قراءة من فوق السطح المقاومة القانونية | توثيق جرائم الصهيونية | قراءة من فوق السطح
تاريخ النشر: 04-10-2024

بقلم: الدكتور لؤي ديب


- - - الجزء الاول - - - 

- بعيداً عن الشعارات او الانحياز وبموضوعية تقرأ المشهد علينا ان ندرك ان نتنياهو كان يحقق تقدم في جريمته البشعة في غزة وهذا طبيعي جدا نظراً للنسبية الضئيلة للسلاح في غزة مقابل سلاح الجيش الصهيوني والاستخدام المفرط للسلاح الامريكي الثقيل واستخدام المدنيين كاداة ضغط للتقدم وتعاون غربي كامل استخباريا وعسكريا ولوجستيا وظهير عربي للاسف في هدم حدوث انهيار اقتصادي وغياب ارادة سياسية اقليمية ودولية نحو انهاء الحرب .

- ما حدث في غزة والايام الأولى لبدء المعركة المفتوحة على لبنان ادخلت اسرائيل ونتنياهو لمربع كان الفلسطيني يتربع فيه وحيداً وهو مربع الغرور وعدم اجراء حسابات دقيقة للعواقب ، وهو المربع الذي نستطيع الرهان عليه اكثر من مقارعة الاحتلال بالنار .

- صواريخ ايران التى أُطلقت منذ يومين لم تكن استعراضية كما يعتقد البعض في محاولة عكسها على رد ايران الاول ، الضربة الايرانية رغم انها الرؤوس الحربية على الصواريخ لم تتجاوز ال 150 كيلو جرام علما انه كان يمكن تحميلها الي غاية 1000 كيلو جرام ، الا انها اصابت اهدافها بدقة لم تشكل صدمة في اسرائيل وحسب بل في كل الغرب الذي يتابع تطور الضربة الايرانية وعوامل المفاجأة التى حملتها ، وربما تكون احد عوامل هزيمة نتنياهو هو الكذب واستمرار الضغط من خلال الرقيب العسكري لاخفاء الخسائر الحقيقية للضربة ، لكنها مسألة وقت بالنسبة لنتنياهو وكلها عوامل مؤجلة لهزيمته الشخصية ، الضربة الايرانية تسببت باخراج 19 طائرة من طراز اف 35 من الخدمة ليس نتيجة تدميرها الكامل ولكن نتيجة اصابتها اصابات بالغة اخرجتها عن الخدمة وهذه ضربة قاسية لسلاح الجو الصهيوني لم يتلقاها منذ عشرات السنوات ، وخروج الطائرات عن الخدمة لم يعد سراً يستطيع نتنياهو ان يكتمه طويلاً اضافة للاضرار البالغة في القواعد العسكرية .

- هذا امر دفع الطرف الامريكي الذي كان على وشك الدخول في الحرب الى مراجعة حساباته مع نتنياهو والانتقال الى موضع الضغط على نتنياهو وايصال رسالة واضحة له بان امريكا لن تخوض حرب لا تدير هي تفاصيلها وبدأت الاسئلة القاسية تطرح من حلفاء اسرائيل وتمحورت كالتالي :

- لماذا فشلت اسرائيل استخباريا ولم تصلها اي اشارات مسبقاً عن موعد الضربة ، وان المعلومة الفعلية وصلت من خلال امريكا والتى علمت ايضا بقرب الضربة قبل 4 ساعات فقط .
- لماذا فشلت القبة الحديدية وباتريوت ومنظومة حيتس ومقلاع داود بالتصدي للصواريخ ، وهل تستطيع اسرائيل ان تقدم تفسير لاجهزة التشويش التى كانت تحملها الصواريخ ولم تعثر عليها جهات التحقيق الاسرائلية حتى الان .
- كيف كانت ستكون النتائج لو ان الصواريخ كانت محملة برؤوس ثقيلة ، وان تعمد ايران بتحميلها برؤوس خفيفة كان لحصر ردة الفعل .
- هل كانت اسرائيل مستعدة للتعامل مع اثار الضربة لو انها استهدفت الاجزاء المدنية والبنية التحتية .
- تستطيع ايران وفق التقديرات الغربية توجيه وجبة صاروخية في الدفعه الواحدة تتجاوز 7000 صاروخ ، فهل اسرائيل لديها امكانية للتعامل مع وضع كهذا في حالة التصعيد .

- ايضا هناك الكثير من الاسئلة التى بدأت تُطرح على نتنياهو حول توسيع الجبهات ولعل اقساها كان ما الذي سوف تفعله حكومة نتنياهو لو تمكن الحزب من اسر عدد كبير من الجنود الاسرائليين وكيف سوف تتصرف اسرائيل ، وايضا ماذا لو تم فتح كل الجبهات مرة واحدة على ماذا يرتكز نتنياهو وهو يعلم ان حجم القوات الغربية في المنطقة لا يستطيع التعامل في الايام السبع الاولى مع هجوم شامل مما سيلحق هزيمة ليس باسرائيل فحسب وبالتالي لا يستطيع نتنياهو ان يدير حربه على طريقته ويورط حلفاؤه ويلحق الخسائر بهم وبالتالي عليه ان يختار بان يسمح لامريكا بادارة الحرب او ان لا يتوقع منها ومن غيرها الكثير .

- لا يوجد احد في مركز صنع القرار في امريكا او بريطانيا ومهما كان الحزب الذي ينتمي اليه يستطيع ان يناقش بموضوعية او يراجع مفهوم الالتزام الحقيقي بأمن اسرائيل ، وفي نفس الوقت هذه الدول تخوض حربها العميقة في الشرق الاوسط على طريقتها واصبحت مغامرات نتنياهو تتعارض مع مصالحها وايضا بدأت هذه الدول تحاول الوصول لطريقة ما لتفصل بها بين نتنياهو واسرائيل .

- كانت امريكا تراهن وبقوة على تقدم التيار الاصلاحي في ايران وتعمل على الحصار التدريجي للتيار المتشدد وخطوات نتنياهو المتخذة بمعزل عن الغرب افشلت جهود سنوات بالنسبة للغرب ولم تقف العواقب عند هذا الحد بل جلبت التزام روسي - صيني مشابهه وصارم بأمن ايران في حال تعدي اي طرف الخطوط الحمراء ومحاولة استخدام سلاح غير تقليدي وقد أُبلغ الغرب بذلك الامر الذي نقل الصراع من اقليمي لدولي .

- ايران لم تقف عند حد الرد بل اوصلت رسالة واضحة جداً بان مرحلة ضبط النفس اصبحت تضر بالامن القومي لايران وانه لن يكون هناك اي ضبط للنفس اتجاه اي تصرف مهما كان صغره ، ولم تضع ايران حدود لرد فعلها وابلغت برسائل واضحة انها سوف تستهدف امن الطاقة العالمي دون ان تُسمي القصد من وراء ذلك صراحة ولكن الرسالة وصلت بصراحة بأنها سوف تضرب خطوط الطاقة في الخليج ، وهو الامر الذي وضع كل الخليج العربي في حالة توتر غير مسبوقة وايضا ادخل اسواق المال العالمية في حالة ارتباك شديد بل ذهب بعض الخبراء الي تقديم نصائح للحكومات الغربية بأن الازمة المالية العالمية التى سعي الجميع الي تأجيلها حتى العام 2026 يمكن ان تنفجر وبدون سابق انذار في وجه الدول الغربية ويمكن لاي عمل متهور لنتنياهو ان يضع تلك الدول في مأزق حقيقي .


جميع الحقوق محفوظة لموقع جامعة الأمة العربية © 2021 - 2013