طوفان الأقصى… وبركان الأردن القادم؟ المقاومة القانونية | توثيق جرائم الصهيونية | طوفان الأقصى… وبركان الأردن القادم؟
تاريخ النشر: 13-09-2024

بقلم: احمد درزي

تأتي أهمية عملية المقاومة الفردية، التي قام بها الشهيد ماهر الجازي، بأنه ليس فلسطينياً في الأصل، بل ينتمي إلى عشيرة الحويطات الأردنية، بالإضافة إلى عمره، ودرجة الهدوء التي نفَّذ بها العملية، من مسافة صفر.

كانت الاعتداءات الجوية "الإسرائيلية" الأخيرة على سوريا في مناطق متعددة غير اعتيادية والأوسع، وفقاً لتعبير مراسل القناة الـ"12" الإسرائيلية، آميت سيغال، وهي جاءت بعد عملية المقاومة الفردية التي نفذها الأردني ماهر الجازي على جسر اللنبي، على نحو يؤكد حدة التوتر الإسرائيلي الذي يخشى تغير مسار الواقع الأردني والذهاب نحو الانتقال من موقع المقاومة الصامتة إلى موقع المقاومة الفاعلة، لينطلق السؤال الأهم: إلى أين سيصل الأردنيون بعد هذه العملية الفردية النوعية؟

تكلفت قوى المقاومة، التي نجحت في بناء طوق النار المختلط بين المباشر والبعيد حول الكيان، وإزكاء شعلته داخله، كثيراً من الصعوبات والتحديات حتى وصلت إلى هذا المستوى من النجاح، لكنها تدرك جيداً أن فعاليتها تحتاج إلى اكتمال الطوق المباشر وليس البعيد، حتى تستطيع اختصار الزمن والتكلفة، بشرياً ومادياً، للوصول إلى مرحلة وصول النظام الغربي إلى مرحلة اليقين بعدم القدرة على حماية الكيان الذي صنعه من الانهيار الداخلي، والأمر يتطلب انضمام مصر والأردن إلى الطوق المباشر.

بالتأكيد، يأخذ الأردن الأولوية بالاهتمام، لجملة من الاعتبارات التي تجعله الأكثر تأثيراً في واقع الاحتلال الصهيوني لفلسطين المحتلة، فهو يتيح الحدود الأطول للكيان مع الدول المحيطة بفلسطين، وهي تصل الى 238 كم، وسكانه من الفلسطينيين المهجرين إليه والعشائر العربية الأردنية هم الأكثر ارتباطاً بفلسطينيي الضفة الغربية، على نحو يؤهل الأرضية الملائمة لتحول البيئة الاجتماعية نحو الانخراط أكثر في العمل المقاوم، وإيجاد حركات مقاومة أردنية في كامل الحدود مع الكيان، على نحو يمكِّنها من التفاعل والتواصل مع حركات المقاومة في الضفة الغربية، في صورة ترفع مستويات التهديد للكيان في مركزه نظراً إلى قرب الأردن والضفة من عاصمته الاقتصادية والأمنية الأهم، "تل أبيب".

الأردنيون هم الوحيدون، الذين خالفوا نظامهم السياسي في كل النظام العربي، وخرجوا إلى الشارع تأييداً ودعماّ لفلسطين بصورة متكررة، وهم الأكثر غلياناً مكبوتاً تجاه نظامهم السياسي الذي ذهب بعيداً بفك الحصار البحري الذي فرضه أنصار الله في اليمن، بتعويضه بالنقل البري لمستلزماته واحتياجاته بما في ذلك العسكرية من الخليج إلى فلسطين المحتلة عبر بلدهم، وإخوانهم وأهلهم المباشرون في الضفة الغربية والقطاع يبادون بأسلحة يأتي قسم منها عبر جسر اللنبي.

تأتي أهمية عملية المقاومة الفردية، التي قام بها الشهيد ماهر الجازي، بأنه ليس فلسطينياً في الأصل، بل ينتمي إلى عشيرة الحويطات الأردنية، بالإضافة إلى عمره، الذي بلغ 39 عاماً، ودرجة الهدوء التي نفَّذ بها العملية، من مسافة صفر.

من قناة الميادين 


جميع الحقوق محفوظة لموقع جامعة الأمة العربية © 2021 - 2013