منصاتُ التواصل تفرض نفسها وسيلةً لإحقاقِ الحقِّ ... المجلس الاجتماعي | منصاتُ التواصل تفرض نفسها وسيلةً لإحقاقِ الحقِّ ...
تاريخ النشر: 10-06-2024

بقلم: الدكتور المختار


بتاريخ 2.5.2024 نشرنا مقالاً بعنوان الجامعاتُ الأمريكيةُ وثو.رةُ الوعي 2.

تحدثنا فيه أنَّ من يتابع الحراكَ الطلابي في الجا.معاتِ الأمر.يكيةِ يتأكّد أنَّ "إ.سر.ائيلَ" خسرَ.ت معركةَ السمعةِ والرأي العامِّ الدولي، وأمريكا خسرَت الشرعيةَ الأخلاقيَّةَ التي روَّجت لها لعدة عقود مضت.

وما يؤكدُ ذلك تصريحُ نتن ياهو الذي استشعرَ الخطرَ وراحَ يها.جمُ الحر.اكَ الطلابي ويصفُه بالمر.عبِ "Horrific".

حقاً إنَّه مر.عبٌ ومحيِّرٌ لل.كيا.نِ ولكلِّ المتضامنين معه في المنطقة وخارجها، لأنَّ الد.عايةَ التي عملَت عليها الص.هيو..نيةُ والمؤ.سساتُ التابعةُ لها لعقودٍ عدّة وهي غسلُ أد.مغةِ الشبابِ الغربي قد ذهبَت في مهبِّ الريح، وهذه نتيجةٌ طبيعيةُ لفائضِ الق.تلِ والتد.ميرِ في غ.زَّ.ةَ.

نعم مر.عبٌ لأنَّ هؤلاء الشبابَ هم جيلُ الغد وقادةُ المستقبلِ، فماذا إذا فهموا اللعبة...؟

وازديادُ حجمِ المظا.هرا.تِ وتوسّعها يؤكدُ بأنّه لم ينفع معهم التخو.يفُ والا.عتقا.لُ، بل تحوَّل بنظرِ الطلاب إلى سقوط منظومة القيم التي نظَّر لها قادتهم.

إنّه مر.عبٌ لأنَّ عدوى التظا.هرِ تنتشرُ بسرعةٍ داخلَ الجا.معا.تِ الأمر.يكيةِ، وهي مرشحةٌ للانتقالِ خارجَها قريباً.

علماً أنَّ طلباتِ الطلابِ المتظا.هر.ين لم تتعدّى المطالبةَ بالمقا.طعةِ وسحبِ الاستثماراتِ من الك.يا.نِ، وهم يرون أنَّ ردودَ الفعلِ القم.عية ضدَّهم لا تتساوى مع الفعلَ بل تتعداه بكثيرٍ، وهذا ما يزيدُ من إصرارِهم على المتابعةِ وتوسيعِ رقعةِ التظا.هرِ، مع تغيّرٍ بالمزاجِ.
فكيف سيصدّقُ هؤلاءِ الطلابُ قيمَ الديمقراطيةِ التي يلقنوهم إيَّاها بعد أن شاهدوا بأمِّ العينِ الشر.طةَ تعت.قلُ أُستا.ذةً جا.معيةً وهي تصرخُ وتقول:
أنا بر.وفيسور، أنا رئيسة قسم الفلسفة...؟

وذكرنا في المقال عن أهمية دور منصات التواصل الاجتماعي

(أما منصاتُ التواصلِ الاجتماعي، والانستغرامِ والتيك توك فهي تخوضُ عن غيرِ قصدٍ مهمةً وظيفيةً لم تكن تخطرُ على بالِ مصمّميها يوماً، وهي إيصال الصور الحقيقية لعد.وان الك.يان إلى كلِّ منزلٍ ومكتبٍ في العالم.

ما يحصلُ حقاً تجاوزَ حدودَ فل.سطينَ، ونقل القضية إلى ساحات أخرى، إنّه تغييرٌ لا بد يبشّرُ بحقبةٍ جديدة.

إنَّ ثو.رةَ الجا.معات هذه أحدثَت تغييراً في الوعي لا رجوع عنه، وهو تحَرّرُ عقولِ جيلِ الشبابِ الأمر.يكي من سر.ديةٍ سادَت لعقوداً عدّة عن المظلو.مية، وأنها واحة الديمقراطية الوحيدة في الشرق.
"فإ.سر.ائيلُ" هُز.مَت وأمر.يكا تغيّرَت، والثمنُ هو الكمُّ الكبيرُ من الدماءِ التي لم تذهب هدراً.

لا تستهينوا بما يجري فهؤلاءِ الشبابُ يقولون اليوم ما لم يجرؤ أحدٌ على قولِه من قبل ولعقودٍ مضَت، إنّه التحرّرُ من الخدعة.)
...................

وتأكيداً لكلِّ ما ذكرناه في المقالِ فقد تم إجراءُ استطلاعٍ للرأي على منصةِ تيك توك منذُ عدة أيام كانت نتجته اقتناع من شملهم الاستطلاع أنَّ "إ.سر.ائيل" على مدارِ السنينَ السابقةَ هي سببُ ماحصل في 7 اكتو.بر.
وهذا بحدِّ ذاتهِ تحوُّلٍ نوعيٍ.

ووفقاً لصحيفة "ذا هيل الأمريكية" حقق هاشتاغ "الحرية لفلسطين" /31/ مليار مشاركة، مقارنة /590/ مليون لمن شاركوا منشور يدعم "إ.سر.ائيل"
وهذا يعني أن "إ.سر.ائيل" قد خسرت الحر.ب فعلاً قبلَ أن تنتهي، وقد تخسر جيلاً سيكون صاحب القرار في المستقبلِ القريبِ، وموجِّه دفة الأحداث عربياً ودولياً، جيلاً سيغِّير الكثير، إن أحسنَ العرب استثمار الفرصة بشرح قضاياهم العادلة...
فهل يستثمر العرب الفرصة...؟

 


جميع الحقوق محفوظة لموقع جامعة الأمة العربية © 2021 - 2013