جاء اغتيال ناهض حتر ليذكرنا لما حدث منذ سنوات لناصر السعيد على يد
بنى سعود والفكر الوهابى الفارق أن قاتلى ناصر السعيد الذى عرى بنى سعود
ومنابعهم الفكرية كان عملا سعوديا بإمتياذ بإختطافه عيانا بيانا والقاءه من
طائرة بالصحراء أما ناهض حتر أغتاله من لم يقرأ حرفا لناهض تعامل بالسمع
والطاعة كمن يمارس جهاد النكاح بإعتباره وسيلة للمرور للجنة الموعودين بها
من يفعل مايؤمر من قياداته التى تنفذ حرفيا مايريده الوهابيين وأذنابهم ولا
يتعارض مع الصهاينة اطلاقا ..ناهض حتر
المسيحى الذى كتب عن الاسلام ما عجز أن يكتبه من يطلق عليهم مشايخ الاسلام
تم قتله على يد من جاء لتوه من أداء مناسك "الحج" على الطريقة الوهابية
ايمانا ممن وجهوه وايمانا بما يؤمن هو من أن الافتداء بقتل مفكر متمسك
بثوابت الوطن افضل من الفداء بذبح خروف ونسى أن ذبح الخروف كان بديلا من
طاعة اسماعيل لأبيه ابراهيم أبو الانبياء الذى أمره الله بدلا من تحقيق
منامه ففداه الله بذبح عظيم.
ففيما خرج مؤتمر كروزنى الأخير حين اعتبر
أن الوهابية خارجة تماما عن الاسلام الحنيف وليست من قريب أو بعيد تمثل
رافدا من روافد اهل السنة والجماعة وفيما تعرى الفكر الوهابى الدموى فى
كافة الميادين على مستوى العالم ـ فى ظنى ـ أن الماسكين بسيوف الوهابية
اليوم وبينما يترنحون ارتأوا القضاء على اى فكر مناهض لهم ومفندا بالحجة
والمنطق دمويتهم .
كان ناهض واضحا فى ثوابته تماما فهو الذى انتقد سلوك
الاسرة الهاشمية التى قال فيها انها ابتعدت عما سبق وسارت عليه من الوسطية
وعدم التعاطى والانحياز لما تريده السعودية فى صراعها الواهى مع ايران
وراحت تردد الهلال الشيعى وغضت الطرف من ان هذا الهلال هو المقاوم وناهض
الذى آمن بالعلمانية فى ادارة الدولة القومية وناهض الذى يعى بوصلته ويحدد
من العدو ومن الصديق لثوابته القومية وناهض الذى وقف مدافعا بشراسة مع
المعركة الوجودية التى يقاتل الجندى السورى من أجلها مؤكد أنه كان يعرف ثمن
تمسكه بثوابته ..كان يدرك أننا نعيش فترة فاصلة من تاريخ أمتنا وتاريخ
الانسانية لهذا ترجل منفردا لقصر العدل وهو الذى قرأ التحريض ضده كما قرأه
القائمون على شئون المملكة فكان نصيبه كنصيب العشرات مثله سبق وتم اغتيالهم
سواء على يد الصهاينة أو على يد خوارج الاسلام الحنيف لانهم يسيرون عكس
مايخطط للوطن وللانسانية ولهذا لن تنمحى ثوابتهم ابدا ولن ينجح من قتلوا
حتر كما لم ينجح من سبق وقتل العشرات والمئات مثله من القضاء على ثوابتنا
بل تتزايد الايمان بالثوابت.