 35 دبلوماسياً روسياً .
بوتين يدرك تماماً أن أردوغان خسر أيضاً مشروعه مرتين، الأولى خسر أن تكون تركيا عضواً في الاتحاد الأوربي، والثانية خسارة أردوغان في إعادة أردوغان لأن يكون الخليفة الجديد على الخريطة الإسلامية، فالمؤكد أن بوتين يسعى لجذبه رغم المناورات التي يقوم بها أردوغان لتضميد جراحه متناسياً الجرائم التي صنعها هو الآخر بسياساته الحالمة.
بوتن معني تماماً بالقاهرة، وربما يضعها مرة بعد مرة فى اختبارات يدرك كونه خريج مدرسة المخابرات الروسية أنه يتعامل مع الرئيس السيسي الذي هو أيضاً خريج مدرسة المخابرات المصرية لهذا خطوات الثقة تتزايد بينهما .
بوتن الآن يمد يده للسعودية كما قطر فى ظل ثبات العلاقات الروسية الايرانية الواضحة تماماً فيما يريده كل طرف من المؤسستين.
المؤكد أن العام الجديد سيشهد امتداد روسي على الخريطة، لكن المحتم أن اجتثاث الارهاب لن يقفل في ظل محاولات هنا وهناك لاتخاذه مطية سيكتوى بها من يلعب بالنار والمرشح فى ظنى هو الخليج والسعودية تحديداً.