تحت عنوان " السيدة خالدة جرار وما بها من نعمة... هل لاوسلو علاقة بها؟؟؟ كتب محمود عبد اللطيف قيسي يوم امس 29/04 مقالا ينتقد ويهاجم موقف الرفيقة خالدة بالجلسة الختامية للمجلس المركزي الذي ادى الى انسحاب الجبهة الشعبية باعتبار ان البيان الختامي تضمن بندا ينص العودة الى المفوضات، فبموقفها عبرت خالدة عن موقف الجبهة الشعبية وقطاعات واسعة من شعبنا الفلسطيني التي تعتبر اتفاقية اوسلو خيانية ومدمرة للشعب الفلسطيني، ويتسائل محمود اذا كانت خالدة ستترشح للانتخابات القادمة وانها ترشحت ووصلت الى مؤسسة تشريعية بطبيعتها هي من نتائج اوسلو، وكما حاله يريد ان يقول محمود ان المطلوب من خالدة ان تراجع موقفها من اتفاقية اوسلو، وبطريقة اخرى يحاول محمود ايضا الاساءة الى خالدة وتنظيمها.
يقول محمود عن اتفاقية اوسلو: "فإن هذه الاتفاقية يمكن إدراجها بالاجتهادات السياسية التي قد تندرج تحت بند أخطاء سياسية غير مقصودة" لا اعرف اذا كاتبنا يستغبي المواطن الفلسطيني الى هذا الدرجة، ام انه لا يفقه مدى خطورة هذه الاتفاقية وما جلبته من دمار وخراب على شعبنا الفلسطيني، وبكل بساطة يقول عنها اجتهاد وخطأ غير مقصود، فالى هذه الدرجة هذه القيادة غبية؟؟؟؟ واعتقد ان الكاتب غير متابع لتصريحات القيادة التي تؤكد على تمسكها والتزاماتها بكل الاتفاقيات الموقعة وعلى راسها اتفاقيات اوسلو واخرها تصريحات الزعنون والرئيس عباس قبل واثناء انعقاد المجلس المركزي، فمن يوقع على اتفاق بهذا الحجم نتيجة اجتهاد وخطأ غير مقصود، فهو غير جدير ان يكون بموقع المسؤولية والقيادة وضرورة محاسبته ومحاكمته ومعاقبته وتجريده من كل مسؤولياته.
على مدار عقدين من الزمن منذ توقيع اتفاقية اوسلو وما تبعها من اتفاقيات مذلة، والتي بجوهرها اعترفت بالكيان الصهيوني على الاراضي وكرست احتلاله من دون اي مقابل، فهي حرمت شعبنا من حقه بارضه ودياره التي شرد منها، فهل محمود بامكانه ان ينكر ان هذه الاتفاقية وتصريحات قيادته بان الاراضي حسب الاتفاق هي اراضي صهيونية وليست فلسطينية، الم يقل الرئيس الفلسطيني بانه من صفد وانه لن يعود اليها باعتبارها اي صفد مدينة "اسرائيلية"، اليس هذا الموقف خيانة؟ هل بامكانه ان ينكر ان الاعتراف يصب بهذا الاتجاه؟ وهل هذا يعتبره عمل وطني ام عمل خياني؟ ام تكتيك من تكتيكات القيادة؟ من خلال بنود اوسلو يتبين لاي مطلع وقاريء ان القضايا المصيرية والاساسية التي تهم المواطن الفلسطيني قد تركت للمفاوضات النهائية التي لا تؤكد ان حلها يكون باتجاه الاقرار بالحق الفلسطيني على الاراضي الفلسطينية، وانما بالرغبة الصهيونية المرفوقة بدعم وموافقة الادارة الامريكية، والتي موقفها اكثر عنادا من الموقف الصهيوني وهذا ما اثبتته جولات المفاوضات اللاحقة منذ عهد ابو عمار حتى الجولة الاخيرة من المفاوضات، فرغم ترك قضية القدس وقضايا اخرى للمفاوضات النهائية فهذا لا يعني ان الاقرار بها سيكون بالرؤية الفلسطينية، وجاءت الايام لتثبت ذلك، فالاتفاقيات ليست خطأ غير مقصود وليس اجتهادا، وانما نهجا سارت عليه وتمسكت به هذه القيادة، ومن مساويء اوسلو ايضا هو التنسيق الامني الذي ادى الى ملاحقة المقاومة وزج المقاومين بالسجن.
