الهروب من الموت الي الموت هو الواقع المقاومة القانونية | توثيق جرائم الصهيونية | الهروب من الموت الي الموت هو الواقع
تاريخ النشر: 13-08-2024

بقلم: لؤي ديب

ما كان للقتل في فلسطين ليحدث لولا شعور ( اسرائيل ) باستثنائيتها امام القانون الدولي ، وامريكا التى ما زالت تحكم العالم أمام محاولات الكتلة الشرقية التى وصلت تحالفاتها حدود امريكا .

1- حرب غزة اصبحت مسألة اكبر من قضية الاسرى من الطرفين ، بل مسألة دولية لحسم السيطرة في الشرق الاوسط لصالح احد الحلفين ، فايران ومحورها لا تتحرك بمعزل عن التنسيق مع روسيا والصين في كل خطوة .

2- يهدف نتنياهو للقضاء على المقاومة الفلسطينية بتجنب مواجهتها واستخدام اسلوب الغدر ، والمنطق الوحيد الذي تبقى على طاولة المحتل هو ان القضاء على المقاومة ولجم غزة يجب ان يتم من خلال جعل غزة منطقة مستحيل العيش فيها من خلال اعدام مقومات الحياة فيها وجعل الهروب من الموت يكون للموت واحتلال الشمال بالكامل واخلاء سكانه نحو المواصي وحشرهم في بقعة جغرافية لا تتعدي 2‎%‎ من مساحة القطاع ، واحلال مدن الخيام لاحقاً ، ليبدأ انشغال اهل الجنوب برحلة اعادة الاعمار الني ستبدأ في الشمال ويتم انتقاء من ينتقل للعيش فيه بعد فحص امني دقيق هلى ان لا يتجاوز سكان الشمال لاحقا 100 الف شخص .

3- الفكرة لم تكن يوما ما ان تنجو من الغرق فحسب ، بل ان تكون علاقتك بالبحر طبيعية ، ويبدو ان العلاقة الطبيعية بالحياة لاهل غزة ما زالت بعيدة بل انها وبكل التفاصيل تقترب من الضفة الغربية ، وتلك الجبال التي تحملها ظهوركم كان يجب ان تتسلقوها فقط ، لذا علينا ان نكون واقعيين ومنطقيين و كل القراءات والمؤشرات والاحداث على الارض تشير ان الحرب في غزة لن تتوقف قبل شهر اكتوبر او نوفمبر على اقرب حد .

4- مفاوضات القاهرة او الدوحة حاليا واجتماع الخامس عشر ويؤسفني ان اقول ذلك لن تحمل معها الامنية التى تنتظرها الارواح المرهقة في غزة ، وعلى عكس كل التوقعات التى قرأت في حضور السيد ( السنوار ) اغلاق للباب فانني اخالفهم الرأي فالسنوار كغيره يدرك ما حل بغزة وهو يريد وقف اطلاق النار ، لكن الحقيقية وبغض النظر عن اختلافنا السياسي مع الاخرين فان منّ يريد الحرب واستمراها هو نتنياهو وزمرته من الصهيونازين .

5- يبدو اننا لن ننضج ونفهم حتى يهدم امام اعيننا كل ما كنا نؤمن به ، فكل المفاوضات السياسية التي تقوم على مبدأ الرعاية الامريكية وتوسط العربي بين الصهيوني والفلسطيني مبنية على اساس باطل لن يجعلها تحقق شيء ، وكل الظروف السياسية امريكيا وصهيونيا تشير الي انها مجرد عبث يضفي شرعية للقتل الجماعي والتهجير القسري .

6- طيبوا خاطراً فالايام كفيلة بأن تصنع من كل منكم شخصاً لا يأبه بحضور او غياب احد ، نحن نمر بمرحلة صعبة داخليا تتمثل في اعادة تشكيل مفهوم الهوية الوطنية والاهداف المرتبطة بها ، على كل سياسي وقائد ان يفهم ان الزجاج تحطم وجمع شظياه يتطلب الكثير من الوقت ليس فلسطينيا فحسب ، ايضا المجتمع الصهيوني يمر بالتغير واعادة التشكيل وكذا المنطقة العربية والاسلامية ، وليس بالضروة ان يكون هذا التغير لصالحنا او ضدنا ولكنه يحدث وحدوثه يستجلب الالم فهو ولادة جديدة وكل ولادة معها مخاض مؤلم ، ربما مرت غزة بولادة قيصرية بدون مسكنات وما زالت لم تنفض جنينها ولا نعلم شكله ومفهوم العقيدة الوطنية التى سوف ينتهجها ، تسرقنا دوامة اليوم لنتفاجىء بالغد .

7- والي حين يبقي الهروب من الموت الي الموت هو الواقع الذي يعيشه كل شيخ وامراة وطفل وشاب وحيوان وشجرة في غزة .


جميع الحقوق محفوظة لموقع جامعة الأمة العربية © 2021 - 2013