ان مشاركة الفصائل الفلسطينية بانتخابات عام 2006، حيث نفس الفصائل قاطعتها ولم تشارك بها عام 1996، لها تفسيرات تختلف كليا عن الانتخابات الاولى، وهذا ما لم يتمكن من استيعابه كاتبنا، حيث هناك فرق شاسع بين ان يكون هناك رهانا حتى من قطاعات واسعة من شعبنا على ان اتفاق اوسلو سيجلب لنا دولة، وبين ان تأتي الانتخابات اللاحقة بعد انتفاضة الاقصى لتؤكد على ان من حق شعبنا تحويل مؤسسات الحكم الذاتي ومنها مؤسسة التشريعي الى مؤسسة وطنية لحماية الانتفاضة وحقوق شعبنا على راسها حقه بالعودة، وجاءت باعتبار ان اعضاء المجلس التشريعي هم جزءا من المجلس الوطني الفلسطيني، وغيرها من الاسباب التي ذكرها وشرحها بحاجة الى مساحة اوسع، فانتخابات عام 2006 شاركت بها كافة القوى الفلسطينية ما عدا الجهاد الاسلامي، انما انتخابات عام 1996 شاركت بها فقط حركة فتح لوحدها، وما افرزته انتخابات عام 2006 رغم نزاهتها والاشراف الدولي عليها، فقد جاء الرد من الكيان الصهيوني والادارة الامريكية وما يلف بدائراتهم الى رفض خيار الشعب الفلسطيني، لانه افرز وأوصل وجوها تتعارض بجوهرها وشكلها مع المشروع الصهيوني والامبريالي الامريكي ومن يسير بفلكه.
إن انعقاد المجلس المركزي بعد ما يسمى المصالحة، جاء لتبحث هذه القيادة عن مخرج لمأزقها، وان محاولة جر حركة حماس لهذه المصالحة تعتقد القيادة الفلسطينية المتنفذة بانها بامكانها ان تقدم هدية للكيان الصهيوني من اجل تحسين شروط المفاوضات، فحماس ليست بذلك التنظيم الغبي، فهي تعرف نوايا حركة محمود عباس، وتعرف نوايا الكيان الصهيوني الذي يهمه نزع سلاح المقاومة وصورايخها من القطاع سواء بحوزة حماس ام قوى اخرى، والكيان الصهيوني يدرك جيدا ان على السلطة القادمة ان تعيد نشر الاجهزة الامنية بالقطاع ضمن الرؤية الصهيونية من اجل تصفية المقاومة واجتثاثها بالقطاع، وهذا طبعا سيكون خيانة ايضا لكل من يحاول ان يشارك بها وهي جزءا من اتفاق اوسلو الخياني.
أُذكِر الكاتب ان قول الحقيقية يجب ان ينقلها اصحاب الرأي من خلال مقالاتهم، فالقيادة الفلسطينية التي يدافع عنها ويقول انها اخطأت وخطأها كان غير مقصود وأن اتفاق اوسلو كان اجتهاد سياسي، ان هذه القيادة ما زالت متمسكة باتفاق اوسلو وتصريحات القيادة تؤكد بأن الحكومة المقبلة المزمع تشكيلها خلال الايام والاسابيع المقبلة ستلتزم بالاجتهادات والاخطاء الغير مقصودة التي ارتكبتها هذه القيادة.
اتفاق اوسلو خيانة لانه اعترف بالكيان الصهيوني وتنازل عن كامل الحقوق الفلسطينية دون اي مقابل.